يشتكي أطباء بالعيادة متعددة الخدمات بحي فيلالي، من تعرضهم لتهديدات يومية من طرف منحرفين يطالبونهم بتحرير وصفات طبية بغية اقتناء المهلوسات، كما تحدثوا عن فوضى عارمة في الفترات الليلية ونشوب شجارات داخل المبنى في وقت يفتقر فيه المرفق الصحي لأعوان أمن.
وأكد أطباء بمصلحة الاستعجالات في عيادة فيلالي للنصر، أنهم يتعرضون لتهديدات في المناوبة الليلية يوميا، من طرف شبان يطالبونهم بتحرير وصفات طبية من أجل اقتناء أدوية مهلوسة، وهو ما يجعلهم عرضة للاعتداء اللفظي و أحيانا الجسدي، بعد رفضهم لتلك المطالب ، وأشاروا أيضا أنهم يستقبلون مرضى يطالبونهم بتحرير وصفات طبية باسم أشخاص آخرين من أجل اقتناء الأدوية مجانا بحجة أنهم لا يحوزون على تأمين، موضحين أنهم يتعرضون لمختلف أنواع الشتائم عند رفضهم، وقال أطباء أنهم يضطرون لتهدئة هؤلاء الشباب، حيث يركزون على الجانب البسيكولوجي لإقناعهم باستحالة تلبية مطالبهم.
وأضاف عدد من الأطباء أن بعض المرضى يطالبون بوصف أدوية معينة جلها عبارة عن مهلوسات، فيما يشترط بعض كبار السن وصف نفس الأدوية المتواجدة في الوصفة القديمة، من أجل تفادي القيام بفحص لدى طبيب مختص يكلفهم أموالا معتبرة، وهو ما يضعهم في حرج كبير أمام المرضى، كما تحدثوا عن رفض عدد معتبر من المرضى تسديد قيمة الفحص والمقدرة بـ50 دج، حيث يقتصر العلاج المجاني على الأطفال ما دون 5 سنوات، وكبار السن والحالات المستعجلة.
و قال من تحدثوا للنصر أن مصلحة الاستعجالات تعرف فوضى كبيرة في ساعات المناوبة، حيث يقتحم غرباء غرفة المناوبة دون إذن، كما أن عائلات يتكون عدد أفرادها من 6 إلى 7 أشخاص يدخلون دفعة واحدة لغرفة الفحص الضيقة، وهو ما يعيق الطبيب في أداء مهامه، فيما تنشب شجارات عنيفة بين المرضى ، حيث يرغب كل طرف في تلقي العلاج قبل الآخر في ظل غياب موظف يقوم بتنظيمهم.
كما قالت طبيبات في ذات المرفق الصحي، أنهن يضطررن للعمل لوحدهن في المناوبة الليلية التي يشرف عليها طبيب واحد، وأحيانا يجدن أنفسهن رفقة مجموعة من شباب مخمورين في أوقات متأخرة دون حماية، بسبب توفر عون أمن واحد، وهو ما يجعلهن خائفات على حياتهن عند كل مناوبة، مضيفات أنهن لا يعلمن ما يحمل هؤلاء الشباب من أسلحة بيضاء، بما أنهم لا يخضعون لأي رقابة قبل دخولهم للعيادة، وتحدثت طبيبة عن حالة تمثلت في قيام سكير بسلوكات عنيفة داخل غرفة الإنعاش وهو ما منع الجهاز الطبي من وضع مرضى آخرين في نفس الغرفة خشية عليهم.
وأضاف المشتكون أن مصلحة الاستعجالات أصبحت لا تستقبل حالات مستعجلة على غرار تعرض أشخاص لسكتة قلبية أو جلطة دماغية ، وإنما أصبحت معظم الحالات عبارة عن إصابات خفيفة أو فحوصات طبية ، حيث تحدثوا عن إشرافهم مجبرين على حالات غريبة تتقدم إلى مصالحهم في ساعات متأخرة من الليل على غرار وجود قمل بشعر أحد الأطفال أو تعرض امرأة لمشاكل في الهضم وغيرها.
كما قال أطباء أن عيادة فيلالي تستقطب المرضى من كل المناطق في الولاية، حيث يشرف طبيب واحد مناوب على علاج حوالي 160 مريضا يوميا، وهو رقم كبير كان يمكن تفاديه حسبهم، لو توجه هؤلاء المرضى إلى العيادات والمستشفيات القريبة من مقرات سكناهم، مؤكدين أن بعض الحالات قادمة من علي منجلي والخروب وحامة بوزيان وديدوش مراد وبوذراع صالح وبن شرقي وسيساوي وشعبة الرصاص و غيرها من الأحياء، وأكدوا أنه عند استفسار المرضى عن سبب قطعهم كل تلك المسافة يردون بأنهم يبحثون عن أطباء أكفاء وعن عيادة تتوفر على كل الأدوية و المستلزمات الطبية والآلات المستعملة في عمليات الكشف، وأضافوا أن العيادة تتوفر على كل المصالح باستثناء جراحة العيون.
حاتم/ب