الخميس 19 سبتمبر 2024 الموافق لـ 15 ربيع الأول 1446
Accueil Top Pub

فيما ذكر باحث أن مواقع أثرية ما تزال مجهولة لدى السلطات إلى الآن: المجلس الشعبي الولائي ينتقد وضعية السياحة بقسنطينة

رسمت لجنة السياحة والصناعات التقليدية بالمجلس الشعبي الولائي، صورة سوداء عن واقع السياحة بقسنطينة، حيث قال رئيسها إن الإهمال هو السمة التي ميزت تسيير القطاع خلال السنوات الأخيرة، كما تحدث عن تدمير محاجر لموقع القبور الميغاليتية بمنطقة بونوارة،  فيما ذكر الباحث طاطاو حسين، أن الولاية تتوفر على مواقع أثرية مهمة مازالت إلى الآن مجهولة حتى لدى السلطات المحلية.    
ونظم أمس، المجلس الشعبي الولائي بقسنطينة، الجلسة الثانية للمجلس حول السياحة «مقومات ومؤشرات»، حيث ذكر رئيس المجلس بوصبع عبد الرحمان، في مداخلته أن الجزائر تتجه نحو تبني نموذج اقتصادي بديل يعتمد على السياحة كمصدر لخلق الثروة ومناصب الشغل، إذ أن الولاية ،مثلما أكد، تتوفر على كل المقومات التي تؤهلها إلى اعتلاء مصاف المدن الأكثر استقطابا للسياح.
وأضاف المتحدث، أن قسنطينة تعد من أقدم المدن وتتوفر على مناطق أثرية ضاربة في عمق التاريخ كما لها من المرافق والمنشآت التاريخية، ما يؤهلها أن تتحول إلى مقصد سياحي أول على غرار درب السياح والجسور وغيرها، مشيرا إلى أن الهياكل القاعدية والموارد البشرية موجودة أيضا إذ تحصي الولاية وجود 25 مؤسسة فندقية بطاقة استيعاب تقدر 2401 سرير كما يعمل في الفندقة 1021 موظفا مؤهلا.
وذكر الوالي أحمد ساسي عبد الحفيظ، في تدخله، أن اللقاء يعد فرصة للمهنيين والسلطات من أجل تنسيق الجهود والبحث عن سبل تطوير القطاع، حيث دعا جميع الفاعلين إلى توحيد الجهود لإنشاء منتوج سياحي يرتقي بقسنطينة إلى مصاف الأقطاب السياحية الكبرى على المستوى الوطني، مشيرا إلى أن تحسين هذا النشاط مرهون بتضافر مجهودات  كل القطاعات دوت استثناء فلا يمكن للسياحة أن تزدهر «دون تهيئة للشوارع والطرقات أو تنظيم للتجارة».
وتحدث الباحث في المركز الوطني للبحوث في عصور ما قبل التاريخ، طاوطاو حسين في مداخلته حول القدرات السياحية الأثرية بالولاية، عن وجود العديد من المواقع الأثرية المهمة التي ما تزال مجهولة إلى الآن حتى لدى السلطات المحلية، فقد ذكر أن ولاة تعاقبوا على المدينة ولم يعلموا بوجودها على غرار المواقع الأثرية بعين انحاس وكذا الخروب، فضلا عن موقع بعين اسمارة والذي كان عبارة عن منجم للرخام.
وذكر الدكتور، أن التراث الأثري في بعض المناطق يعود إلى عصر ما قبل التاريخ، حيث أن الموقع المكتشف بعين انحاس يحمل صورا ومنحوتات ورسومات جد مهمة وتعود إلى عصور قديمة جدا، كما تطرق أيضا لأهمية العديد من المواقع على غرار كاف تاسنغة والقبور المنضدية «الدولمن» التي تعود إلى فجر التاريخ.
وانتقد رئيس لجنة السياحة والصناعات التقليدية بالمجلس رشيد يايسي، واقع القطاع ووصفه بالمهمل، حيث قال إن العديد من المواقع تفتقر إلى النظافة والاهتمام، كما أن الموقع الأثري للقبور الميغالتية ببنوارة قد دمر من طرف مستغلي المحاجر ولم يتبق منها سوى اثنين فقط من أصل عدد كبير كانت تتواجد بالمكان، داعيا إلى ضرورة إعادة الاعتبار لكل المرافق والمعالم.
وأجمع كل المتدخلون خلال اللقاء، على وجود ما وصفوه بالإهمال في قطاع السياحة بالولاية، حيث طالبوا بضرورة تنشيط السياحة المحلية وتكوين مرشدين ويد عاملة مؤهلة، فضلا عن «نفض الغبار عن كل المواقع»  ونشر الوعي في هذا المجال لدى تلاميذ المدارس، فضلا عن تشجيع الاستثمار ومرافقة المستثمرين للوصول إلى أهدافهم.
وطالب المجلس الولائي في التوصيات الختامية، بضرورة الاستغلال الأمثل للمقومات  الطبيعية والأثرية التي تزخر بها  الولاية لاستقطاب السياح من الداخل والخارج، وذلك من خلال «إعادة الاعتبار للمدينة القديمة وترميم دروبها وأزقتها ومساجدها حتى تستعيد مكانتها الثقافية وتتحول إلى قاعدة حضارية أساسية للمدينة».  
ودعا المنتخبون، أيضا إلى تشجيع سياحة المؤتمرات والأعمال ، وتوفير كل التدابير الصحية والأمنية على مستوى مراكز الاستقبال السياحي، كما شددوا على ضرورة تهيئة المواقع الأثرية ونفض الغبار عنها ، مطالبين بضرورة  الإسراع في تهيئة درب السياح و خلق مسارات سياحية لاستقبال السياح مع إنشاء خرائط لإرشاد السياح.
وطالب رئيس اللجنة، بإعادة النظر في آليات تسيير المتاحف العمومية وحسن الاستثمار فيها لتطوير أدائها ومداخليها وتمكينها من اليد العالمة المؤهلة، حتى تكون مثلما قال في مستوى استقبال الزائرين في كل الأوقات مع الاجتهاد في خلق مناطق للتوسع السياحي وتشجيع الاستثمار في المناطق السياحية، فضلا عن تحفيز الجماعات المحلية والبلديات على استغلال مداخيلها  في  تنظيف وصيانة الأماكن السياحية والتكفل بها.
لقمان/ق

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com