تعرف دار المالية بقسنطينة، اكتظاظا كبيرا خلال الأسابيع الأخيرة، وسط حالة من عدم الاحترام للتدابير الاحترازية، حيث تستقبل يوميا المئات من المواطنين يقصدونها لاستلام المنح التعويضية التي أقرتها الدولة لفائدة المتضررين من جائحة كورونا، فيما طالب موظفو القطاع باتخاذ إجراءات وقائية صارمة لاسيما بعد أن أصيب زملاء لهم بعدوى كورونا .
وتنقلنا أمس، إلى مقر دار المالية، بوسط مدينة قسنطينة، والتي توجد بها العديد من المديريات كأملاك الدولة والضرائب، فضلا عن الخزينة العمومية، أين وقفنا على اكتظاظ كبير بمختلف الطوابق والمصالح، كما لاحظنا أن العديد من المواطنين لا يرتدون الكمامات رغم تنبيهات أعوان الأمن لهم إذ أن جلهم لا يكترث للأمر، في حين وقفنا على ازدحام وتدافع أمام الشبابيك دون أدنى مراعاة لإجراءات التباعد، حيث وقفنا أمام شباك دفع الغرامات فضلا عن شراء قسيمات السيارات على تجمع أزيد من 30 شخصا في مساحة لا تتعدى 20 متر مربع.
وأكد لنا موظفون بدار المالية، أنهم يعانون الأمرين بسبب الاكتظاظ والتدافع، إذ أن المواطنين يقبلون دفعة واحدة في الفترة الصباحية ومن شتى بلديات الولاية من أجل استلام المنح التعويضية التي أقرتها الدولة لفائدة الفئات المهنية المتضررة من الجائحة، حيث يتم دفع أزيد من 600 منحة يوميا ، كما تجاوز عدد المنح المدفوعة رقم 20 ألف، منذ الانطلاق في العملية.
وتحدث موظفون بمختلف المديريات، عن شجارات واستفزازات يتعرضون لها يوميا من طرف بعض المتعاملين، إذ أصبحوا غير قادرين على تحمل الوضع في ظل ما وصفوه بالفوضى الحاصلة، كما أكدوا إصابة عدد من زملائهم بعدوى الفيروس، كما توفي زميل لهم متأثرا بالإصابة، مؤكدين أن العديد من الأشخاص يقصدون المبنى على الرغم من علمهم بإصابتهم.
وذكر محدثونا، أنهم لاحظوا قبل أيام وجود شخص يحمل كيس دواء و بدت عليه أعراض المرض، قبل أن يخبروا الشرطي المداوم بالمكان، الذي بدوره، كما أكدوا، تحدث إليه وأخبره الزائر أنه عاد لتوه من المستشفى بعد أن طلب منه أن يتوجه إلى منزله من أجل الحجر بعد ثبوت إصابته بالفيروس، مضيفين أن الشرطي سارع إلى توجيهه إلى رواق معزول وتم تسليمه المنحة الخاصة به بسرعة.ونحن بالمكان، لاحظنا وصول أعوان الحماية المدنية الذين سارعوا وهم يرتدون الألبسة الواقية إلى إخراج موظفة اشتبه في إصابتها بالفيروس، حيث أكد لنا موظفون أن الأمر أصبح عاديا بالنسبة لهم إذ تسجل حالات مماثلة يوميا، مؤكدين على ضرورة اتخاذ إجراءات صارمة لحماية العاملين بالمبنى فضلا عن المواطنين.
ووجهت الاتحادية الولائية لقطاع المالية نداء استغاثة، إلى والي الولاية، حيث ذكرت في مراستلها التي تحصلت النصر على نسخة منها، «أنه ونظرا لتسجيل إصابات في أوساط الموظفين ونقص الوسائل الوقائية، فضلا عن عدم تنظيم أي عملية تعقيم داخل المبنى منذ بداية الجائحة، فإننا التنظيم يناشد السلطات الولائية، بضرورة التدخل العاجل من أجل اتخاذ التدابير الردعية والوقائية لحماية الموظفين والحفاظ على السير الحسن لهذه المديريات الحساسة».
وأوضح المدير الجهوي للخزينة، زيدان عبد العزيز في اتصال بالنصر ، أنه مطلع على الوضع كما تلقى نسخة من مراسلة التنظيم النقابي، حيث قال إن الموظفين من حقهم المطالبة باتخاذ الإجراءات الوقائية المعمول بها، مؤكدا أنه يسهر بنفسه على مراقبة الوضع داخل المديرية التي يقع تسييرها على عاتقه إذ تم اتخاذ كل الإجراءات المعمول بها حفاظا على سلامة العمال والمواطنين على حد سواء.وأضاف المتحدث، أن تسيير المبنى يقع على عاتق مسير معين بمرسوم من طرف السلطات المختصة، وهو مدير الضرائب، حيث أنه هو المخول باتخاذ كل التدابير بكامل المبنى، كما تجدر الإشارة إلى أننا حاولنا الاتصال ومقابلة المسؤول المعني لكن لم نتمكن من ذلك. لقمان/ق