تكررت التجربة العمرانية السيئة المسجلة بأحياء المقاطعة الإدارية علي منجلي بتوسعة الوحدة الجوارية 20 الجديدة، بعد أن أنجزت المئات من العمارات والتجمعات السكنية بشكل خيّب آمال المرحلين والسكان الجدد، حيث تنعدم بها كل المرافق الخدماتية والترفيهية، فضلا عن النقل وشبكة الهاتف النقال، ما جعل منها منطقة معزولة وسط أكبر مدينة جديدة بالجزائر.
وبدأت الترحيلات الأولى، إلى توسعة الوحدة الجوراية 20 في عام 2018 ، حيث رحل إليها الآلاف من سكان الأحياء الهشة ببلدية قسنطينة، في حين أنجز بالتوسع الكبير مشاريع كبرى لبرنامج الترقوي المدعم، وأخرى ما تزال الأشغال بها جارية، لكن السكان الجدد اصطدموا بواقع صعب وانعدام تام لجميع المرافق.
تشوّه عمراني والردوم تحاصر العمارات
يقف الزائر لمختلف أحياء التوسعة، على تشوّه عمراني ملحوظ، حيث أن عمارات الاجتماعي عبارة عن كتل اسمنيتة غير متناسقة و متلاصقة ببعضها البعض، إذ لا تفصلها عن بعضها سوى مساحات ضيقة، ما حرم كل الساكنين من فتح حتى نوافذهم طيلة فترات اليوم.
ومثل جل أحياء علي منجلي ، فإن غالبية التجمعات والعمارات تحيط بها الردوم والأتربة والأوساخ من كل جانب، فقد تحولت خلفيات العمارات إلى ما يشبه المفارغ العمومية في حين عمد الكثير من سكانها إلى إنجاز توسعات لاسيما بالطوابق السفلى ومنهم حتى من فتح ورشات حدادة وممارسة نشاطات أخرى تحت البنايات في مشاهد سلبية، زادت من تشويه صورة المكان.
ومما زاد الأمر سوءا بالتوسعة، هو تسجيل العديد من النقاط السوداء التي تتسرب منها مياه الصرف الصحي، حيث أنه ورغم تقديم العديد من الشكاوى والمراسلات، إلى أن مظاهر سيلان المياه القذرة وسط الشوراع أصبح ديكورا يوميا اعتاد عليه مرتادو وقاطنو المنطقة المنسية ،مثلما يصفها سكانها، في حين جسدت التهيئة بشكل غير مطابق فقد أنجزت بالوعات مرتفعة بحوالي 20 سنتيمترا عن مستوى الطريق.
وتحدثت النصر، إلى العديد من المواطنين، حيث ذكروا أن التوسعة عرفت تزايدا في الكثافة السكانية منذ منتصف 2019 ، إذ أن غالبية السكنات شغلت وهو ما يجعل مطلب إنجاز مرافق ترفيهية وخدماتية أمرا مستعجلا، حيث لا يجد الأطفال والشباب مكانا للجلوس أو اللعب و ممارسة الرياضة.
وأكد محدثونا، أنهم طالبوا بإنجاز ملعب جواري ومساحات خضراء بالمساحات الشاغرة، التي كانت تستغل كقاعدة حياة من طرف الشركة التركية المنجزة لمشاريع السكن الاجتماعي لكنهم لم يتلقوا أي رد، كما لاحظنا وجود العديد من الأوعية غير المستغلة خلف العمارات والتي ذكر السكان بشأنها أنها صالحة لإنجاز ملاعب صغيرة الحجم، في حين منع سكان أبناءهم من اللعب في ملعب جواري أنجز «بالإسفلت» بمعايير غير مطابقة.
انعدام تام للمواصلات وشبكة الأنترنت
ويعد النقل من المشاكل العويصة فهو منعدم تماما، حيث أن وسيلة النقل الوحيدة هي سيارات الفرود التي ينقل أصحابها المواطنين إلى محطة المدينة بحي كوسيدار مقابل 50 دينارا للمكان، أما في حال التوجه نحو مكان آخر من المدينة فإن الأمر يتطلب النقل «بالكورسة» ودفع 200 دينار على الأقل، كما أن حافلة النقل العمومي الوحيدة أصبحت لا تمر من التوسعة منذ بداية جائحة كورونا، فيما أكد السكان على ضرورة توفير النقل العمومي أو فتح المجال للخواص .
ولا تتوفر التوسعة على شبكة الهاتف النقال، حيث أن الاتصال عبر مختلف الشبكات يكاد أن يكون منعدما حيث يطالب سكان بضرورة إيصال الذبذبات إلى الحي مع ضمان التغطية بشبكة الجيل الرابع، حيث أن جلهم مشترك فيها دون أن يستفيد من الخدمات إلا بعد الخروج من نقطة الظل.
وأكد السكان أيضا، على ضرورة ربط مختلف التجمعات بشبكة الإنترنت والهاتف الثابت، حيث أنهم وفي ظل هذا الوضع لجأوا إلى وضع أجهزة «موديم» التي تشتغل بنظام الذبذبات لكن ضعف التغطية الهاتفية للنقال جعل الاستعانة بها أمرا غير مجدي على الإطلاق.
هاجس أمني وانعدام للخدمات الصحية
ويشتكي سكان التوسعة، من انعدام تام للخدمات الصحية سواء بالحي أو بالوحدات الجوارية المحيطة بها ، إذ أن الوصول إلى عيادة بلقادري التي تعد أقرب نقطة صحية يتطلب قطع مسافة تزيد عن 5 كيلومترات، مشيرين إلى أنه قد سجل مشروع لإنجاز عيادة بالوحدة 18 القريبة من الحي لكنه لم ير النور إلى حد الساعة، حيث أكدوا على ضرورة إنجاز مستوصف على الأقل بأحد المحلات الشاغرة والتي توجد بكثرة في مختلف التجمعات.
وأصبح الهاجس الأمني يقلق السكان كثيرا لاسيما بمحيط السكنات الاجتماعية القريبة من الثانوية، حيث أكدوا أن المحلات الشاغرة أصبحت مكانا لتربية الكلاب المفترسة التي تستعمل في الاعتداءات والشجارات، فلا يكاد يخلو أي موقع مثلما وقفنا من وجودها بما بات يهدد الأطفال وحتى الكبار، في حين أكدوا أن بيع المهلوسات قد انتشر بشكل كبير في أوساط المراهقين، نتيجة انعدام مرافق الترفيه وقضاء أوقات الفراغ.
المندوب البلدي المكلف بالوحدة الجوارية 20 فراح عزيز
إنجاز ملعب جواري ومتوسطة وتوفير النقل في أقرب الآجال
وذكر المندوب البلدي المكلف بالوحدة الجوارية 20 ، فراح عزيز، أن التوسعة حي جديد وسيستفيد ،مثلما قال، من العديد من المشاريع في المستقبل ، حيث تجري الأشغال مثلما أوضح في ثانوية جديدة ، في حين سجلت مشاريع لإنجاز متوسطة فضلا عن ملعب جواري .
وأكد المتحدث، وجود نقائص كثيرة بالحي، لكنه ذكر أن الطابع الاستعجالي للمشاريع السكنية قد أثر على عملية إنجاز المرافق العمومية الخدماتية، لكنه أكد أن السلطات ستعمل تدريجيا على إيجاد حلول لكل الانشغالات إذ يشكل القطاع التربوي أولوية الأولويات، في حين سيتم العمل على قطاع الشباب والرياضة من خلال إنجاز مرافق رياضة أخرى ودور شباب عبر مختلف الوحدات الجوارية.
وتابع فراح ، أنه قد شرع قبل الجائحة في إدماج التوسعة ضمن مخطط النقل لكن العملية توقفت بسبب الوباء، فيما سبق لمدير النقل وأن أكد للنصر أن الخواص عزفوا عن العمل بالأحياء الجديدة لعلي منجلي كما أشار إلى أنه سيتم إعداد مخطط نقل جديد يضمن نقل المواطنين من آخر نقطة لتوقف الترامواي نحو مختلف الوحدات الجوارية. لقمان/ق