خلية متابعة نفسية للراسبين في الباكالوريا بمستشفى ابن باديس
شرعت وحدة المساعدة النفسية على مستوى مديرية النشاط الطبي بمستشفى قسنطينة الجامعي، بداية من الأسبوع الجاري في استقبال التلاميذ الراسبين في امتحان شهادة البكالوريا، لغرض المتابعة و المرافقة النفسية، حيث تم تنصيب لجنة متابعة خاصة مكونة من 24 مختص نفساني للتكفل بالحالات .
خلية الاستماع و المرافقة التي سيستمر نشاطها إلي غاية الدخول الاجتماعي القادم، نصبت خصيصا للتلاميذ الراسبين الذين يعانون من الإحباط أو اضطرابات نفسية ناتجة عن فشلهم في نيل الشهادة، و قد جاءت تحسبا لتسجيل أية محاولات للانتحار على غرار ما تم بمدينتي عنابة و تيزي وزو، حسب ما أوضحه الدكتور عزيز كعبوش مسؤول الخلية، مشيرا إلى تداول حديث عن تسجيل محاولتين للانتحار بين الراسبين بقسنطينة، الأولى باستعمال ماء الجافيل و الثانية محاولة لقطع شرايين اليد.
الأخصائيون المسؤولون عن متابعة الحالات أكدوا بأن المرافقة النفسية للطلبة الراسبين تعد ضرورة، حيث تم في ذات الصدد تسجيل حوالي 20 معاينة العام الماضي، شملت بالإضافة إلى التلاميذ الراسبين، العديد من أولياء الأمور الذين واجهوا صعوبة في تقبل فشل أبنائهم، مؤكدين بأن العمل لن يكون مقتصرا هذه السنة على المعاينات المتخصصة في المستشفى، بل سيمتد إلى الأحياء لتشجيع النشاط الجواري و توسيع رقعة التدخل.
كما ذكر الأطباء، بأن جلسات الاستماع و المتابعة مفتوحة على مدار اليوم مع ضمان المناوبة بمعدل أربعة أطباء كل يوم، مؤكدين بأن تبعات الفشل في الامتحان عادة ما تكون قوية و تبرز بشكل أوضح خلال الدخول المدرسي الجديد، عندما يعجز التلاميذ الراسبون عن إعادة التجربة و الالتحاق مجددا بمقاعد الدراسة، حيث يعد دور المرافقة النفسية جوهريا في هذه الحالة.
متابعة الأولياء و الاستماع إليهم، يعد كذلك من بين مهام الخلية، على اعتبار أن ضغط المجتمع و تأثير تكاليف الدروس الخصوصية يتحولان إلى عاملي إحباط إذا ما كانت نتيجة الامتحان سلبية، إذ يتعرض بعض الأولياء لصدمات قوية لا يجيدون التعامل معها، فيلجئون إلى الضغط على أبنائهم أو تحميلهم مسؤولية الفشل، الأمر الذي ينعكس سلبا على نفسية التلميذ و قد يدفع الخوف و التوتر و الشعور بالعجز و المسؤولية بهؤلاء التلاميذ إلى التفكير جديا في الانتحار و التخلي كليا عن الدراسة.
نور الهدى طابي