رصدت اللجنة العلمية لجمعية حماية الطبيعة و البيئة لولاية قسنطينة، أكثر من عشرين نقطة سوداء لرمي النفايات الهامدة و الردوم المترتبة عن عمليات البناء في أربع بلديات، حيث أكدوا لنا أنها تزايدت بشكل كبير خلال فترة الحجر الصحي.
و ذكر متحدث باسم اللجنة العلمية لجمعية حماية الطبيعة و البيئة، أن عدد النقاط العشوائية يفوق العشرين بين بلديات قسنطينة والخروب و حامة بوزيان وعين سمارة، مشيرا إلى أنه تم رصدها في جولة معاينة يوم الجمعة الماضية، كما أنها تضم كميات هائلة من الردوم. وأضاف نفس المصدر أن بعض نقاط الرمي توجد داخل مناطق التجمع العمراني، على غرار الطريق الواقع بين الشالي و ابن تليس بمدينة قسنطينة، إذ تحول المكان إلى مفرغة عشوائية لمخلفات البناء، في حين ترمى الردوم في العديد من المناطق الغابية مثل غابتي بكيرة و المريج و مفترق الطرق الأربعة و بالقرب من قطار العيش و نقاط من عين سمارة و مدخل الكيلومتر الرابع.
و أضاف المتحدث أن كميات الردوم تزايدت بشكل كبير خلال فترة الحجر الصحي، بسبب انشغال العديد من المواطنين بإجراء تعديلات داخل مساكنهم، مشيرا إلى أن الأمر تسبب أيضا في ظهور نقاط عشوائية جديدة، كما نبه إلى أن مخلفات البناء تتسبب في هشاشة بعض الأرضيات بسبب ثقل تكدسها على التربة، فضلا عن أنها تحتوي على مواد كيميائية خطيرة يؤدي تسربها مع هطول الأمطار إلى إضعاف خصوبة التربة و إتلاف الغطاء النباتي، ويمكن أن تتسرب إلى الوديان، كما قد تضر النشاط الفلاحي الموجود بالقرب منها.
و أشار نفس المصدر إلى أن الردوم سبب رئيسي في انسداد الكثير من البالوعات، ما يؤدي إلى تشكل سيول عند هطول الأمطار الغزيرة، فيما أوضح أنه ينبغي إنشاء مفرغة خاصة بالردوم في جميع البلديات معتبرا أن الموجودة بالمقاطعة الإدارية علي منجلي غير كافية، داعيا إلى تشجيع نشاط رسكلة الردوم المنعدم في الوقت الحالي، إذ يمكن إعادة استعمالها في تعبيد الطرقات في المناطق النائية بعد تصفيتها من المواد التي قد تشكل ضررا على الطبيعة، كما أشار إلى أن الردوم التي ترمى في المفرغة العمومية تحول إلى بعض الأماكن المنخفضة و تكدس فيها من أجل تدعيم الأرضية.
و دعا ممثل اللجنة العلمية للجمعية إلى التطبيق الصارم للقوانين على المخالفين لإجراءات التخلص من مخلفات البناء، و إنشاء خلية إعلام تربط مؤسسات النظافة للتعامل بصورة أفضل مع المشكلة.
سامي.ح