طالب أمس، أفراد الطاقم شبه الطبي والطبيون والعمال بالمؤسسة الاستشفائية للأم والطفل بسيدي مبروك بقسنطينة، بأجورهم للشهر الماضي ومستحقاتهم المالية المتأخرة منذ العام الماضي، حيث نظموا وقفة احتجاجية، فيما أكد المدير العام أن الخلل وقع في إعداد الميزانية الأولية خلال السنة الماضية، مشيرا إلى أن القيمة الإجمالية لمنحة «كوفيد» تقارب 4.9 مليار سنتيم.
ونظمّ الفرع النقابي للنقابة الجزائرية لشبه الطبي في المستشفى وقفة احتجاجية على مستوى ساحة عيادة التوليد، حيث صرحت لنا أمينة الفرع أن المشكلة تتمثل في عدم تقاضي المستحقات المالية مثل منحتي الترقية في الرتبة والدرجة، ومنحة تحسين الأداء والمردودية للثلاثي الرابع من العام الماضي، فضلا عن أن العمال والموظفين من مختلف الأسلاك يعانون من عدم انتظام تاريخ صب الأجور، وأضافت أن المعنيين لم يحصلوا على منحة «كوفيد ومنح تحسين الأداء والمردودية للثلاثي الثالث لعام 2020، كما أن أجر الشهر الماضي لم يصب إلى اليوم.
وذكرت نفس المصدر أن النقابة اجتمعت بمدير الصحة في شهر أفريل الماضي، وتم طرح المشكلة قبل أن تتراكم المنح الجديدة للعام الجاري، حيث تلقوا وعودا بتسوية المستحقات العالقة بمجرد وصول الميزانية الجديدة، لكن المعنيين «لم يحصلوا على شيء، بل وازدادت وضعيتهم سوءا»، وقالت أمينة الفرع النقابي إن مطلب جميع العمال هو تقاضي مستحقاتهم كاملة مثلما «يقومون بواجبهم على أكمل وجه»، كما عبّرت.
ويبلغ العدد الإجمالي لعمال المؤسسة الاستشفائية للأم والطفل بسيدي مبروك من مختلف الأسلاك سبعمئة وثلاثين عاملا، من بينهم 276 شبه طبي، حيث ذكر المدير العام في تصريح للنصر، أن الكتلة الشهرية لأجورهم تصل إلى حوالي خمسة ملايير ومئتي مليون سنتيم، في حين تقدر منح تحسين الأداء بحوالي ملياري سنتيم، وتصل منحة «كوفيد» إلى حوالي أربعة ملايير وتسعمئة مليون سنتيم، مشيرا إلى أنها مبالغ ضخمة، فيما أكد أن المستحقات العالقة والأجور تخص العمال والموظفين من جميع الأسلاك في المؤسسة الاستشفائية، بما في ذلك المدير العام نفسه.
وشرح المدير العام، الذي عيّن على رأس المرفق الصحي شهر جوان الماضي، المشكلة بالتأكيد على أن الميزانية الأولية لعام 2020، التي أعدت العام الماضي لم تكن بالحجم الكافي لتغطية جميع النفقات، مشيرا إلى أنه تحدث إلى ممثلي الفرع النقابي الذي تبنى الاحتجاج، وأكد أن المستحقات العالقة تعود إلى عام 2019، مثل المستحقات التي أفرزها عمل اللجان المتساوية الأعضاء بأثر رجعي ومنحة تحسين الأداء والمردودية للثلاثي الرابع من العام الماضي، فضلا عن حصة الثلاثي الثالث.
وأضاف المدير، الذي التقينا به وهو يستمع إلى مطالب المحتجين في ساحة المؤسسة، أن عمل إدارته في إعداد الأجور والمنح وجميع المستحقات قد أنجز بشكل تام، كما لا يوجد فيه أي خلل، معتبرا أن الأمر لم يترتب عن «عجز إداري»، فيما تطرح المشكلة حاليا على مستوى الخزينة نتيجة انعدام الأموال في حساب المؤسسة، بحسبه.
وأكد المدير أن أجور الشهر الماضي، المفترض تحويلها للعمال مع بداية أكتوبر، ستصب بمجرد وصول ميزانية الشطر الرابع، التي تصب وطنيا لجميع المؤسسات الاستشفائية، بالتنسيق بين وزارتي الصحة والمالية، فضلا عن منحة تحسين الأداء للثلاثي الثالث، كما طلبت المؤسسة ميزانية إضافية من وزارة الصحة مع تقديم المبررات، وبمجرد وصولها ستتم تسوية المستحقات العالقة، على غرار المردودية الخاصة بالعام الماضي ومنح المناوبة التي لم يتقاضوها منذ جانفي الماضي إلى اليوم، فيما شدد على «أن الخلل لا يتعلق بأي حال بإدارة المستشفى التي ضبطت جميع المستحقات». وشارك في الوقفة الاحتجاجية أفراد من الطاقم الطبي وشبه الطبي وعمال بحسب ما أكدوه لنا.
سامي.ح