استفادت قسنطينة من مشروع ضخم لتأمين وتموين الولاية بالمياه الصالحة للشرب، حيث أسندت عملية الإنجاز لمؤسسة كوسيدار العمومية بغلاف مالي يقدر بأزيد من 600 مليار سنتيم، وهو ما من شأنه أن يعزز قدرات التخزين ويقلل من حدة أزمة التموين بـ 12 بلدية لاسيما بعين عبيد وتلك الواقعة بالجهة الشمالية.
و وقف والي قسنطينة أحمد ساسي عبد الحفيظ أمس الأول، في زيارة تفقدية لمشروع إنجاز خزان بطاقة استيعابية تقدر بـ 25 ألف متر مكعب ببلدية ديدوش مراد، على تقدم في الأشغال، حيث من شأن هذا الخزان أن يعزز في السنوات المقبلة من قدرات تخزين بديدوش فضلا عن المنطقة الشمالية، لاسيما وأن هذه المنطقة تعرف نقصا وتذبذبا كبيرا في التموين بمياه الشرب.
وأوضحت مديرة الموارد المائية، أن ملء هذا الخزان سيتم من منطقة جبل الوحش كما أنه سيمون بلدية ديدوش مراد بأكملها في حين ذكر إطار بمؤسسة كوسيدار المشرفة على المشروع للنصر، أن ملأه يتم دون الاستعانة بمحطة ضخ إذ أنه يقع في منطقة منخفضة وعملية تموينه تتم بشكل تنازلي، وهو ما يعتبر بحسبه، إنجازا مهما.
وسيتم إنجاز خزان مياه آخر بطاقة استيعاب تقدر بـ 5 آلاف متر مكعب، وذلك لتموين القطب العمراني الرتبة الذي أنجزت فيه 6 آلاف سكن عدل و الآلاف من وحدات الترقوي المدعم، حيث ذكرت مديرة الموارد المائية أن خزان 25 ألف متر مكعب منخفض مقارنة بمستوى موقع الرتبة، ولهذا تقرر تموينها من الخزان الذي سينجز في مكان مرتفع علما أن قدرة الضخ الموجهة إلى الموقع تقدر بـ 40 لترا في الثانية.
ويأتي إنجاز هذين المشروعين في إطار مشروع ضخم لتموين وتأمين ولاية قسنطينة بالمياه الصالحة للشرب سجل على عاتق مديرية الموارد المائية، حيث انطلق العام الماضي وحددت آجاله التعاقدية بـ 18 شهرا، في حين رصد له غلاف مالي يقدر بأزيد من 600 مليار سنتيم.
وسيعرف المشروع إنجاز 20 خزانا بمختلف بلديات الولاية على غرار عين عبيد الخروب وابن باديس وأولاد رحمون، حيث تتراوح سعة هذه المنشآت في ما بين 5 و 25 ألف متر مكعب، وهو ما سيعزز قدرات التخزين بمختلف البلديات التي تعاني من شح التزود بالمياه.
وتعد بلديات الجهة الشمالية لاسيما زيغود يوسف وديدوش مراد وبني حميدان، النقطة السوداء بالولاية حيث تعرف نقصا وتذبذبا كبيرا في التزود بالمياه لاسيما بالمناطق الريفية والقرى المصنفة ضمن مناطق الظل، و أفاد إطار من قطاع الموارد المائية، أنه سجل عجزا في تلك النقاط، خلافا لبقية المناطق بالولاية، لكنه أشار إلى أن قسنطينة تعد من بين الولايات الرائدة على المستوى الوطني في مجال التزود بالمياه، حيث يستفيد قرابة 80 بالمائة من سكانها منها على مدار 24 ساعة، في حين تم تسجيل عجز لدى 7 بالمئة منهم، مضيفا أن الهدف المسطر هو الوصول إلى تزويد 90 بالمئة من السكان طيلة اليوم.
وتابع المتحدث، أنه خلال الثلاث سنوات الأخيرة سجل طلب كبير على المياه وأصبحت الجهات القائمة على توزيعها في مواجهة وضع صعب لاسيما بالمقاطعة الإدارية علي منجلي، حيث ذكر أن الترحيلات الضخمة والارتفاع الكبير في عدد السكان بالجهة العليا للمدينة والتي تضم الوحدات الجوارية 16 و 17 و 18 و 19 و 20 فضلا عن التوسعتين الغربية والجنوبية، قد تسبب في مضاعفة الطلب ما جعل نصف قاطني المدينة يتزودون بالمياه بمعدل يوم مقابل يومين، مشيرا إلى تسجيل عجز كبير في فصل الصيف إذ كادت الخزانات أن تجف في العديد من المناسبات، كما لفت إلى أن المشكلة سجلت أيضا بالقطبين العمرانيين ماسينيسا وعين نحاس.
ولفت الإطار في قطاع المياه، أن المشكل الأكبر يسجل ببلدية عين عبيد، حيث يعاني سكانها من مشكلة كبرى في التزود على مدار الأسبوع، إذ أنها تموَّن من أنقاب قرية عين آركو ببلدية تاملوكة بولاية قالمة، مشيرا إلى أنه سيتم تزويدها من محطة الضخ بحي بومرزوق بقدرات ضخ تقدر بـ 200 لتر في الثانية في أقرب الآجال، لكنه تطرق إلى صعوبات قد تواجه عملية تموين القطب السكني المنجز بالبلدية والذي أنجزت به أزيد من 4 آلاف وحدة، إذ لم يتم إلى الآن تحديد مصدر جلب المياه إلى الخزانات التي تجرى الأشغال بها حاليا.
ويشكل سد بن هارون المصدر الأول لتزويد ولاية قسنطينة بالمياه، في حين سجل مشروع لإنجاز سد ببلدية بن حميدان حيث أجريت الدراسة الخاصة به، لكن تراجع المداخيل المالية للبلاد تسبب في تجميد العملية بشكل مؤقت.
لقمان/ق