نظمت أمس، كلية الإعلام والاتصال بجامعة صالح بوبنيدر
«قسنطينة 3» أول منتدى وطني حول المقاولاتية والمؤسسات الناشئة في مسعى لحث الطلبة على ولوج عالم الابتكار وإنشاء مؤسسات تعود بالنفع على الاقتصاد الوطني، فيما أكدت منسقة مشروع «يبدأ» للمقاولاتية أنه تم تكوين 120 طالبا في كيفية استحداث مؤسسات ناشئة واختيار 40 منهم سيتنافسون للمشاركة في المسابقة الوطنية لأحسن ابتكار.
واحتضنت، قاعة المحاضرات الكبرى بكلية الإعلام الطبعة الأولى للمقاولاتية والمؤسسات الناشئة في الجامعة الجزائرية، حيث تم تنظيم هذا اليوم الدراسي المفتوح من طرف قسم الاتصال والعلاقات العامة بحضور الطلبة وأصحاب مشاريع وأفكار ابتكارية من العديد من ولايات الوطن.
وذكر عميد الكلية البروفيسور كينازة محمد فوزي، في كلمته الافتتاحية للنشاط، أن تنظيم هذه الفعاليات يهدف إلى تنمية التفكير المقاولاتي لدى الطلبة وحاملي الشهادات الجامعية، وذلك من أجل إضفاء قيمة مضافة مستقبلا في المجال الاقتصادي لاسيما وأن مقاربة الدولة الجزائرية تعتمد حاليا على تنمية روح الابتكار، من خلال إنشاء مؤسسة صغيرة ومتوسطة وناشئة.
وأبرز المتحدث، أن جامعة قسنطينة تولي أهمية بالغة لتشجيع الطلبة وتكوينهم على إنشاء مؤسسات خاصة بهم، كما أن الهدف من اللقاء هو عرض تجارب ناجحة ونقل الخبرات الخاصة بها إلى الطلبة وذلك قصد تشجيعهم مع تقديم شروحات حول الإجراءات الإدارية والمالية، التي تمكنهم من تحقيق أهدافهم.
ولفت رئيس قسم الاتصال والعلاقات العامة، العمري توفيق، إلى أهمية عرض الخبرات في هذا «الفوروم» الوطني للمؤسسات الناجحة والذي ينظم لأول مرة على مستوى الجامعات الجزائرية، مشيرا إلى أهمية تعزيز وتنمية علاقات الجامعة مع محيطها الخارجي سواء الاجتماعي أوالاقتصادي، كما ذكر أن الرهان اليوم هو تحرير الطاقات الجامعية وتمكينها من الأدوات القانونية والمالية لإعطاء دفع للاقتصاد الوطني، مبرزا أن هذا اللقاء ستتبعه ملتقيات وأيام دراسية لتكوين أكبر عدد من الطلبة الراغبين في اقتحام عالم المقاولاتية.
وعرف المنتدى عرض تجارب لطلبة مبتكرين وآخرين نجحوا في إنشاء مؤسسات خاصة بهم، حيث تمكن أحد المتخرجين من كلية الإعلام من إنشاء وكالة اتصال وإشهار يقوم من خلالها بإنتاج لوحات إشهارية رقمية، فضلا عن تصاميم بصرية لمختلف المؤسسات والواجهات الخدماتية التابعة للقطاع العمومي أوالخاص، حيث دعا الطلبة إلى عدم التفكير في الوظيفة فقط بل يجب عليهم، مثلما قال، تطبيق أفكارهم على أرض الواقع.
وقدم الطالب زين الدين بوشعوة الذي ما يزال يدرس بجامعة وهران للعلوم والتنكولوجيا، مشروعه الابتكاري والذي هو عبارة عن تطبيق رقمي يحمل اسم «أسعفني”، حيث من شأنه أن يقدم تسهيلات إدارية وعملية لمصالح الحماية المدنية، إذ يحدد مكان الشخص بدقة عالية باستخدام تقنية «جي بي أس” وهو ما يساهم في تحديد مواقع الحوادث أو مناطق سكن الأشخاص المعنيين بالتدخل.
ولفت الطالب، أنه عرض ابتكاره على مختلف السلطات كما قام بتطويره في مجالات أخرى، حيث أنه يقدم خدمة المعالجة عن بعد وهو ما يساعد على عدم تنقل المرضى والتقليل من العدوى في ظل انتشار الجائحة، مشيرا إلى أنه قدم فكرته للمديرية العامة للحماية المدنية في انتظار تبنيها مستقبلا، فيما قُدمت أيضا العديد من المشاريع الابتكارية الناجحة، على غرار صاحب مؤسسة «أكوانيس» لإنتاج المائيات أنيس غدار، وكذا مؤسسة «طوب أكاديمي» لصاحبها عبد القادر بلقاضي.
وذكرت منسقة مشروع "يبدأ” بجامعة قسنطينة الدكتورة بوفنارة زينب، أن هذا البرنامج يأتي ضمن شراكة بين جامعات مغاربية من تونس والمغرب، حيث يهدف إلى تنمية قدرات وتدريب الطلبة والأساتذة، حيث تم تكوين 34 أستاذا و 14 إداريا فضلا عن 63 طالبا.
وتم من خلال البرنامج، تكوين 120 طالبا في كيفية إنشاء مؤسسة ناشئة، حيث قدموا أفكارا وابتكارات وتم اختيار منهم 40 سيتنافسون على مستوى الجامعة، ثم يتم اختيار 3 مشاريع ستتنافس هي الأخرى، مثلما قالت المنسقة، مع جامعات وطنية، قبل أن يتم اختيار ممثل عن الجزائر في المسابقة والذي سيتنافس في المرحلة الأخيرة على أحسن مشروع ابتكاري مع أصحاب مشاريع من دولة تونس والمملكة المغربية بمدينة مراكش.
لقمان/ق