• صعدت من عمق 90 مترا خلال تنقيب عن مياه
قامت أمس، لجان مختصة بأخذ عينات من سوائل سوداء يعتقد أنها مادة بترولية، وذلك بعد عملية تنقيب عن المياه الجوفية أجريت، الخميس الماضي، على أرض تابعة لمستثمرة فلاحية تقع بأعالي منطقة المارّة التابعة لبلدية أولاد رحمون في ولاية قسنطينة، فيما يُنتظر أن يحل خبراء من مجمع «سوناطراك» بالمكان، غدا الثلاثاء، لأخذ عينات أخرى وتحديد نوعية المادة.
وتنقلت النصر صبيحة أمس إلى المنطقة المعنية الواقعة على بعد حوالي 300 متر من مسلك ترابي بمخرج وسط المدينة، حيث وبعد صعود الطريق الوعر وصلنا إلى منحدر آخر وسط جبال منخفضة محاذية لمزرعة عائلة «مسلم».
وقد شاهدنا مرور مركبات على متنها أشخاص كانوا يقومون بمعاينة المياه، تزامنا مع تدوين ملاحظاتهم بخصوص سائل متخثر أسود اللون انتشر وسط بركة على شكل مربع مساحتها تفوق مترين مربع، بينما كانت ترسو على سطحها مادة لزجة نتيجة اختلاط المياه بسائل آخر.
و وُضعت بالبركة أنابيب متصلة بآلة للتنقيب عن المياه، والتي وجدناها ما تزال في مكانها، على ارتفاع يفوق 10 أمتار، فيما كان الغاز ينبعث من تلك الحفرة، ويمكن شم رائحته وملاحظة جزيئاته بالعين المجردة. و على بعد أمتار لاحظنا انتشار مادة رمادية تشبه السائل الأسود، يعتقد أنها منبعثة من الحفرة، بينما أحيطت تلك المساحة الصغيرة بآلات وضعت بعيدا عن مكان انبعاث الغاز خوفا من حدوث شرارة.
واقتربنا أكثر من الحفرة لنجد أن منسوب السائل الأسود مرتفع، وتفوح منه روائح كريهة تشبه إلى حد بعيد رائحة مياه الصرف الممزوجة بروائح مواد طاقوية، كما اتضح أن السائل مختلط بالمياه بعد سكب كمية منه على الأرض.
وعن تفاصيل هذه الحادثة التي ضجت بها وسائل التواصل الاجتماعي، أخبرنا صاحب آلة التنقيب، بوفلغط حسين، إنه شرع في عملية التنقيب عن المياه الجوفية بطلب من صاحبي الأرض، يوم الخميس الماضي، و بعد تشغيل الضاغط لمدة 15 دقيقة سمع دوي انفجار، لتخرج من الحفرة غازات و هواء قوي، ثم مواد طينية ذات لون رمادي يميل للأخضر.
و واصل المعني حديثه وعلامات «الغبطة» بادية عليه، أنه توجه بعد ذلك إلى منزله ولم يتمكن من العودة يوم الجمعة بسبب سوء الأحوال الجوية، ليقرر العودة من أجل معرفة تفاصيل أكثر أول أمس السبت.
وأكد المتحدث الذي أخبرنا أنه يعمل في التنقيب عن المياه منذ سنة 1987، أنه لم يصادف خروج سوائل سوداء طيلة مساره المهني، مضيفا أنه يتوفر على رخصة حفر بعمق 200 متر بالمكان المذكور ولكن عند الوصول إلى عمق 90 مترا فقط صادف ذلك الانفجار ثم خروج الغاز والهواء وبعدهما السائل الأسود، مضيفا أن اللجان المختصة قد ألمحت له أن السائل عبارة عن بترول.
وكشف صاحب الأرض، غراب خميسي، أنه قام بتسوية تلك المساحة التي كانت عبارة عن منحدرات ومرتفعات صغيرة، بغرض استغلالها في التنقيب عن المياه، وهذا بعد حيازته على رخصة من المصالح البلدية، مضيفا أنه لم يسبق له أن صادف هذه المادة رغم قيامه بعمليات تنقيب من قبل بالمنطقة.وأضاف المتحدث أنه لا توجد بالمنطقة أنابيب للبترول، مرجحا أن المادة خرجت للسطح نتيجة تشققات باطنية تكون قد حدثت جراء الهزات الأرضية التي ضربت الولاية والمناطق المجاورة لها قبل أيام، كما قال إن ضغط انبعاث الغاز كان قويا جدا في أول 24 ساعة قبل أن ينخفض. وأكد الفلاح أن مصالح الدرك طالبته والمشرف على عملية التنقيب، بترك الآلة على حالها مع الامتناع عن اللمس أو القيام بأي إجراء إلى غاية صدور نتائج التحاليل.
وصرحت مديرة الطاقة بقسنطينة، بن تركي رقية، للنصر، أنها راسلت المصالح المختصة بشأن انبعاث سوائل سوداء من المنطقة، وذلك من أجل إيفاد لجنة من الخبراء و المختصين، لأخذ عينات والتأكد من نوعية هذه السوائل، موضحة أن المعهد الجزائري العالي للبترول التابع لمجمع سوناطراك بولاية بومرداس، سيوفد لجنة للمكان غدا الثلاثاء.وأضافت المسؤولة، أن مصدر هذه السوائل يبقى مجهولا، مؤكدة أنه لا يمكن الجزم بأنها عبارة عن بترول لغاية أخذ العينات والتأكد من الأمر، كما أشارت إلى أن المنطقة لا تتوفر على أنابيب للغاز أو النفط، ما يلغي فرضية حدوث تسربات من أنابيب باطنية. كما أوضح رئيس بلدية أولاد رحمون، بوكني سفيان، أن مصالحه منحت رخصة لصاحب الأرض والتي هي عبارة عن مستثمرة فلاحية عمومية، من أجل التنقيب عن المياه، ليتفاجأ بتبليغ من المعني حول ظهور مادة سوداء شديدة الكثافة، مؤكدا أنه حول البلاغ إلى السلطات المحلية، و التي بدورها أوفدت لجان مختلطة مكونة من خبراء من مديرية البيئة والمياه والري وشركة «نفطال».
وذكر بوكني أن التحقيقات الأولية تؤكد على أن السائل عبارة عن بترول، مضيفا بأن العينات التي سيتحصل عليها خبراء من معهد «سوناطراك» ستوضح الأمور و تنهي الجدل. حاتم/ب