يجد منذ مدة سكان منطقة بوذراع صالح بقسنطينة، صعوبة في التوجه إلى العيادة المتعددة الخدمات الواقعة بحي سواطراكو سابقا، و ذلك بسبب العزلة التي فرضها ترحيل سكان المناطق المجاورة، و تزايد الاعتداءات بمحيط هذا المرفق، فيما يشتكي طاقمه الطبي من اهتراء الطريق و غياب الأمن و يطالبون بتحسين ظروف العمل «الصعبة».
عيادة «العربي بن مهيدي» تقع في مكان معزول، و قد لاحظنا لدى زيارتها اهتراء الطريق المؤدي نحوها، حيث تغمره المياه المتسربة من القنوات و تنتشر حوله الأوساخ و الردوم، فيما تقع بالقرب منها محلات مهجورة لم يتم هدمها بعد الترحيلات التي تمت قبل 4 سنوات، كما لفت انتباهنا الإقبال الضعيف للمواطنين عليها، بالرغم من أن هذه العيادة هي الوحيدة على امتداد عدة أحياء من حي الزاوش وصولا إلى منطقة المنية، حيث أكد لنا أفراد الطاقم الطبي أنهم لا يستقبلون أية حالة منذ منتصف النهار و حتى الرابعة والنصف مساء، لأن المواطنين لا يأتون إلا في الفترة الصباحية.
و قال محدثونا بأن المواطنين أصبحوا يتجنبون التوجه إلى العيادة، خشية التعرض للاعتداء من قبل بعض المنحرفين، الذين وجدوا في عزلة المكان فرصة للسرقة، و ذكر بعض أفراد الطاقم العامل بالعيادة بأنهم شهدوا وقوع عدة اعتداءات على نساء و رجال تحت التهديد بالسلاح الأبيض، مؤكدين بأنهم أصبحوا يخافون بدورهم على سلامتهم، حيث تترصدهم الكلاب الضالة صباحا، كما تكثر مظاهر الانحراف بالمحلات المهجورة المجاورة.
و تطرق الأطباء إلى مشكلة غياب النقل و رفض سيارات الأجرة التنقل إلى المكان إلا بمقابل كبير، و هو المشكل الذي يعاني منه المرضى و العاملون بالعيادة على حد سواء، حيث يصعب الوصول إلى المرفق خاصة في فصل الشتاء، أين يضطرون لانتعال أحذية مطاطية بسبب انتشار الأوحال و المياه.
و عن ظروف العمل داخل العيادة، أكد الأطباء أنهم يحاولون تقديم خدمات مميزة، رغم عددهم المحدود الذي منعهم من الاستفادة من الإجازات السنوية، إلى درجة أن البعض لم يحصلوا على عطلتهم منذ 3 سنوات، كما تحدثوا عن غياب الصيانة بهذه المنشأة التي صارت قديمة و تشققت جدرانها، زيادة على التعطل المستمر لشبكة المياه و التدفئة و توفر التكييف بقاعتين فقط مخصصتين لطب الأسنان.
و طالب جميع من تحدثنا إليهم بضرورة توفير الأمن للحد من مظاهر الانحراف المنتشرة بالمكان، إضافة إلى توفير النقل و إصلاح الطريق و المياه المتسربة و كذا منع رمي الردوم و القمامة و تنظيف محيط العيادة، كما طالبوا بالترميم الكلي للمرفق و تحسين ظروف العمل، علما أن المدير السابق للصحة كان قد أكد «للنصر» بأن هيئة الرقابة التقنية للبناء، بدأت في إجراء خبرات تقنية على هذه العيادة بغرض تحديد إذا ما كانت صالحة للترميم أو تتطلب الهدم، فيما حاولنا الاتصال بالأمين العام لمديرية الصحة بغرض الحصول على معلومات أوفى حول الموضوع، لكن تعذر علينا ذلك.
عبد الرزاق.م