توفيت مساء أمس، عائلة متكوّنة من ستة أفراد بحي بوذراع صالح بمنطقة «البير» بقسنطينة، اختناقا بغاز أحادي أكسيد الكربون المنبعث من سخان ماء، فيما لم يبق على قيد الحياة سوى الابن الأكبر، الذي كان غائبا عند أخواله.
الحادثة وبحسب ما أكده لنا جيران العائلة، تعود إلى عصر يوم أمس، أين لاحظ والد رب الأسرة المتوفي غياب أبناء ولده، إذ كان يشاهدهم يوميا وهم يلعبون بجانب المنزل العائلي، قبل أن يحاول الاتصال بنجله، لكن هاتفه لم يكن يرد، ليقوم رفقة أفراد من العائلة بكسر باب المنزل الذي يقع في الطابق الأرضي من البناية العائلية المتكونة من طابقين اثنين، ليتم العثور على الأبوين وأطفالهما الأربعة جثثا هامدة.
وأفاد محدثونا من جيران الضحايا أن رب العائلة يبلغ من العمر 43 عاما وكان متعودا على السفر والتنقل من حين لآخر، ولذلك لم يتم اكتشاف موته رفقة عائلته مبكرا، فيما ذكر أقارب للضحايا أن العائلة كانت في رحلة سفر ليلة أمس الأول ومن المرجح أنهم كانوا في البحر، حيث عادوا إلى المنزل قبل منتصف الليل ثم استحموا وجلسوا قليلا ثم ناموا.
وتوفي في الحادثة الأب المسمى « ب ت» والأم التي تبلغ من العمر 39 عاما، فضلا عن ولدين يبلغان من العمر 13 و 9 سنوات وكذا بنتين تبلغان من العمر 11 و 3 سنوات، فيما لم يتبق من العائلة سوى الابن الأكبر، الذي كان غائبا عند أخواله في مدينة العلمة بولاية سطيف.
ووجدنا أقارب الضحايا في حالة تأثر شديد، حيث لم يستطع أحد الحديث إلى المعزين من هول الصدمة التي ألمت بالعائلة البسيطة، في حين خيم حزن كبير على الحي الذي عرف توافدا كبيرا سواء من طرف سكانه أو من الفضوليين من مختلف أحياء مدينة قسنطينة، فيما ذكر طبيب وحدة الحماية المدنية بسيساوي الرائد أحمد حمدي، أن الضحايا وجدوا جثثا هامدة إثر اختناقهم بغاز أحادي أكسيد الكربون المنبعث من سخان ماء وتم نقلهم إلى مصلحة حفظ الجثث بالمستشفى.
وبحسب الجيران، فإن السبب الأساسي للوفاة هو انعدام التهوية بالمنزل، حيث أنه عبارة عن غرفيتن ضيقيتن جدا تكاد تنعدم التهوية بهما، كما قالوا إن العائلة كانت تعاني من أزمة سكن خانقة، حيث زارتها قبل شهر فقط لجنة السكن التابعة لدائرة قسنطينة.
واستذكر سكان حي البير، حادثة وفاة عائلة من 6 أفراد بالغاز والتي وقعت في الحي قبل قرابة 15 عاما، حيث قالوا إن مكان حادثة أمس لا يبعد سوى بأمتار عن مكان الواقعة التي مازال سكان الحي يذكرونها إلى اليوم.
لقمان/ق
