تواصل ولاية قسنطينة، تسجيل عدد كبيرا من الإصابات بفيروس كورونا، حيث وصل العدد خلال أسبوع إلى 224 حالة مؤكدة، وهو رقم كبير مقارنة بالأرقام المحصاة
من طرف وزارة الصحة والسكان ببقية الولايات، وأمام هذه الأرقام يواصل المواطنون في ولاية قسنطينة تهاونهم في تطبيق البروتوكول الصحي ما يندر
بارتفاع العدد في الأيام القليلة القادمة.
و سجلت ولاية قسنطينة 224 إصابة بفيروس كورونا خلال الأسبوع الأخير، حيث بلغ العدد يوم السبت 4 سبتمبر 48 إصابة، لتنخفض نسبيا يوم الأحد إلى 29 إصابة، وترتفع مجددا إلى 38 إصابة يوم الاثنين، ثم 43 إصابة يوم الثلاثاء الماضي، و26 إصابة يوم الأربعاء، ثم 21 إصابة نهار الخميس و19 إصابة يوم الجمعة.
و تعتبر الأرقام المسجلة في قسنطينة، الأكبر مقارنة بتلك المسجلة في الولايات الأخرى، حيث بلغ معدل الحالات المؤكدة بها ما بين 0 إصابة إلى 6 إصابات في الأيام الماضية، ما جعل عاصمة الشرق تحتل المرتبة الخامسة وطنيا بحصيلة 9619 إصابة، بعد أن كانت التاسعة قبل أسابيع.
كما أكد مدير الصحة لولاية قسنطينة، قبل أيام، أن عدد الإصابات بفيروس كورونا، لم ينخفض في الولاية عكس بقية الولايات، موضحا حينها أن مصالحه تسجل معدل 60 حالة يوميا، مضيفا على وجود بعض الضغط على الأسرة في بعض المستشفيات التي تتوفر على مصلحة كوفيد.
امتناع عن وضع الكمامات و عدم احترام مسافة التباعد
وجابت النصر بعض الشوارع والأزقة في وسط مدينة قسنطينة، وكذا بالمقاطعة الإدارية علي منجلي، من أجل الوقوف على مدى تطبيق البروتوكول الصحي من طرف المواطنين، خاصة وأن عدد الإصابات انخفض في جل الولايات الوطنية دون ولاية قسنطينة.
وشهدت صبيحة أمس، أحياء وسط مدينة قسنطينة حالة من التهاون في تطبيق البرتوكول الصحي، بداية من حي المحاربين، حيث لم يكن يضع المارة كمامات، لتتواصل نفس الصور باتجاه حي عبّان رمضان، أين كان جل المواطنين لا يضعون كمامات، كما عرفت بعض الأماكن تجمعات لم تحترم فيها مسافة التباعد الاجتماعي.
و زادت درجة التهاون بساحة أول نوفمبر «لابريش»، حيث كان عدد المارة كبيرا، وجلهم لا يضعون الكمامات، فيما اجتمع العشرات من الكهول والشيوخ داخل الحديقة العمومية الواقعة بمحاذاة الساحة، دون أدنى احترام لمسافة التباعد الاجتماعي، بجلوس البعض منهم على مقعد واحد ما أدى إلى تلامس الأجساد، فيما فضل البعض الآخر الاستلقاء وسط المساحات الخضراء.
كما عرفت المساحة المعروفة ببيع وتبادل العملات، بمدخل «الرحبة»، تجمعا للشباب الراغب في القيام بتحويل للعملة، أو اقتناء مختلف السلع المعروضة للبيع، ما جعل المشاهد توحي و كأن فيروس كورونا أصبح من الماضي، خاصة وأن التزاحم كان كبيرا والأجساد متلاصقة والأكثر من كان جل المتواجدين بالمكان لا يضعون كمامات.
و تواصلت نفس التصرفات في طريق العودة إلى شارع بلوزداد، أين كان عشرات الشباب يقفون ويجلسون على حواف الأرصفة، دون وضع كمامات أو احترام مسافة التباعد الاجتماعي، فيما ظهر جل المارة دون كمامات، غير أن النسوة والفتيات كن أكثر عددا في وضع الكمامة مقارنة بالرجال.
اكتظاظ بمحلات تجارية و فوضى بحافلات النقل العمومي
كما لم يلتزم العشرات من أصحاب محلات الأكل السريع، البرتوكول الصحي المعمول به، حيث حدث تزاحم واكتظاظ داخل تلك المساحات الضيقة، كما استغلت الطاولات من طرف أكثر من 4 أشخاص، فيما غابت مظاهر الوباء داخل المحلات التجارية الخاصة ببيع الألبسة والمواد الأخرى، حينما امتنع التجار عن توفير المعقمات والسوائل بمدخل محلاتهم.
و لم يختلف الحال بالنسبة للمقاهي التي كانت في وقت ليس بالبعيد شبه خالية، إلا أنها أصبحت مكتظة عن آخرها مع استعمال أصحابها الطاولات والكراسي، والتي كانت مستغلة من طرف الزبائن بشكل عادي.
أما بخصوص أصحاب المركبات، فقد امتنعوا كذلك في وضع الكمامات، بعد أن كان جلهم يضعونها خشية تعرضهم إلى عقوبات مالية وإدارية من طرف أعوان الشرطة، فيما لم يشترط أصحاب حافلات النقل العمومي على زبائنهم ارتداء كمامة قبل صعودهم إلى وسيلة النقل.
تكررت مظاهر اللامبالاة من طرف المواطنين، حيث يقوم العشرات من النازلين من عربات «الترامواي»، بمحطة بن عبد المالك رمضان، بنزع الكمامة مباشرة بعد نزولهم، وكأنهم كانوا يضعونها من أجل تفادي مضايقات أعوان المراقبة، ويقومون برميها في السلاّت الواقعة داخل المحطة.
و كانت الوضعية أكثر خطورة بالمقاطعة الإدارية علي منجلي، والتي أصبح فيها رؤية شخص يضع كمامة أمرا نادرا، باستثناء الأشخاص الملزمين بوضعها من أجل ولوج مركز تجاري ما أو إدارة عمومية، كما كانت مظاهر التهاون بادية على جل المواطنين في هذه المدينة.
و استغل العشرات من المواطنين بعض الساحات المتوفرة على مساحات خضراء من أجل الجلوس بها دون أدنى تطبيق للبرتوكول الصحي، كما هو الحال داخل المحلات التجارية، و أمام مداخل مكاتب البريد والبنوك.
و أكد بعض المواطنين الذين كانوا لا يضعون كمامات، وجلهم من الشباب والكهول، أنهم ملوا من وضع الكمامة، التي أصبحت حسبهم تثير أعصابهم وتضعهم تحت الضغط، سواء بسبب الآلام التي تتسبب فيها في شكل صداع على مستوى الرأس، أو بسبب الاختناق الذين يعانون منه، خاصة في ظل ارتفاع درجات الحرارة خلال الأسابيع الأخيرة الماضية.
كما علل البعض منهم سبب تهاونهم في تطبيق البروتوكول الصحي، لانخفاض عدد الحالات على المستوى الوطني إلى 285 حالة فقط، مقارنة بما كانت عليه قبل أسابيع لما بلغت 1900 حالة على المستوى الوطني.
يذكر أن ولاية قسنطينة عرفت في الأشهر الماضية ارتفاعا كبيرا في عدد الإصابات بفيروس كورونا، مباشرة بعد استقرار في الوضعية الوبائية، و هذا بسبب السلوكات غير المسؤولة من طرف بعض المواطنين في تطبيق البروتوكول الصحي.
حاتم / ب