وقفت مصالح الديوان الوطني للتطهير بقسنطينة، على سلوكات مواطنين تتسبّب بنسبة كبيرة في انسداد البالوعات، وتجمع المياه وسط المجمعات السكنية وكذا بمحاور رئيسية وثانوية، بعد التهاطل الأخير للأمطار قبل أيام، أين شهدت عدة مناطق في الولاية، تراكما للمياه أدى لغلق طرقات، رغم عمليات التنظيف التي قامت بها مختلف المديريات المعنية في فصل الصيف.
و أكد مسؤول خلية الإعلام والاتصال، للديوان الوطني للتطهير منطقة قسنطينة، حوادق صابر، أن التصرفات «اللامسؤولة» من طرف بعض المواطنين، تتسبب في انسداد البالوعات و القنوات و بالتالي حدوث فيضانات و سيول وسط الطرقات و المجمعات السكنية.
و أضاف المتحدث أن مصالحه وقفت خلال عمليات التنظيف التي تقوم بها بالتنسيق مع المديريات الأخرى المعنية، على رمي عجلات مطاطية و قارورات بلاستيكية و أغراض منزلية، تتسبب في انسداد البالوعة أو القناة، مضيفا أن أكثر ما يثير الغرابة من الأشياء المرمية هي جلود الخرفان والتي تنتشر بقوة وسط البالوعات خاصة بعد عيد الأضحى.
و أوضح المتحدث باسم الديوان الوطني للتطهير بقسنطينة، أن التوصيلات العشوائية التي يقوم بها بعض السكان باتجاه سكناتهم أو أصحاب المحلات التجارية، تتسبب أيضا في تراكم المياه، مضيفا أن مصالحه وقفت على تعدي على الشبكات من طرف مواطنين قاموا بتوصيلات دون الرجوع إلى إحدى المديريات المعنية على غرار الديوان الوطني للتطهير أو شركة «سياكو»، و غالبا ما يؤدي هذا السلوك إلى اختلاط المياه الصالحة للشرب بالقذرة.
كما أكد المسؤول عن خلية الإعلام، أن بعض المجمعات السكنية تعرف حدوث فيضانات و سيولا بعد تراكم كميات كبيرة من المياه، مرجعا السبب إلى ردوم و مخلفات البناء و الأتربة التي تتسبب فيها المقاولات المنجزة لبعض المشاريع، و التي لا تقوم الجهات المسؤولة عن رميها برفعها، و بالتالي تتوجه مباشرة إلى القنوات بعد تهاطل الأمطار.
كما علّل المتحدث، سبب تراكم المياه في بعض النقاط دون غيرها، بأنها تقع وسط المجمعات السكنية و التي تعرف تواجدا كبيرا للأشخاص و بالتالي رميا للمهملات و كذا بالمناطق التي تعرف إنجاز منشآت جديدة، إضافة إلى الطرقات التي تعرف حركية أكبر، موضحا أن رمي قارورة بلاستيكية من سائق يتسبب بشكل مباشرة في انسداد القنوات.
أما عن القنوات الضيقة التي يستعملها بعض المقاولين في المجمعات السكنية الجديدة، فقال المتحدث، إنها سبب من الأسباب، رغم أن مصالحه غير مسؤولة عن وضع قنوات ذات قطر قصير أو طويل، إلا أن ضيق تلك المستعملة من طرف مقاولين، قد يؤثر أيضا على عملية تصريف كميات المياه المتراكمة على السطح.
و عن سبب تراكم المياه رغم عمليات التطهير و التنظيف التي تقوم بها مختلف المديريات المسؤولة عن العملية، رد المتحدث، أن أعوان التنظيف يقومون بتطهير كل البالوعات و القنوات، عبر برنامج مسطر و وفق جدول زمني، إلا أن نفس الأعوان يجدون أن نفس القنوات قد انسدت مجددا بعد فترة قصيرة، و قبل الانتهاء من البرنامج المسطر، و هذا بسبب الرمي العشوائي للمواطنين، و بالتالي حدوث تراكمات للمياه رغم عمليات التنظيف.
و أضاف أن عمليات التطهير تنطلق مباشرة في فصل الصيف، و تتواصل إلى غاية فصل الخريف، و تتخلل تلك العمليات مبادرات تحسيسية و توعوية تمس كل شرائح و أطياف المجتمع من أجل الحد من الرمي العشوائي لمختلف الأجسام بالطرقات و داخل المجمعات السكنية، ممثلا أن عمليات التنظيف التي قامت بها مصالحه بعد آخر تهاطل للأمطار، كشفت تواصل تلك السلوكات، حيث تم إيجاد أفرشة وسط بالوعات، تسببت في تراكم كبير للمياه.
كما أكد حوادق صابر، عدم إحصاء نقاط سوداء إضافية، بعد التهاطل الأخير للأمطار، موضحا أن الأمر لا يرتبط بنقاط تعرف تراكما للمياه بصفة دائمة، بل بحدوث تراكمات في نقاط جديدة، خاصة و أن الأمر مرتبط بكميات الأمطار المتساقطة من جهة و مدى رمي الأجسام من جهة أخرى، و هي متغيرة من منطقة إلى أخرى.
و أكد المتحدث، أن مصالحه تمكنت من إزالة بعض النقاط التي كان يطلق عليها «النقاط السوداء»، على غرار المنطقة الصناعية بالما، وتحديدا خلف محطة المسافرين، أين كانت تتشكل برك مائية كبيرة تؤثر على سير عربات الترامواي، وبعد فتح ورشات من أجل إعادة تهيئة مكان الخلل، لم يحدث أي تراكم للمياه رغم كميات الأمطار المعتبرة التي تهاطلت قبل أيام.
و أضاف أن مصالح الديوان تدخلت أيضا لإعادة تهيئة بعض الأماكن في حي الكانتولي، مع إنجاز حاجز مرتفع يحول دون توغل مياه الوادي أسفل الجسر الواقع قبل مفترق الطرقات، مع صيانة القنوات و الشبكات بشكل دوري، ما حال دون تجمع الميال أو حدوث فيضانات في هذه المنطقة، و رغم ذلك فإن تموقع هذا الحي أسفل الطريق يجعله محطا لتجمع المياه، مضيفا أن السلطات الولائية تحرص على تنظيف و تطهير الشبكات في هذه النقطة وببقية النقاط السوداء بمشاركة عدة مديريات منها الري و «سياكو».
حاتم / ب