من المنتظر أن يتم إبرام اتفاقيات توأمة و تعاون اقتصادي وتجاري، بين ولاية قسنطينة و السفارة التركية، حيث قالت سفيرة تركيا في الجزائر أمس، إن عاصمة الشرق تمتلك مقومات سياحية في غاية الأهمية، كما أن العلاقات بين البلدين متعددة المجالات و ضاربة في عمق التاريخ، مشيرة إلى فتح قنصلية بمدينة وهران خلال الفترة المقبلة.
وحلت أمس، الأحد، سفيرة تركيا في الجزائر رأهينور أوزدمير غوكتاش، في زيارة إلى مدينة قسنطينة، أين تم استقبالها من طرف الوالي فضلا عن مسؤولي غرفة التجارة التي يترأسها محمد العربي سويسي، حيث اطلعت على الفرص الاقتصادية والتجارية التي تتوفر عليها الولاية فضلا عن المقومات السياحية التي تزخر بها المدينة.
وعرض أعضاء غرفة التجارة، الفرص الاقتصادية التي تتوفر عليها الولاية، حيث تحدثوا عن فرص الاستثمار في المجال السياحي وتحدثوا عن رغبتهم في الاستفادة من التجربة التركية لفائدة الولاية، كما عرضوا مختلف التجارب الاقتصادية الناجحة.
وقالت السفيرة، في لقائها مع رجال أعمال بغرفة التجارة، إن الكثير من الأتراك ينبهرون بجمال الجزائر ومقوماتها السياحية فور رؤيتهم للصور، مشيرة إلى أن مدينة قسنطينة واحدة من بين أهم المدن السياحية والأثرية والتاريخية، التي قد تفتح آفاقا اقتصادية بين البلدين.
وتحدثت السيدة غوتاكش، عن مشاريع توأمة وتعاون مستقبلية بين ولاية قسنطينة والسفارة التركية، حيث قالت إن العلاقة مع هذه الولاية قديمة، إذ يوجد بها مركز لطلب التأشيرات وهو الثالث من نوعه على مستوى الجزائر، كما توجد العديد من المؤسسات التركية التي تنشط بها، مؤكدة أن الهدف من هذه الزيارة هو تطوير التبادل التجاري والاقتصادي، فضلا عن الخبرات العلمية والتقنية.
وأكدت المتحدثة، أن السفارة تعمل على حث وتشجيع المستثمرين الأتراك على تطوير استثماراتهم بقسنطينة وكل الولايات الجزائرية، مبرزة أن العلاقة بين الجزائر وتركيا ضاربة في عمق التاريخ وستعرف تطورا أكبر خلال الفترة المقبلة، كما تحدثت عن زيارتها لجامعة قسنطينة، أين تم التطرق إلى مركز الدراسات التركية، كما تحادثت مع أستاذين متخصصين في اللغة التركية، التي قالت بأنها ستعمل على تطويرها أكثر في الجزائر.
وأبرزت السفيرة في ردها على سؤال للنصر، حول أهم فرص التبادل التجاري والصناعي بين الجزائر وتركيا، بأن أنقرة تعتبر الجزائر بوابة لأفريقيا، إذ تنشط بها حاليا أزيد 1300 مؤسسة اقتصادية وهو عدد كبير بحسبها، مضيفة أنه وحتى خلال أزمة كورونا، فإن عدد المؤسسات قد ارتفع بـ 30، مشيرة إلى وجود شراكة حالية في المجالين الطبي والسياحي، كما تعمل تركيا على تطوير ومساعدة المؤسسات المصغرة في الجزائر، من خلال نقل خبرات الأتراك إلى المتعاملين الجزائريين في مجال التكوين والإنتاج وغيرها من التخصصات.
وذكرت المتحدثة، أنه سيتم إنجاز مدرسة تركية بالجزائر، كما تم إبرام العديد من الاتفاقيات بين الجامعات الجزائرية والتركية، في حين تم تقديم منح دراسية للطلبة الجزائريين لإنجاز دراسات ذات خصوصية عالية جدا، موضحة أن هذه المنح لا تعتبر تهجيرا للأدمغة، إذ أن الطلبة سيعودون إلى بلدهم لنقل الخبرات التي اكتسبوها وتطبيقها هناك.
وفي حديثها مع رجال الأعمال، عرضت السفيرة خبرة بلدها في المجال الطبي، حيث قالت إن إنجاز ما يعرف بمستشفيات المدينة، وهو ما أدى إلى تطور كبير في الخدمات الصحية، كما أشارت إلى تطوير ما يعرف بالسياحة الطبية قائلة «لهذا فإننا قدمنا تسهيلات كثيرة في الحصول على الفيزا العلاجية حيث تتم دراسة الطلبات في 48 ساعة»، مضيفة أن السفارة تعمل على تشجيع المؤسسات التركية على الاستثمار في المجال الطبي من خلال إنجاز عيادات طبية بالجزائر وبقسنطينة.
وتحدثت السفيرة عن شراكات تعاون أخرى بين البلدين، في مجال الطاقات المتجددة وأشغال البناء، وقالت إن الوجود التركي في الجزائر هو الأكبر في أفريقيا، وهو ما دفع بأنقرة إلى فتح قنصلية تركية في مدينة وهران خلال الأيام المقبلة.
لقمان/ق