ذكرت مصالح الحماية بقسنطينة أن عدم التقيد بالتدابير الوقائية داخل المؤسسات الصناعية، أدى إلى حدوث انفجارات ونشوب حرائق، رغم الخرجات الرقابية المتكررة وحملات التحسيس المبرمجة دوريا في فائدة أصحاب المؤسسات المصنفة و العاملين بها.
وأكد النقيب و رئيس مصلحة الوقاية بالمديرية الولائية للحماية المدنية، لقرع عبد الرحمان، على هامش الملتقى الجهوي السادس الخاص بكيفية المصادقة على دراسة الأخطار للمؤسسات الصناعية، المنظم أمس، أنه وقف خلال عمليات الرقابة الدورية التي تقوم بها وحدات الحماية المدنية بهذه المؤسسات، على أن أبرز الأخطار المعرضة لها تتمثل في الحرائق و الانفجارات، نتيجة عدم التقيد بالإجراءات الوقائية، على غرار التخزين العشوائي بوضع مواد كيميائية سهلة الاشتعال.
و أضاف لقرع، أن سلوكات أخرى يقوم بها العاملون أو أصحاب المؤسسات الصناعية، تسببت أيضا في كوارث، ذاكرا منها عدم إنشاء الشبكة الكهربائية وفق المعايير المحددة، وعدم توفر التهوية ببعض المخازن، وكذا نقص في عدد مخارج النجدة ووسائل الإطفاء، ناهيك عن اعتماد المؤسسات المعنية على أعوان حراسة غير مؤهلين، دون تكوين في مجال الوقاية أو مكافحة الحرائق.
كما أكد رئيس مصلحة الوقاية بمديرية الحماية المدنية، أن الفريق المراقب خرج بعدة توصيات في عدة مؤسسات لم يحترم المشرفون على تسييرها الإجراءات الوقائية، إلا أنهم لم يجسدوا تلك التوصيات على أرض الواقع، ما تسبب حسبه، في نشوب حرائق في ما بعد، ممثلا بمطبعة تقع في منطقة النشاطات بعلي منجلي، ومصانع أخرى. و أكد المسؤول عن مصلحة الوقاية، أن مصالحه استحدثت فرقا تقنية خاصة بالأخطار التكنولوجية أو المسماة «آن بي سي»، وظيفتها التدخل أثناء طارئ سببه عامل كيميائي أو بيولوجي أو إشعاعي أو نووي، كما تم توفير وسائل الحماية الفردية الخاصة بهذه الأخطار، واعتماد تقنيات حديثة، جسدت سابقا في شكل تمارين افتراضية عند حدوث خطر من هذا النوع.
وأرجع المتحدث تأخر تدخلات وحدات الحماية المدنية عند وقوع الكوارث، إلى عدم إتاحة المجال لشاحنات الإطفاء أو سيارات الإسعاف، من طرف أصحاب المركبات، وتسهيل مهمتها في الوصول بأقصر فترة ممكنة، مضيفا أنه في بعض الأحيان تقع عدة حوادث في نفس الوقت وعليه تتخذ قرارات بضرورة التدخل في الحوادث المستعجلة.
كما قالت المديرة الفرعية لمصلحة الكوارث الكبرى على مستوى المديرية العامة للحماية المدنية، برادعي خيرة، أن أبرز تدخلات أعوان الحماية المدنية تكون بسبب التلوث أو الحريق أو الانفجار، وذلك بسبب استعمال المواد الكيميائية بشكل عشوائي، نافية وجود أي عوائق أثناء التدخلات، بفضل التمارين والمناورات المبرمجة شهريا بهدف تعزيز قدرات الضباط والأعوان في إطار التكوين المتواصل، من أجل تدخلات ناجعة سواء كانت لأسباب صناعية أو عادية.
كما عرجت المديرة في حديثها إلى الملتقى الجهوي السادس، الخاص بكيفية المصادقة على دراسة الأخطار للمؤسسات الصناعية، موضحة أنه يتناول مواضيع تخص الجوانب القانونية في مجال الأخطار الصناعية ومنح المستفيدين الدروس التكوينية، وكيفية تحليل الأخطار باستعمال الدليل المنهجي للمصادقة على دراسة الأخطار للمؤسسات الصناعية المصنفة، والتي استفاد منها ضباط الحماية المدنية لكل من ولايات سكيكدة و قسنطينة و ميلة و أم البواقي و جيجل و برج بوعريريج و عنابة و باتنة.
و أشرف ضباط من المديرية العامة للحماية المدنية، وممثلون عن وزارتي الداخلية و البيئة، على اليوم التكويني أمس، حيث قاموا بشرح المحتوى المنهجي و الطرق المثلى أثناء التدخلات متمثلة في تدابير أمنية و توصيات وقائية.
حاتم/ ب
