كشف أمس، المنسق الوطني للموت الدماغي في الوكالة الوطنية لزرع الأعضاء، البروفيسور عمر بودهان، عن تدعيم مصلحة الإنعاش بالمستشفى الجامعي بقسنطينة، بجهاز الأكسجة الغشائية خارج الجسم، «ليكمو».
يساعد الجهاز الجديد، في الإنعاش القلبي الرئوي للحفاظ على سلامة الأعضاء القابلة للزرع في جسد الميت دماغيا لمدة 63 يوما، فيما كشف فريق مشروع بحثي وطني حول التبرع بالأعضاء في الجزائر، عن موعد تسليم دليل علمي للمستشفى الجامعي، خاص بأساليب إقناع عائلات المتوفين دماغيا بالتبرع بأعضاء ذويهم.
وأوضح البروفيسور عمر بودهان، خلال يوم دراسي حول «زراعة الأعضاء» بمخبر تحليل السيرورات الاجتماعية المؤسساتية بجامعة عبد الحميد مهري قسنطينة 02، جهاز «ليكمو»، يضمن تنفسا خارجيا للميت دماغيا، ويحافظ على حياة الأعضاء الحيوية في جسمه لمدة شهرين وثلاثة أيام مع ضمان وظيفتها، كما يتيح وقتا للفريق الطبي لعلاج بعض الأعضاء كالرئتين في حالة الإصابة بالأنفلونزا الموسمية، أو فيروس كورونا واستعمال المضادات الحيوية.
وأوضح الطبيب، بأن الجهاز هو الأول من نوعه في المغرب العربي، ويعد من الأجهزة الطبية المتطورة التي تيتح متسعا من الوقت للفريق الطبي لنقل الأعضاء بطريق سليمة، حيث يضمن عملية التنفس خارج الجسم بحيث يجعل الرئتين والقلب في حالة راحة، مع الحفاظ على الكبد والكليتين عند الميت دماغيا.
وثمن بذات المناسبة، جهود مديرة الصحة لولاية قسنطينة، وكذا وزارة الصحة لتوفير الجهاز، في انتظار أن تتدعم المصلحة بأجهزة حديثة أخرى تمكن من إنجاح عملية التبرع، كجهاز يعمل بتقنية «مارس» ، يستعمل لشخص توقف عمل الكبد وذلك لمدة ثلاثة إلى خمسة أيام إلى حين توفير كبد يتوافق وخصوصية الجسد.
دليل علمي لإقناع عائلات الموتى دماغيا بالتبرع
فيما كشف عناصر الفريق البحثي القائم على المشروع الدراسي الوطني حول «مقاومة التبرع بالأعضاء في الجزائر نحو تغيير الاتجاهات»، عن بلوغ نسبة 80 بالمئة من العمل، وفصلت البروفيسور عبلة رواق، في مراحل إنجاز العمل، فيما كشف زميلها في المشروع الدكتور موسى جنحية، عن بلوغ آخر مرحلة منه والمتمثلة في إعداد دليل موجه لعائلات المتوفين دماغيا يهدف لإقناعهم بأهمية التبرع بالأعضاء.
موضحا، أن الدليل أنجر من قبل فريق يضم 14 باحثا، موزعين على ثلاثة أقسام، بينها قسم طبي يشرف عليه ممارسون من المستشفى الجامعي بن باديس، وقسم ديني يشرف عليه الأستاذ موسى جنحية، إلى جانب أساتذة من جامعة العلوم الإسلامية الأمير عبد القادر، فضلا عن قسم قانوني يضم مختصين في القانون، مؤكدا بأن الدليل سيكون جاهزا شهر جويلية، ويوزع على مستوى المستشفيات الجامعية.
وأفاد المتدخل، بأن إنجاز الدليل جاء نتاجا لدراسة معمقة تمت عبر مراحل للوقوف على الأسباب الخفية المتعلقة برفض أفراد المجتمع لفكرة التبرع بالأعضاء، ودراسة كل العوامل ذات الصلة من خلال توزيع استمارات استبيان على المستوى الوطني وجمع المعلومات تم تتيح الكشف عن العراقيل التي تؤخر عملية التبرع.
كما أجريت في ذات الإطار مقابلات فردية مع مواطنين، بوشرت بعدها عمليات تحسيس واسعة على مستوى المستشفيات والمساجد والفضاءات التجارية والعمومية، ومست مختلف الولايات و عديد المناطق المعزولة، كما تم إنجاز فيديوهات ترويجية ونشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
من جهتها، اقترحت الأستاذة فريدة سوالمية، أستاذة علم النفس العيادي وعضو في مشروع «دراسة مقاومة التبرع بالأعضاء في الجزائر نحو تغيير الاتجاهات : مقاربة عائلية لعملية التبرع»، مخططا لكيفية التعامل مع أفراد العائلة في حالة الموت الدماغي لأحد أفرادها، بما يستدعى تخصيص فريق متكامل من طبيب ونفساني وإمام مكون، يجيدون استعمال آليات الإعلان عن الموت الدماغي وطرق الدعم النفسي للعائلة، والقدرة على إقناع الأفراد بأن الشخص توفي، تمهيدا لطرح فكرة التبرع في مناخ يسوده التعاطف مع تجنب الضغط والإلحاح، حيث قدمت المتحدثة أمثلة تتعلق بطرق الحديث والجلوس وكيفية احتواء المعنيين.
وقدم الدكتور فاتح حمودي، طبيب مختص في الإنعاش بمستشفى قسنطينة الجامعي، شرحا مفصلا عن الموت الدماغي، كما ذكر الأعضاء التي يمكن التبرع بها، وهي القلب، والكبد والرئتين، والأمعاء، والبنكرياس، وقرنية العين، وكذا الأنسجة والخلايا البشرية.
وفصل في شرح مراحل نزع الأعضاء وشروط نقلها، وتحدث عن الوسائل المستخدمة لحفظها، والتحاليل القبلية والبعدية التي تجرى للتأكد من التوافق بين الطرفين المتبرع والمستفيد، وكيفية إجراء المتابعة الطبية بعد الزرع لتفادي أي مخاطر قد تتسبب في تلف العضو وحدوث مضاعفات صحية.
أسماء بوقرن