أكد والي برج بوعريريج، كمال نويصر، أمس، إعادة النظر في منح الإعانات وتمويل الجمعيات والفرق الرياضية، وفقا لمعايير مضبوطة، تبتعد حسب ما أضاف عن الممارسات السابقة، لإضفاء المزيد من الشفافية والعدل في توزيعها.
وجاء تصريح الوالي خلال عرض ملف الشباب والرياضة على المنتخبين في الدورة العادية للمجلس الشعبي الولائي، إذ شكل تمويل النشاط الرياضي محورا هاما في النقاش، حيث أعلن الوالي عن إجراء تغييرات جذرية في المقاربة المتبعة سابقا، مشيرا إلى تطليق السلوكات القديمة التي كانت سائدة على مستوى تمويل الرياضة داخل الولاية. وأوضح الوالي، أنه تم بالتعاون مع المجلس الشعبي الولائي، تحديد معايير واضحة وموضوعية لتوزيع التمويل، تهدف إلى ضمان العدل بين جميع الفرق والجمعيات وتقوم هذه السياسة الجديدة على ثلاثة مستويات أساسية وهي التمويل عن طريقصندوقالولاية، حيث أكد أن هذا الصندوق يجب أن تستفيد منه «كل الجمعيات الرياضية، مهما كان مستواها»، مشددا على ضرورة أن يعود بالنفع على جميع البلديات، بما فيها البلديات النائية والصغيرة، بالإضافة إلى المستوى الثاني المتعلق بدعم فرق النخبة، إذ أقر الوالي بوجود فرق رياضية تمثل روح الولاية وسمعتها ومرجعيتها الرياضية، موضحا أن هذه الفرق لا يمكن معاملتها كالبقية وتستدعي دعما إضافيا خاصا نظرا لدورها التمثيلي الهام على المستوى الوطني والدولي. أما المعيار الثالث من الدعم، فقال أنه يتعلق بالتكريمات والإعانات التشجيعية، مشيرا إلى تخصيص جزء من التمويل لتكريم وتشجيع الفرق والرياضيين في الرياضات الجماعية والفردية، الذين يحققون نتائج متميزة خلال الموسم الرياضي، كحافز إضافي للتألق. من جانبه أشار مدير الشباب والرياضة في رده على مختلف التدخلات والمطالب المرفوعة من قبل المنتخبين، إلى صعوبة تسيير بعض المرافق الرياضية التي لم تنجز قطاعيا، مبرزا التنسيق مع مصالح المجالس البلدية لتوفير الضروريات وتحسين ظروفها، كما أكد على صدور مرسوم رئاسي يحدد كيفية تسيير بعض المرافق الرياضية على غرار الملاعب الجوارية لابعادها عن بعض المنتهزيين كاشفا عن اقتراح العديد من المشاريع وتسجيل مشاريع جديدة بوتيرة متصاعدة خلال العامين الفارطين، مع رفع التجميد عن العديد من المشاريع الأخرى. ولعل من أبرز المشاريع التي استفاد منها قطاع الشباب والرياضة، ترقب استلام قاعة متعددة الرياضات تتسع لـ 3 آلاف مقعد، بالإضافة إلى المشاريع الممولة من الميزانية الولائية وصندوق التضامن والضمان للجماعات المحلية خلال الفترة الممتدة من 2022 إلى غاية العام الجاري والتي تهدف إلى تعزيز البنية التحتية الرياضية والترفيهية على مستوى البلديات والولاية، حيث بلغ العدد الإجمالي للمشاريع المسجلة 50 مشروعا، بتكلفة إجمالية تقدر بـأزيد من 116 مليار سنتيم، فمن بين هذه المشاريع، تم الانتهاء من إنجاز 3 مشاريع بشكل كامل، في حين مازال 2 منها قيد الإنجاز بنسبة 20 و 90 بالمائة، أما العدد الأكبر من المشاريع والذي يبلغ 32 مشروعا، فهو قيد الدراسة أو في طور الإجراءات. وتتنوع المشاريع المدرجة لتشمل مختلف الجوانب المتعلقة بقطاع الشباب والرياضة، بدء من إنجاز ملاعب جوارية بمختلف أنواعها (معشوشبة، متعددة الخدمات)، مرورا بتهيئة قاعات متعددة الرياضات، وصولا إلى إنجاز مسابح جوارية ومراكز ترفيه للشباب، إذ تهدف هذه المشاريع إلى توفير فضاءات رياضية وترفيهية حديثة للشباب والمساهمة في تحسين الإطار المعيشي للمواطنين ويبقى التحدي الأكبر في تسريع وتيرة إنجاز المشاريع قيد الدراسة والإجراءات وضمان جودة التنفيذ والاستغلال الأمثل لهذه المرافق لخدمة الشباب والمجتمع المحلي. كما أبرز الوالي التقدم الكبير في مجال البنية التحتية الرياضية، مشيرا إلى تجاوز الولاية لإنجاز أكثر من 30 ملعبا بلديا وإطلاق مشاريع لتكسية 13 ملعبا بالعشب الاصطناعي، كما تحدث عن مشاريع متكاملة لانجاز المسابح نصف الأولمبية والجوارية عبر عدد من البلدياتعلى غرار بلديات برج الغدير، منصورة، العش، برج بوعريريج، سيدي مبارك، ورأس الواد. واختتم الوالي تصريحه بالتأكيد على أن العمل في قطاع الشباب والرياضة يسير على جبهتين متوازيتين، الأولى هي تكثيف المنشآت الرياضية لتغطية كل إقليم الولاية والثانية هي ضمان تمويل عادل وشفاف للنشاطات الرياضية يحفز الجميع على تحقيق أفضل النتائج. من جانب آخر، أشاد الوالي في كلمته أمام أعضاء المجلس الولائي، بالأجواء الإيجابية التي سادت الولاية خلال شهر رمضان، مثنيا على حالة الاستقرار التي لمسها المواطنون، لا سيما فيما يتعلق بتوفر المواد الغذائية واستقرار الأسعار، داعيا إلى ضرورة الحفاظ على هذه الوتيرة لمواجهة التحديات المستقبلية، مشيرا إلى التحسن الملموس في تموين السوق وتنظيمه وتوفير الأمن والسكينة خلال الشهر الفضيل.
ع/بوعبدالله