أكد مدير النشاط الاجتماعي بقسنطينة، تسجيل تراجع في عدد الأطفال الجانحين بنسبة تفوق 60 بالمئة، مضيفا أن الولاية تشهد نقصا في مراكز إيواء هذه الفئة، إلا أن السلطات تسعى لفتح مركز الطفولة بمدينة الخروب خلال سنة 2022.
و قال، صياد مراد، في تصريح للنصر، إن استحداث الوساطتين القضائية والإدارية المعمول بهما بعد إقرار قانون 2015، قلص من عدد الحالات وحسّن أوضاع التكفل بالأطفال مقارنة بالسنوات الماضية، خاصة وأن هذا القانون يحميهم ويسمح بتدخل عدة جهات سواء كانت قضائية أو إدارية أو بلدية أو جمعوية، مع منحها كامل الصلاحيات من أجل التكفل بالأطفال المهددين بالخطر المعنوي.
و أوضح المدير، أن النقطة السوداء التي سجلتها مصالحه، هي أن سبب ارتكاب الطفل لجرائم، هي طلاق الوالدين، حيث قال إن التفكك الأسري يثير إشكالا ثانيا أمام صعوبة حضانة الطفل الجانح، ما يجعله معرضا للخطر المعنوي، إلا أن بعض الحالات عرفت تدخل بقية أفراد العائلة مثل الأجداد والجدات والأعمام والعمات أو الخالات.
و أكد صياد أنه وحتى في حالة عدم وجود ولي كفيل، فإن مصالحه تتكفل بالأطفال الجانحين بمختلف المصالح الخارجية التابعة لمديرية النشاط الاجتماعي، أو بمختلف المراكز المتخصصة داخل القطاع، بعد تحويلهم من طرف القضاء إليها، ليكون الهدف حسبه، هو إعادة إدماجهم داخل المجتمع وإتاحة فرصة الدراسة أو التكوين المهني، رغم أن المصلحة الفضلى للطفل هي الوسط العائلي.
و أبرز المتحدث، أن العديد من الأطفال الجانحين تمكنوا من الخروج من وضعياتهم المعنوية السيئة، و اندمجوا بشكل جيد وسط المجتمع، وخاصة الذين تركتهم المديرية وسط عائلاتهم، حيث تبين بعد متابعتهم وإجراء تحقيقات بشكل أسبوعي، أنهم واصلوا الدراسة في المؤسسات التربوية أو بمراكز التكوين، لكنه اعترف بوجود حالات يصعب استعادتها بسرعة، لما تعانيه من إدمان على مخدرات أو ما شابه، وعادة ما تُترك داخل المراكز المغلقة إلى غاية تعافيها.و بلغ عدد الأطفال الجانحين في مركز الطفولة بقسنطينة، 12 بين ذكور وإناث، بعد أن كان قد وصل في السنوات الماضية إلى 70 طفلا، بحسب المدير، الذي أضاف أن قسنطينة تتوفر على مركزين للطفولة الأول يقع بمحاذاة ملعب الشهيد حملاوي حيث يعمل بشكل عادي، أما الثاني فهو مغلق، إلا أن مصالحه تسعى لدعم المركز الوحيد بآخر يوجد بمدينة الخروب، حيث من المنتظر أن يدخل حيز الخدمة هذه السنة، خاصة بعد تدخل السلطات الولائية التي راسلت وزارة المالية من أجل تسريع الأشغال التي وصلت إلى نسبة 90 بالمئة. حاتم/ ب