أكد أمس مدير الملبنة العمومية نوميديا بقسنطينة، أن المؤسسة ما زالت تحافظ على مستوى الإنتاج اليومي المقدر بقرابة 200 ألف لتر، مشيرا إلى عدم وجود أي اختلالات سواء في التوزيع أو حصة «لونالي» من مسحوق الحليب، فيما سجل تهافت كبير على هذه المادة فضلا عن ندرة بالكثير من الأحياء مع اختفاء الحليب المعلب من الأسواق.
و وقفت النصر بالعديد من أحياء المقاطعة الإدارية علي منجلي، على انعدام تام للمادة لدى المحلات التجارية، بينما يفرض تجار على الزبائن اقتناء كيس حليب البقرة بثمن 60 دينارا، مقابل بيعهم لكيسين أو ثلاثة على الأكثر من الحليب العادي، وهو وضع تسبب في استياء في أوساط المواطنين، الذين وجدوا أنفسهم طيلة هذه الأيام في رحلة البحث عن كيس حليب.
وذكر لنا بائعون بالوحدة الجوارية السادسة، بأن موزعين يفرضون عليهم أكياس حليب البقرة أو اللبن والتي يرفض المواطنون اقتناءها لكنهم مضطرون إلى تسويقها بدورهم، فيما وقفنا على تهافت كبير من طرف الزبائن بالوحدة الجوارية 20 إذ يقتنون أكثر من حاجياتهم يوميا ما دفع البائعين إلى تسقيف البيع وتحديده بكيسين فقط. وقال أحد التجار للنصر، إنه يقتني يوميا 300 كيس سرعان ما تنفد كما لاحظ أن نفس الأشخاص يقتنون كميات تزيد عن حاجاتهم، لكن لا يمكن، بحسبه، منعهم من الشراء، لاسيما وأنهم يبقون أمام المحلات في انتظار شاحنة الموزع، مشيرا إلى أن مثل هذه السلوكيات هي من تتسبب في الندرة وتشكل الطوابير.
وأوضح تاجر آخر، وهو عضو في الاتحاد المحلي للتجار، أن التهافت على الحليب من مختلف الفئات يعود إلى اختفاء الحليب المعلب من الأسواق، حيث أن فئة معتبرة كانت تقتني هذا النوع لكن مع تسجيل ندرته في السوق توجه مستهلكوه إلى حليب الأكياس.
و مما زاد من حدة الوضع، عودة أصحاب مقاه إلى شراء أكياس الحليب وتخزينها في أجهزة التبريد، حيث أكد لنا أحدهم أنه اضطر إلى ذلك إثر الندرة الحادة في الحليب المعلب الذي اختفى تماما من الأسواق. وأوضح المدير العام لملبنة نوميديا العمومية، في اتصال بنا، أن الإشاعات المتداولة تتسبب في كل مرة في إحداث ندرة وتهافت من طرف المستهلكين، حيث دعا المواطنين إلى عدم الانسياق وراءها تفاديا لتكرار أزمة الزيت.وأكد السيد رشيد حليمي، أن مستوى الإنتاج ما يزال ثابتا، حيث يتم توزيع أزيد من 191 ألف لتر يوميا، مع مراقبة مسار الموزعين بشكل دوري، مشيرا إلى أن مصالحه لم تتلق أي شكوى بخصوص الموزعين أو عدم وصول حصة كل بلدية أو حي.ولفت المتحدث، إلى أنه وفي حال تسجيل نقص فإن السلطات ستدعم السوق بكل ما تحتاجه مؤكدا أنه لم تسجل أي ندرة أو نقص في مسحوق الحليب، إذ تتحصل المؤسسة على حصتها بشكل دوري. وبخصوص مدى تقبل الفلاحين للإجراءات التي اتخذتها المؤسسة لصالح الناشطين في شعبة إنتاج الحليب، أكد المتحدث أن الإقبال جيد منذ مطلع العام الجاري، إذ تقدم إلى الملبنة منتجون من مختلف البلديات فضلا عن الولايات المجاورة على غرار خنشلة و أم البواقي فضلا عن سوق أهراس التي تعد رائدة في هذا المجال. وتجدر الإشارة، إلى أن ملبنة نوميديا قد رفعت من السعر المرجعي الخاص باللتر الواحد من الحليب إلى 45 دينارا و ذلك من أجل تقديم دعم للفلاحين لزيادة الإنتاج، كما أعلنت عن تدعيمها للمنتجين من خلال تمويلهم بقروض لشراء الأبقار و الأعلاف و مختلف التجهيزات التي تساعدهم في مضاعفة نشاطهم، حيث أكد مدير المؤسسة، أن هذه الإجراءات تأتي في إطار دعم المنتوج الوطني و التخفيف من فاتورة استيراد مسحوق الحليب المرتفعة.
لقمان/ق
