كشف مدير التربية بقسنطينة تسجيل إصابات بفيروس كورونا على مستوى 77 مؤسسة تعليمية خلال الأسابيع الماضية، وهي حالات أحصيَت على فترات متقطعة، نافيا ما يتم تداوله من إشاعات قال إنها تُضخم الوضع، حيث أكد أنه لم يتم غلق أي مؤسسة، فيما وقفت مصالح الصحة على ارتفاع في الإصابات بالولاية و وصولها إلى أزيد من 100 حالة يوميا، لكن معظمها «غير خطير»، مذّكرة بوجوب الالتزام بالوقاية و التطعيم.
مدير التربية بقسنطينة، عبد المجيد منصر، أوضح في اتصال بالنصر يوم أمس، أنه تم فرض جميع الإجراءات لمجابهة انتشار فيروس كورونا على مستوى المؤسسات التربوية، من خلال الالتزام بالبروتوكول الصحي من تعقيم المؤسسات قبل و بعد خروج التلاميذ، و تهوية الحجرات و وضع بساط معقم في المداخل مع ارتداء الكمامة و الالتزام بالتباعد الجسدي في الساحات و الأروقة و المطاعم وغيرها.
و ذكر منصر بأن كل من تظهر عليه أعراض الإصابة يُحال على وحدات الكشف والمتابعة من أجل إخضاعه للفحوصات الطبية التي تؤكد الإصابة من عدمها، وفي حال التأكد، تخضع الحالة للعزل وللعلاج اللازم، ليتابع قائلا: «سجلنا خلال هذا الأسبوع تزايدا في الإصابات سواء وسط التلاميذ أو الأساتذة أو العمال أو المؤطرين و الإداريين، لكن لحد الآن لم يمنع ذلك من استمرار الدراسة و لم يؤد إلى الغلق».
و أكد المسؤول أنه يتواصل يوميا مع مدير الصحة وقد طلب منه خلال الفترة الماضية، إيفاد 4 فرق طبية لإجراء تحقيقات وبائية على مستوى 4 مؤسسات تربوية، كما أن مصالحه ترسل تقارير يومية للجهات الوصية عن عدد المؤسسات المعنية بالحالات المسجلة و كذلك عدد الأساتذة والعمال والتلاميذ المصابين، حيث تنتظر القرارات التي يُمكن أن تُتخذ حفاظا على سلامة التلاميذ و الأطقم البيداغوجية والإدارية.
و أضاف منصر أن مصالحه على تواصل أيضا مع جمعيات أولياء التلاميذ التي دُعيت إلى تبليغ مدراء المؤسسات التربوية عن أية حالات تُسجل وسط المتمدرسين، وعدم إرسالهم لمقاعد الدراسة مع عرضهم على الطبيب إذا ظهرت عليهم أعراض.
وذكر المدير أن هناك شائعات تنتشر في الآونة الأخيرة، ما يستدعي مثلما أضاف، الحذر، ليضيف قائلا «الوضعية تتطلب متابعة دقيقة لكن الحذر و الحيطة مطلوبان كما لا توجد أية مؤسسة مغلقة، حيث تم تعليق الدراسة مؤقتا في ابتدائية و 3 ثانويات ثم تم استئنافها».
وعن عدد المؤسسات التربوية التي سُجلت على مستواها حالات إصابة بكوفيد 19 خلال الفترة الماضية، أوضح المسؤول أنها 15 في الطور الابتدائي، 25 في المتوسط و 37 في الطور الثانوي، مضيفا أن الإصابات كانت متقطعة ولم تسجل في وقت واحد، فيما يتم اتخاذ قرار الغلق «في الوقت المناسب دون تأخير لكن دون تسرع و بناء على معطيات دقيقة تؤكدها مصالح الصحة»، مطمئنا بالقول إن مديرية التربية تتابع الوضع عن كثب بتنسيق مع والي قسنطينة.
مديرية الصحة: المتحورات الجديدة تمس الأطفال والوقاية إلزامية
مدير الصحة، عبد الحميد بوشلوش أكد أن هناك تزايدا في الإصابات بكورونا على مستوى المؤسسات التربوية بقسنطينة، و تزامن ذلك مع ارتفاع في عدد الحالات اليومية المؤكدة بالولاية ابتداء من السابع جانفي الفارط، موضحا أن مصالحه أرسلت فرقا للقيام بتحقيقات وبائية بناء على طلب من مديرية التربية، حيث تم خلال اليومين الفارطين فقط التدخل على مستوى مدرسة بعلي منجلي و ثانوية بالخروب.
وأضاف بوشلوش أنه اجتمع بمدير التربية لتدارس الوضع مذّكرا بضعف عمليات التطعيم ضد كورونا في قطاع التربية. وقال مدير الصحة إن العديد من الحالات المؤكدة التي تُسجل على مستوى الولاية ليست خطيرة، حيث يوجد 16 مريضا حاليا في الإنعاش، لكن سرعة انتشار المتحورات تستدعي الالتزام بالإجراءات الوقائية، خصوصا و أنها تمس الأطفال الذين يُعدون ناقلين للعدوى.
و عبّر أولياء تلاميذ و أساتذة و عمال في قطاع التربية، عن مخاوف من تفاقم الوضع الوبائي خصوصا مع تسجيل إصابات عديدة بالمؤسسات التربوية المنتشرة عبر الولاية والتي تم تعليق الدراسة مؤقتا بعدد منها.
وأظهرت إحصائيات حصلنا عليها أول أمس من مديرية الصحة بخصوص الحصيلة اليومية للوضعية الوبائية على مستوى ولاية قسنطينة، أن العدد الإجمالي للإصابات المؤكدة خلال 24 ساعة من يوم الاثنين الماضي، وصل إلى 109 منها 31 حالة تم كشفها عن طريق تقنية «بي سي آر»، و 78 عبر اختبار المستضد «أنتيجان» مع تسجيل حالتي وفاة.
و وصل شغل الأسرة المخصصة لمرضى كوفيد إلى 122 سريرا من بين 224 متوفرا، بالمقابل استفاد نحو 541 شخصا من حملة التلقيح ضد كورونا خلال يوم واحد. أما بخصوص إحصائيات الثلاثاء الماضي، فقد تم تسجيل العدد نفسه من الإصابات الجديدة و حالة وفاة، بينما سُجل ارتفاع في عدد المستفيدين من التطعيم حيث وصل إلى 795.
ي.ب