تعرف العشرات من الأحياء بمدينة قسنطينة، تكدسا للنفايات بسبب إضراب عمال النظافة التابعين للبلدية، حيث يطالبون بتحسين ظروف العمل والأجور وتسوية المنح، فيما يؤكد رئيس البلدية، أن جميع مطالب العمال ستتم تسويتها حسب الإمكانيات والأولويات، مشيرا إلى إعادة تحيين مخطط النظافة ابتداء من الدورة المقبلة.
وتوقف قرابة 900 عامل في قطاع النظافة عن العمل منذ أربعة أيام، بسبب ما يصفونه بتردي ظروف العمل، حيث ذكر ممثلون عنهم للنصر، أن وضعيتهم المهنية كانت سيئة في الأساس عندما كانوا ينتمون لمؤسسة «بروبكو» البلدية، لكنها ازدادت سوءا، حسبهم، حين تمت إعادة إدماجهم في البلدية، إذ سجل تخفيض بأكثر من مليون سنتيم في أجورهم الزهيدة في الأساس، فضلا عن عدم توفر وسائل العمل والحماية من مختلف الأخطار الصحية.
وأوضح محدثونا، أنهم وإثر تحويلهم إلى البلدية أصبحوا لا يستفيدون من مختلف المنح، كما تحدثوا عن تعطل مختلف الآليات والشاحنات وهو ما أثر على مردودية العمل، كما ذكروا بأنهم لا يملكون وسيلة للعودة إلى منازلهم في ساعات متأخرة من الليل إثر تعطل وسيلة النقل التي كانت توفرها البلدية، مضيفين بأنهم يعملون 26 يوما في الشهر، لكنهم يتقاضون أجرة 22 يوما فقط. وطالب العمال بالترقيات التي لم يستفيدوا منها منذ سنوات، فضلا عن توفير طب العمل والاستفادة من إعانات الخدمات الاجتماعية.
و وقفنا على تدهور وضعية النظافة بالعديد من الأحياء والمواقع بوسط المدينة، إذ تكدست أطنان من النفايات بمختلف الشوارع والطرقات، على غرار ما سجلناه أمس في أحياء القماص، الجذور، لوناما و وادي الحد، علما أن العمال المضربين يشرفون على رفع القمامة على مستوى 32 قطاعا.
و أوضح رئيس بلدية قسنطينة، شراف بن ساري، في اتصال بالنصر، أنه استقبل ممثلين عن العمال المضربين واستمع لانشغالاتهم، حيث قال إن مسؤولي البلدية تفاجأوا بهذه الحركة الاحتجاجية، إذ كان لابد، بحسبه، أن يجلس الجميع إلى طاولة الحوار لطرح الانشغالات قبل القيام بأي حركة.
وتابع المتحدث، أن مطالب العمال مشروعة وستعمل البلدية على إيجاد حلول لها بحسب الإمكانيات والأولويات، حيث قال إن مشكلة العمل في أيام السبت سيتم حلها من خلال تعويضهم ماديا عنها، كما أكد أنه سيتم إيجاد حلول لمطالب الترقية الإدارية وتسوية مختلف المنح، فضلا عن توفير وسائل العمل.
وأكد المتحدث، أنه طلب من مختلف المدراء الفرعيين في البلدية العمل على إيجاد حلول مستعجلة لانشغالات العمال المحولين من المؤسسة البلدية «بروبكو»، مشيرا إلى أنه ستتم إعادة تحيين مخطط النظافة للبلدية ابتداء من دورة المجلس الشعبي البلدي المقبل وذلك في إطار ترشيد النفقات وحسن تسيير الموارد البشرية.
وقد رفض معظم منتخبي بلدية قسنطينة في آخر دورة للمجلس، مناقشة تحيين المخطط الجهوي لتسيير النفايات، الذي تم إنجازه بالتنسيق مع الوكالة الوطنية للنفايات لتحسين الخدمات وتقليص تكاليف الكنس والجمع، حيث ورد في مشروع المداولة أن البلدية وبناء على طلب منها استعانت بالوكالة، من أجل إعداد دراسة شاملة تهدف إلى تعديل قطاعات رفع النفايات بحسب المعايير المعمول بها، بعدة قطاعات.
وتمت في هذا المخطط إعادة النظر في تقسيم القطاعات مع تحديد نقاط الجمع ووسائل الرفع، كما ضبط مسار أعوان الكنس، و ورد في نص المداولة أن الدراسة أعدت بالنظر إلى تطور مستوى التكفل بالنفايات على المستوى العالمي والذي يتم فيه إتباع أساليب وقواعد تراعي صحة المواطنين وتقلص النفقات إلى جانب نظافة المدن، كما تجدر الإشارة إلى أن البلدية استرجعت قبل 5 أشهر، قرابة 900 عامل كانوا قد حولوا من قبل إلى المؤسسة العمومية «بروبكو» التابعة لها، بعد انقضاء مدة انتدابهم بها والمحددة بـ 5 سنوات.
لقمان/ق