الخميس 19 سبتمبر 2024 الموافق لـ 15 ربيع الأول 1446
Accueil Top Pub

بلدية قسنطينة تعد ببرمجة مشاريع: «سيســـــاوي».. حـــي يتوســـع في غيــــاب التهيئـــة و المرافـــق

يشهد حي أحمد سيساوي بقسنطينة، تدهورا في المحيط الحضري من اهتراء الطرقات إلى انتشار النفايات وتسربات مياه الصرف، و رغم شساعة هذا التجمع السكاني الكبير، إلا أنه يفتقر إلى مرافق خدماتية وترفيهية، فيما تؤكد البلدية أنه تقررت برمجة مشاريع لفائدة هذا الحي.

النصر زارت هذا التجمع السكني الذي توسع كثيرا خلال السنوات الأخيرة لتمتد بناياته إلى حيي القماص والجذور، حيث بدأنا جولتنا من المدخل الشرقي لحي الآفاق المقابل لمحور الدوران، أين وقفنا على مسالك غير معبدة تنتشر بها الحفر والتشققات ما صعب تنقل المركبات، وكذا على أرصفة مهترئة و أوساخ مرمية في عدة نقاط.
و كلما توغلنا أكثر بأزقة الحي، ازدادت الأوضاع سوءا، حيث تحولت أرضية داخلية إلى مسلك موحل يصعب المرور عليه، فيما يقطع السكنات مجرى مياه امتلأ بالقاذورات التي أدت إلى انبعاث روائح كريهة وانتشار الحشرات.
تنقلنا بعدها إلى حي النصر الذي يتطلب الوصول إليه، المرور على خط السكة الحديدية، بينما يستعمل أصحاب السيارات نفقا ضيقا، وما لفت انتباهنا ، هو عدم وجود إشارات أو منبهات صوتية للتنبيه عند قدوم القطار، الأمر الذي يشكل خطرا على حياة المارة، وهو ما أكده لنا عضو بجمعية حي «الآفاق».
واجهة حي النصر تجعل الناظر يعتقد أن الأمر يتعلق بتجمع سكني راق بمجرد مشاهدة «الفيلات» المشيدة من بعيد، لكن مع تقدمنا بخطوات قليلة قابلنا منظر النفايات المتناثرة رغم وجود مكان مخصص لرميها، وهو ما أدى إلى انتشار الكلاب الضالة، كما وجدنا مسالك الحي في حالة أكثر كارثية. وعبر لنا مواطنون، عن استيائهم من وضعية الطرقات وانعدام الإنارة العمومية، كما يطرحون مشكلة التذبذب في توزيع مياه الشرب، وهو نفس الحال الذي يعيشه سكان حي بوضياف بسيساوي العلوي.
سكان يطالبون بالترحيل من أكواخ «بن علي»
محطتنا التالية كانت الحي القصديري المسمى «بن علي»، و أول ما لمحناه هنا هو الكم الكبير من النفايات المنتشرة والتي تحتل مساحة واسعة ما أدى إلى انبعاث روائح كريهة، كما قال السكان إن هذا الوضع نتج عنه تكاثر الحشرات والثعابين خصوصا في فصل الصيف.
واشتكى قاطنو الأكواخ القصديرية من الحالة المزرية التي يعيشون بها، وقالت ربة بيت إن أرضية الكوخ تمتلئ بالمياه عند تهاطل الأمطار، ما أدى إلى اهتراء الألواح الخشبية المثبتة للسقف وسقوطها في كل مرة، حيث تتخوف العائلة من حدوث شرارة كهربائية.
أثناء خروجنا صادفنا طفلتين وهما تحملان دلاء مياه ويبدو عليهما التعب، و قال أحد المواطنين إن الأمر بات عاديا وجزءا من الحياة اليومية لكل فرد بالمنطقة، حيث يطالبون الجهات المعنية بالنظر في وضعية الحي وترحيلهم في أقرب وقت، فيما ذكر نائب رئيس جمعية الحي، مصباح محمد علي، أن «بن علي» يضم 152 عائلة حسب الإحصاء الذي أجرته مصالح الدائرة في 2020، حيث تملك استفادات من البناء الريفي منذ 2012، لكن لم يتم تجسيدها بعد، على حد قوله.
ازدحام مروري مزمن و الأحذية البلاستيكية للوصول إلى المدارس
بمحيط ابتدائية أحمد سيساوي الواقعة بمجمع «الكارية» في سيساوي السفلي، تفاجأنا لمنظر النفايات والردوم، ناهيك عن تسرب مياه الصرف بالرصيف المقابل الذي لا يبعد عن مدخل المؤسسة إلا ببضعة أمتار، مع انبعاث روائح كريهة، فيما كانت الجدران الخارجية للمدرسة في وضعية متردية وقد تم إحداث ثقب كبير بها، فضلا عن قدم بابها الحديدي واللافتة التي تحمل اسم الابتدائية.
وعبر لنا أولياء التقينا بهم في المكان، عن استيائهم من الوضعية «المزرية» التي تشهدها الابتدائية، بدءا من الطريق المتهرئ الذي يحتم على الأطفال انتعال أحذية بلاستيكية «بوط»، إلى نقص التدفئة وانتشار الكلاب الضالة، زيادة على تقديم وجبات باردة فقط لأبنائهم.
و يطالب السكان الذين التقينا بهم في حي سيساوي، بتزويد المنطقة بملعب جواري و مكتب للحالة المدنية، و الاستفادة من مشروع ثانوية، كما يؤكدون على أهمية استحداث مقر للأمن الحضري بالمنطقة لتعزيز الأمن و التصدي لمروجي المهلوسات.
ولأن المنطقة تُعد أحد مداخل قسنطينة الرئيسية التي تربط بين شرق وغرب المدينة عبر محور دوراني، فإنها تعج بمئات المركبات القادمة من مختلف ولايات الوطن، ما يؤدي إلى ازدحام مروري خانق في أوقات الذروة، الأمر الذي أرق مستعملي الطريق وسكان سيساوي.
وما زاد من تأزيم الوضع، هو توقف أصحاب العربات على حافة الطريق لاقتناء حاجياتهم من الباعة الفوضويين، حيث وقفنا على وجود عدد من طاولات الخضر والفواكه وكذا «البيتز»ا بالمدخل الرئيسي، ناهيك عن الشاحنات التي تم ركنها بنقاط مختلفة من المسالك.
البلدية و «سياكو» يبرمجان مشاريع لفائدة الحي
رئيس بلدية قسنطينة المُنتخب حديثا، شراف بن ساري، ذكر في اتصال بنا أنه استقبل أمس ممثلين عن جمعيات أحياء سيساوي، حيث استمع إلى انشغالاتهم و تقرر بعد اللقاء القيام خلال الأيام القليلة المقبلة، بزيارة ميدانية للمكان للوقوف على النقائص المسجلة. و طمأن «المير» بأن مصالحه برمجت مشاريع بالحي في ما يخص تعبيد الطرقات و مدّ شبكات الصرف الصحي و غيرها من العمليات، التي قال إنه سيتم إدراجها ضمن ميزانية البلدية.
من جهته، أكد المكلف بالإعلام بشركة المياه والتطهير«سياكو» بقسنطينة، مقراني أسامة، أن التذبذب في توزيع المياه بسيساوي، يعود إلى نقص كمية المياه بخزانات القماص، بفعل التوسعات العمرانية التي تشهدها المدينة.
وأضاف مقراني أن «سياكو» تعمل إلى جانب مديرية الموارد المائية بالولاية على إيجاد حلول بديلة تعوّض نقص التوزيع، بحيث توجد مشاريع قيد الإنجاز لتعزيز التزود بالمياه، إذ وضعت المؤسسة برنامجا خاصا للتوزيع انطلاقا من خزان القماص ليكون للجميع حصة متكافئة، وقال المتحدث إن الشركة تتدخل لإصلاح التسربات فور التبليغ عنها.
رميساء جبيل/ ق.م

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com