أحدثت الإعانات الموجهة لفائدة مواطنين في إطار العملية التضامنية لشهر رمضان، فضلا عن تلك المخصصة للجمعيات والنوادي الثقافية والرياضية، جدلا بين منتخبي بلدية قسنطينة، حيث أكدوا على ضرورة تحيين قوائم المعوزين، التي تعرف تزايدا كبيرا رغم ترحيل عشرات الآلاف من المواطنين نحو علي منجلي، فيما طالب آخرون بأن تكون معايير تحصل الجمعيات على الأموال وفقا للمردودية والنتائج المحققة ميدانيا.
وخصصت بلدية قسنطينة، إعانة مالية لفائدة 4981 معوزا رصد لها غلاف مالي يقدر بخمسة ملايير سنتيم إذ سيتحصل كل مستفيد على مليون سنتيم، كما استفادت البلدية من إعانة تقدر بـ 500 مليون سنتيم ستوجه إلى 498 عائلة، لكن عدد العائلات التي لم تتحصل على الإعانات قد وصل إلى 6456، إذ أن العدد الإجمالي للمسجلين في التطبيقة الإلكترونية يقدر بـ 11945.
وتبادلت منتخبة وإدارية بلجنة الشؤون الاجتماعية بالبلدية الاتهامات، بخصوص إعداد القوائم وعدم تحيينها، قبل أن يتدخل رئيس البلدية ويطلب من نائبه المكلف بالشؤون الاجتماعية ضرورة التنسيق بين مختلف المتدخلين في العملية، فيما استغرب منتخبون أسباب ارتفاع عدد طالبي الإعانة، إذ كان عددهم في السنوات السابقة لا يتجاوز 6 آلاف شخص.
وذكر منتخبون أن معدل الفقر قد ارتفع بشكل محسوس منذ بداية الجائحة التي صاحبها ركود اقتصادي حاد فقد بسببه الكثير من المواطنين مناصب عملهم، فيما تحدث آخرون عن تحايل من طرف البعض بغرض الاستفادة من هذه الإعانة التي تصب مباشرة في الحساب البريدي، إذ يستغل البعض عدم وجود أي دليل على ممارستهم لأي نشاط للتحصل على مليون سنتيم، في حين أنهم يمارسون نشاطات خارج الإطار القانوني، لتكون النتيجة حرمان الفئة المعوزة من الاستفادة من العملية التضامنية.
وذكرت رئيسة لجنة الشؤون الاجتماعية، أنه تم الوقوف على وجود 97 حالة ازدواج في الاستفادة ما بين الولاية والبلدية، حيث تم تدارك الأمر قبل أن يشدد رئيس البلدية على ضرورة التدقيق في أي إجراء، في ما يخص قفة رمضان تفاديا لأي أخطاء، والتي تسببت ،مثلما قال، في متابعة الكثير من رؤساء البلديات قضائيا.
واعتبر شراف بن ساري، أن ارتفاع عدد المسجلين ضمن قوائم المعوزين من 5 آلاف شخص في سنة 2017 إلى قرابة 12 ألفا في العام الجاري أمر غير معقول، حيث قال إن عشرات الآلاف من المواطنين والحالات الاجتماعية تم ترحيلهم إلى علي منجلي، وهو ما كان يجب أن ينعكس، بحسبه، تنازليا على عدد المسجلين.
وطالب رئيس البلدية، بالشروع قبل العام المقبل في تحيين القائمة من خلال إجراء تحقيق إداري وميداني في أسماء المسجلين، الذين رجح أن يكون غالبيتهم قاطنين الآن في علي منجلي التابعة إداريا لبلدية الخروب، مؤكدا على ضرورة الاستعانة بالبطاقية الولائية فضلا عن إلزام المعنيين بإحضار شهادات تمدرس لأبنائهم وهو ما وافق عليه جميع المنتخبين، كما تجدر الإشارة إلى أن البلدية تنتظر إعانة مديرية الشؤون الدينية، لإضافة أسماء أخرى إلى قائمة المستفيدين.
ومثل كل عام، فقد أثارت الإعانة الموجهة للجمعيات الثقافية والرياضية جدلا واسعا بين المنتخبين، علما أن هذه الإعانة قد جمدت منذ سنة 2020 وينتظر خلال هذا العام أن يتم منح 3 إعانات مالية ويتعلق الأمر بإعانات 2020 و العام الماضي والحالي، والتي تقدر بـ 3 بالمئة من الميزاينة الأولية لكل عام.
وقدرت الإعانة المقتطعة من الميزانية الأولية لعام 2020 بـ 7.2 مليار سنتيم، حيث تم منح 5.1 مليار سنتيم للنوادي الرياضية و 2.1 مليار للجمعيات الثقافية ، لكن هذا الإجراء نال معارضة من طرف العديد من المنتخبين لاسيما المنتمين لكتلة " حمس"، المعارضة لرئيس البلدية، حيث ذكر المنتخب مسعي عبد الغني ، أن الجمعيات والنوادي قدمت ملفات وبرنامجا في سنة 2020 ، فكيف يتم منحها اليوم إعانات في سنة 2022 مطالبا بضرورة توضيح المعايير المعتمدة في كيفية توزيع المبالغ المالية.
ودعم المتحدث، حجته بمنح جمعية الشعرى الثقافية، والتي تنشط دوليا مبلغا لا يتجاوز 10 ملايين سنتيم، في حين أن عددا من المستفيدين ينشطون على الورق فقط، وهو ما أيده جل الحاضرين وحتى رئيس البلدية، حيث أكدوا على ضرورة توزيع الإعانات وفقا للنشاط والمردودية والتواجد في الميدان، فيما ذكر المنتخب نبيل بوصبع، أن بعض الجمعيات تنظم على طول العام نشاطات ميدانية ومفيدة، في حين أن بعضها يستفيد من أموال الدولة دون وجه حق.وذكر المنتخب عبد الحكيم لفوالة، أن الإعانات الموجهة للنوادي كانت يجب أن تصرف، حيث أن فريق مولودية قسنطينة يعتبر معلما من معالم المدينة ورمزا لها ووجب على البلدية أن تمنحه الدعم الكافي في هذه المرحلة الصعبة التي يمر بها، إذ أن منح فريق العلامة بن باديس مبلغ 1.2 مليار سنتيم يعتبر إعانة غير كافية بالنظر لما قدمه من أفراح في السابق، داعيا السلطات إلى ضرورة إنقاذ هذا النادي العريق .
وأوضح رئيس البلدية، شراف بن ساري، في تدخله أن لجنة الشؤون الثقافية والرياضية قد وضعت معايير للاستفادة، وفقا للنشاط والنتائج المحققة وبناء عليها قد تم منح الإعانات، كما ذكر في رده على طلب مسعي بجمع الإعانات الخاصة بالثلاث سنوات الأخيرة ومنحها بعد إعادة النظر في كيفية التوزيع، بأنه تم مراسلة الجهات المختصة ويجب، مثلما أكد، منح كل إعانة على حدة، مؤكدا أنه سيتم التدقيق ودراسة كيفية منح الإعانتين المقبلتين حتى تأخذ كل جمعية أو نادي حقه.
لقمان/ق