شرع المجلس الشعبي الولائي بقسنطينة، في التحضير لإطلاق تطبيق الكتروني سياحي" تحت مسمى "درب بن باديس"، يضم المعالم الدينية والثقافية والتاريخية للإمام عبد الحميد بن باديس والأماكن، التي عاش بها ومر منها لتمكين السياح من اقتفاء آثار العلامة، كما طالبت لجنة الثقافة بإدراج هذه الآثار ضمن المسار السياحي "سيتي تور"، و أكدت على ضرورة ترميم معالمه المهملة، على غرار منزله بحي السيدة ومطبعته وبيته بمنطقة "الهرية".
وقدمت لجنة الثقافة بالمجلس الشعبي الولائي بقسنطينة، خلال الدورة الأولى العادية المنعقدة نهاية الأسبوع الماضي، ملفا حول المعالم الثقافية والسياحة للعلامة عبد الحميد بن باديس، حيث قسمت اللجنة الملف المقدم إلى العديد من المحاور، فقد تم عرض في المحور الأول روبورتاج شامل، عن أهم المعالم المادية المتعلقة بالشيخ العلامة عبد الحميد بن باديس.
وعرضت لجنة الثقافة، في المحور الثاني، بالشرح والتفصيل وضعية منازل العلامة بحي السيدة بالمدينة القديمة، فضلا عن منزله العائلي الذي يقطنه أخوه حاليا بالقصبة بالإضافة إلى البيت العائلي ببلدية ابن باديس فضلا عن دوش سي زواوي، وغرفته بها وكذا مختلف المنازل التي كان يتردد عليها.
وعرضت في المحور الثالث المعالم الثقافية للشيخ و وضعيتها في الوقت الراهن، بدءا بالجمعية الخيرية الاسلامية والمطبعة ومقر جريدة الشهاب وكذا وضعية مدرسة التربية و التعليم، بالإضافة إلى نوادي صالح باي والسعادة والاتحاد، و مقري جمعية العلماء المسلمين ومؤسسة العلامة على مستوى " طريق جديدة.
وبالمحور الرابع، تم عرض صور وفيديوهات للمعالم الدينية للعلامة مع إبراز الوضع الذي آلت إليه، حيث أن الجامع الكبير أخضع لعملية ترميم وفتح أمام المصلين قبل سنوات، لكن مسجد سيدي لخضر ما يزال ورشة مفتوحة ولم تتجاوز نسبة الإنجاز 30 بالمئة، فيما وصفت وضعية مسجد الأربعين شريفا بالكارثية، كما وقفت اللجنة على حسن وضعية كل من مسجد سيدي قموش.
وأوضحت نائبة رئيس لجنة الثقافة، راضية بلجدوي، في تدخلها أن اختيار هذا الملف بالتحديد وإدراجه ضمن الدورة الأولى للمجلس، سببه أن الرابطة التاريخية بين المدينة و العلامة "بن باديس" قد أصبحت شكلية، إذ أصبحت العلاقة مقتصرة على الاسم فقط و لم يعد لها أي أثر ثقافي أو اجتماعي أو ديني في أرض الواقع.
وأكدت المتحدثة، أن الهدف أيضا من هذا الملف الذي استغرق إعداده فترة طويلة نوعا ما ، هو حماية ما تبقى من ذاكرة الرجل بالنظر إلى وجود إمكانيات لإعادة الاعتبار لهذه المعالم مع إعطاء دفع كبير للواجهة الثقافية و السياحية بقسنطينة شريطة الاهتمام بمعالم الشيخ، مشيرة إلى أن الرجل ضحى بكل شيء من أجل مبدأ و فكر إصلاحي، "فكان لزاما أن تبقى هذه المعالم حاملة لهذا المشعل".
ووقفت اللجنة على تعرض معالم عبد الحميد بن باديس،إلى الإهمال، حيث قال رئيس لجنة الثقافة صهيب بن كماش، أن منزل العلامة على مستوى حي السيدة بالسويقة بالمدينة القديمة، قد وجد في حالة يرثى لها وتعرض لهشاشة كبيرة، بسبب التعرية، نظرا لبداية أشغال الترميم على مستواه و توقفها فجأة، كما تحدث عن ترميم لأحد المنازل بالخطأ من طرف السلطات ظنا منهم أنها ملك للعلامة، لكن تبين بعد ذلك أنهم قد أخطأوا لتتوقف الأشغال بعدها.
واقترح المجلس الشعبي الولائي، ترميم معالم عبد الحميد بن باديس وإعادة الاعتبار لها حتى تضفي حركية اقتصادية على المدينة، وذلك من خلال إدراج كل المعالم التي تم عرضها ضمن المسار السياحي "سيتي تور" بصفته فرصة مهمة للسائح الأجنبي و العربي لاكتشاف المعالم الدينية و الثقافية و التاريخية للعلامة، و اعتماد هذا المسار كجزء مهم ضمن مسارات سياحية عديدة، تستهدف عاصمة الشرق الجزائري.
وسينعكس هذا الإجراء، وفق لجنة الثقافة، على بعث الحركية السياحية والتجارية، كما أكدت على ضرورة ترميم المعالم المعنية من طرف خبراء في المجال حتى يستمر وجودها لفترة طويلة ولا تتضرر مرة أخرى، مع ضمان صيانتها بشكل جيد.
وذكر المجلس الولائي، بتوصيات رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، عشية الاحتفال بيوم العلم لعام الماضي، والتي أمر فيها بترميم جميع المساجد العتيقة في الجزائر و في مقدمتها الجامع الأخضر في قسنطينة، حيث اقترحت الهيئة المنتخبة، ترميم المباني القديمة مع فتح المجال فقط إلا للمختصين باعتبار أن غياب التخصص قد يقتل القيمة التاريخية للمبنى .
وتم أيضا رفع توصيات بصيانة المعلم بعد القيام بعملية ترميمه ضمانا للقيمة التاريخية للمبنى مع فرض ضريبة الرسم على الإقامة على الفنادق لصالح البلديات لتتمكن من توجيه مداخليها للحفاظ على المعالم السياحية و المواقع الطبيعية و التاريخية.
واستنادا إلى مختصين، فقد طالبت اللجنة، بحماية المعالم الأثرية القديمة من المياه التي تتسبب في هشاشة المباني الأثرية، مع اقتراح جملة من البرامج ذات البعد التاريخي و الثقافي و السياحي من طرف القطاعات الوصية محليا ووطنيا إحياء لروح العلامة ولفكره ما من شأنه أن ينعكس إيجابيا على المجال السياحي.
وأعلن المجلس الولائي، عن شروعه في التنسيق مع مؤسسة ميديا سمارت المختصة في الاتصالات الرقمية في إنشاء يكون تطبيق إلكتروني تحت اسم "درب بن باديس"، حيث من شأن هذا التطبيق أن يدل السياح على المعالم الدينية و الثقافية و السياحية للعلامة بن باديس دون الحاجة إلى مرشد.
وتزامنا و اقتراب يوم العلم اقترح، منجزو الملف أن تنفرد قسنطينة بترسيم شهر أفريل كشهر للعلم باعتبار أن يوما واحدا ،وفقهم، لا يعكس قيمة العلامة و فكره خاصة في مدينته ّ، مع الدعوة إلى بعث الفكر الإصلاحي للرجل من خلال إدراجه في المنظومة التربوية و اقتراح تسمية بلدية ابن باديس باسم العلامة لتصبح بلدية عبد الحميد بن باديس عوضا عن لقب العائلة فقط، وهذا على غرار بلديتي زيغود يوسف وديدوش مراد.
وورد في الملف، أن دراسة ومتابعة أشغال المباني المتفردة قد جمدتـ إذ تضم مشروعين لدراسة ومتابعة أشغال ترميم مطبعة بن باديس فضلا عن ترميم دار بن باديس، برخصة برنامج إجمالية تقدر 35.2 مليار سنتيم.
وذكر والي الولاية مسعود جاري، أن ملف معالم ابن باديس يعد ملفا مهما جدا بالنظر إلى المكانة العلمية والتاريخية للعلامة، حيث قال إن الإدارة نفضت الغبار عن ملف القطاع المحفوظ وعملت على رفع التجميد عن 8 عمليات لإعادة الاعتبار للمعالم التاريخية والسياحية بالمدينة القديمة.
وأوضح المتحدث، أن المبلغ الذي رفع عنه التجميد غير كاف لترميم كل المعالم التاريخية فقسنطينة، كما قال، تتوفر أيضا على آثار ومعالم رومانية وبيزنطية وعثمانية وعربية وكل ،مثلما أبرز، له مكانته الحضارية ودور الإدارة الاعتناء بها جميعا.
ولفت المتحدث، إلى أن الولاية وقبل الشروع في أي عملية ترميم بالمدينة القديمة، ستشرع في استشارة كل الأطراف، حتى تتمكن من تحديد الأماكن المعنية بالعملية وفقا للأولويات والإمكانيات.
لقمان قوادري