أوقفت قوات الشرطة بأمن دائرة علي منجلي بقسنطينة، مساء أمس الأول، عددا من الأشخاص المبحوث عنهم في قضايا إجرام، كما عثرت بحوزة آخرين على مخدرات ومهلوسات، فضلا عن أسلحة بيضاء وضبطت أشخاصا متلبسين باستغلال حظائر ركن غير شرعية، في مداهمات كبرى مست الأحياء الساخنة بكل الوحدات الجوارية.
ورافقت النصر، الوحدات الأمنية المشاركة في العملية التي مست مختلف الأحياء والأماكن المشبوهة بعلي منجلي، حيث تجمع أكثر من 128 عنصر أمن من مختلف الرتب مقابل مقر أمن الدائرة وسط حالة كبرى من الانضباط والتأهب، إذ شاركت في العملية قوات الشرطة الخاصة ووحدات الأمن الخارجي، وفرق الشرطة القضائية وقمع الإجرام وكذا البحث والتدخل، فضلا عن فرقة الأنياب بإسناد من غطاء أمني جوي بواسطة مروحية الأمن الوطني.
وتم وضع الخطة وتحديد مهام كل مجموعة من طرف عميد الشرطة رئيس أمن دائرة علي منجلي بالنيابة، عميد الشرطة جريو طارقة، حيث تم تقسيم الوحدات إلى ثلاث فرق كل واحدة أسندت لها مراقبة وتفتيش حيز مكاني محدد، كما طالب العميد بالتحلي باليقظة والاحترافية في التدخلات الميدانية مع التطبيق الصارم للقوانين في حق المخالفين.
هدوء حذر بالوحدة الجوارية 14
اتجهنا نحو الوحدة الجوارية 14 والتي كانت في السابق من أكبر بؤر الإجرام بعلي منجلي لكن وضعها تغير اليوم، وفق ما أكده لنا ضباط وأعوان الشرطة، إذ تراجعت معدلات الإجرام نتيجة المخطط الأمني المفروض منذ سنوات، فقد سمح بتوقيف عدد كبير من المجرمين وأصحاب السوابق العدلية، لكن وجب وفق ضباط الشرطة، التحلي بالحذر مع التركيز على العمل الاستبقائي الوقائي وكذا التحسيسي من مختلف الأطراف الفاعلة كالأسرة والمسجد والجمعيات الرياضية.
وما يلاحظ بالوحدة الجوارية 14 هو الأكواخ الفوضوية التي تستغل للنشاط التجاري، وعدد من السيارات القديمة المهترئة والتي قد تشكل تهديدا أمنيا لاحتمال استغلالها في بيع المهلوسات. وأجريت الكثير من عمليات تفتيش الأشخاص والمركبات مع نصب حاجز أمني فجائي وتوقيف العشرات من السيارات، حيث تم مراقبة بطاقات الأشخاص لاسيما الفتيات منهن اللائي كن مرافقات لشباب على متن سيارات أخضعت لتفتيش دقيق جدا من أعوان الشرطة أو فرقة الأنياب، حيث قال ضباط شرطة لنا، إن الهدف من هذا الإجراء هو منع استغلال القصر والمراهقات في ممارسات مشبوهة.
ولم تعثر الشرطة على أي ممنوعات كما لم ترصد أي مخالفة للقوانين لنغير اتجاهنا نحو الوحدة الجوارية 16 التي يقطنها ما يقارب 20 ألف نسمة، إذ تعد من بين أكبر الوحدات كما تقع بمكان بعيد وتوجد خلفها غابة صغيرة يتخذها ذوو الميولات الإجرامية كمأوى لهم، وتم تقسيم الفرقة التي يترأسها عميد الشرطة عواطي مراد، إلى اثنين للتمكن من تطويق المكان وفقا لنظام الكماشة الذي يمنح للمشبوهين هامشا ضعيفا للمناورة.
شباب يلجأون إلى أماكن مشبوهة لانعدام المرافق
بسرعة كبيرة تم تطويق المكان إذ وُجد الكثير من الشباب الجالسين بالتجمع السكني الثالث محاصرين بين سيارات وعناصر الشرطة، وتم تفتيش العديد منهم دون العثور على شيء قد يترتب عنه توقيف أو متابعة قضائية. لكن ما لفت انتباهنا هو وجود عدد كبير من الأطفال والشباب الذين يتخذون من نقاط مشبوهة أماكن للعب، حيث قال لنا أولياء إن انعدام المرافق وفضاءات الجلوس أو اللعب، جعل من تلك النقاط متنفسا لهم لكن عناصر الشرطة طلبوا منهم المكوث داخل الأحياء بدل جلب الشبهات لأنفسهم.
ونصبت الفرقة حاجزا فجائيا عند محور الدوران تم على إثره مراقبة العشرات من المركبات بينما كان ضباط الشرطة الآخرون يستمعون إلى التوجهات وحصيلة التدخلات من الفرق الأخرى عبر جهاز الراديو.
ضبط شاب متلبس باستغلال حظيرة
واتجهت الفرقة إلى محيط المركز التجاري رتاج مول بالوحدة الجوارية 2، إذ ونحن في الطريق إلى المكان توقف فجأة العميد عواطي مراد، الذي كان راكبا في سيارة في المقدمة، حيث ضبط شابا لا يتجاوز سنه العشرين وهو يأخذ إتاوة من صاحب مركبة ركن سيارته بمحيط المركز.
وخاطب العميد ذلك الشاب قائلا «هل تملك رخصة بممارسة هذا النشاط؟» فرد الموقوف بلا، ليسأل العميد صاحب السيارة عن المبلغ الذي أخذ منه، ثم يخاطب الشاب «هل تعرف بأن 50 دينارا التي أخذتها قد تدخلك إلى السجن لعامين»، فبهت ذلك الشاب الذي بدا غير عارف بعاقبة فعله، حيث قيّد ثم أرسل إلى مركز الشرطة لاستكمال إجراءات التحقيق والمتابعة.
سيارة إسعاف مشبوهة
وبالوحدة الجوارية 2 توجهت قوات الأمن إلى محل «شيشة» أين تم تفتيش المكان باستعمال الكلب المدرب ولم يتم العثور على شيء، لكن فطنة أحد عناصر الشرطة بمحيط المكان مكنته من ملاحظة اضطراب في سلوك أحد الشباب إذ تم توقيفه وتفتيشه بعد أن رمى شيئا، ليتم تفتيش محيط وقوفه والعثور على مخدرات صلبة من نوع إكستازي، سيكشف التحقيق إذا كانت معدة للاستهلاك أو الترويج.
وظل الكلب المدرب يحوم حول سيارة إسعاف قديمة مركونة بالمكان، لتبحث الشرطة عن صاحبها، دون أن يجدوا له أثرا كما أخبرهم سكان الحي أنها مركونة منذ أكثر من عام، لنغادر المكان على أن تأتي فرقة أخرى لفتح المركبة ومعرفة ما يوجد بداخلها، إذ رجحت الشرطة أنها قد تحولت إلى مخبأ للمهلوسات أو المخدرات.
مسبح مهجور يتحول إلى بؤرة إجرام
وبالوحدة الجوارية 8 بالحي المعروف باسم نيويورك، التقى عدد كبير من عناصر الأمن من مختلف الوحدات العملياتية، وما إن شاهد شخص الشرطى، حتى ولى مدبرا باتجاه عمارة كان جالسا أمام بابها ليلحقه الشرطي بسرعة إلى الطابق الخامس، أين وجده يلهث من شدة التعب وسرعان ما سلم نفسه بعد أن رمى المخدرات.
وبعد نزول الشرطي رفقة الموقوف تم العثور على كمية من الكيف المعالج المعدة للترويج، حيث قال لنا الشرطي إن هذا الشخص مسبوق قضائيا في قضايا مماثلة فيما كان يحوم بمحيط مكان المداهمة مشبوهون أخبرنا عناصر الأمن بأنهم مخبرون لصالح مروجي الملهوسات وأفراد العصابات إذ كانوا يراقبون تحركات الشرطة أينما حلوا أو ذهبوا.
بداخل المسبح المهجور الذي فشلت الكثير من محاولة إعادة تأهيله وإسناده إلى الخواص، سرعان ما عثر أحد عناصر الشرطة على أقراص مهلوسة كانت مخبأة وسط الحشائش، وأخبرنا سكان أن شتى الممارسات اللاأخلاقية تمارس بالمكان، كما يتم إخفاء المسروقات بغرف تغيير الملابس المخربة، ويتحول المرفق إلى حلبة شجار بين المنحرفين كلما سجل خلاف بين العصابات التي تخفي الأسلحة البيضاء بها، ما اضطر سكان العمارة المحاذية إلى بيع شققهم. و طالب سكان من مصالح الأمن بضرورة غلق أو إزالة المسبح نهائيا إذ يشكل خطرا على الأطفال والمراهقين ناهيك عن أخطار السقوط والحوادث التي تسجل بين حين وآخر. انتهى التدخل بنيويورك وغادرنا راجلين باتجاه الأمن الحضري الثالث لنركب سيارات الشرطة باتجاه الوحدة الجوارية 20، أين سرعان ما ضبطت الشرطة لدى أحد الأشخاص الذي كان بداخل محل تحت أحد العمارات، وبحوزته سكينين، قاطع ورق، ساطور، سوط ومقلاع، ليحول مباشرة إلى قسم الشرطة وتنتهي المداهمات بعد أكثر من 3 ساعات من التفتيش والمراقبة والبحث عن المجرمين.
رئيس خلية الاتصال بأمن الولاية
العملية أسفرت عن نتيجة إيجابية
وذكر المكلف بالإعلام بمديرية الأمن الولائي، الملازم الأول بن خليفة بلال في تصريح لوسائل الإعلام، أن العملية أسفرت عن حصيلة إيجابية ومكنت من مراقبة 183 شخصا و 79 مركبة وتحويل 6 أشخاص للتأكد من هويتهم.
كما تم توقيف شخص مبحوث عنه لدى الأمن الحضري الرابع لاتهامه في قضية ضرب وجرح عمدي بالسلاح الأبيض مع توقيف شخص بحوزته أسلحة بيضاء وآخر يستغل حظيرة غير شرعية، كما تم ضبط مبحوث عنه من قبل الأمن الحضري الخامس فضلا عن مبحوث عنهما قضائيا من قبل عناصر الأمن الحضري الثالث، كونهما محل صورة حكم نهائي للحبس.
ل.ق