أغلق العشرات من الحرفيين المستفيدين على مستوى المركز التجاري بحي الدقسي بقسنطينة محلاتهم بسبب الركود وانعدام المردودية، في مقابل قلة منهم مازالوا يواصلون العمل رغم الحركية الضعيفة، في حين تعتزم غرفة الحرف والصناعات التقليدية تنظيم معارض في المكان من أجل إحيائه وجلب المواطنين إليه.
ولم تتغير وضعية المركز التجاري بحي عبد السلام دقسي إلى اليوم، بعد أكثر من ثلاث سنوات من تحويل استغلاله من مصالح الولاية إلى غرفة الصناعات التقليدية والحرف، ومنح محلاته إلى الحرفيين من أجل ممارسة نشاطاتهم به، حيث كان يرتقب أن يتحول إلى «سويقة للصناعات التقليدية» لتكون موقعا يجتمع فيه الحرفيون الممارسون لنشاطات تقليدية في إطار تشجيع السياحة.
وعلى الرغم من النشاط التجاري الذي يعرفه حي الدقسي، إلا أن وقوع السوق في زاوية تقل فيها حركة المارة نسبيا جعل العشرات من المستفيدين من كراء المحلات به يعزفون عن فتحها بسبب الركود وانعدام المردودية، بينما ينشط آخرون بشكل متذبذب أو يستغلون المحلات لوضع سلعهم.
وأكد لنا رئيس غرفة الصناعات التقليدية والحرف لولاية قسنطينة، إبراهيم صراوي، أن عدد الحرفيين الموجودين على مستوى المركز يقدر بحوالي السبعين، لكن عدد النشطين منهم فعليا لا يتجاوز 25 حرفيا في العديد من المجالات، على غرار النحاس والحلاقة النسائية وصناعة الحلويات التقليدية والمجوهرات، لكن أغلبهم يدفعون الكراء للغرفة دون أن يفتحوا المحلات، ووجدوا أنفسهم مضطرين للعمل في أماكن أخرى.
ونبه محدثنا أن الحرفيين طرحوا مشكلة نقص الحركية، واعتبروا «أنه من غير المعقول أن يستمروا بالعمل يوميا في المكان دون وجود زبائن يتجولون داخل السوق»، في حين نبه أن الغرفة تعتزم تنظيم معارض تجارية في المركز خلال الأشهر القادمة من أجل تعريف المواطنين بوجوده واستقطابهم إليه، فضلا عن ضمان بعض الحركية التجارية لفائدة أصحاب المحلات خلال فترة تنظيم المعارض.
وذكر لنا أحد الحرفيين أنه قام بفتح محله من قبل لكنه عاد إلى غلقه بعدما لم يلمس مردودية منه، خصوصا وأنه مطالب بتوظيف عامل معه ودفع أجرته، وهو ما لا يمكن توفيره بحسبه، في ظل عزوف المواطنين عن المكان، معتبرا أن الغلق سيساهم في استمرار الوضع على الحالة
المذكورة.
سامي.ح