يعكف المخبر الكهروتقني بجامعة الإخوة منتوري بقسنطينة على دراسة عينات من خام حديد منجم «غار جبيلات»، حيث يسعى إلى تطوير منهج صناعي يقوم بعملية تنقيتها استنادا إلى مبادئ العزل المغناطيسي.
وأفاد الأستاذ الربيع محسني من كلية علوم المهندس بجامعة الإخوة منتوري، وعضو المخبر الكهروتقني وخلية البحث المتخصصة في مجال الحث المغناطيسي وتطبيقاته الصناعية، أن المخبر يرافق أطروحتي دكتوراه في الوقت الحالي، إحداهما في طور الإنهاء والأخرى في العام الثاني، حيث تندرجان ضمن مشروع حول معالجة مناجم بتنقية خام الحديد، وتعمل على فصل الفوسفور عن خام الحديد في عينات من منجم «غار جبيلات» بتندوف، بعد أن تم الحصول عليها من مركز البحث في التكنولوجيات الصناعية. وأضاف محدثنا أن العمل على تعريف العينات قد انطلق، فيما تستهدف الدراسة تطوير منهج صناعي قادر على الاشتغال بشكل مستمر في ظروف مختلفة، كما يضمن استمرارية عملية التنقية.
ونبه محدثنا أن المشروع يأتي في إطار توسيع النماذج التي طورها المخبر من قبل مع أخذ خصوصية العينات بعين الاعتبار، أين شرح لنا أن خلية البحث الثالثة المتخصصة في دراسة المجال المغناطيسي في المخبر الكهروتقني قد قامت بتجربة على مستوى مصنع الحميميم للجرارات، أين تم اكتشاف إفراز فضلات صناعية، تتمثل في جزيئات بالغة الدقة ذات تأثير سلبي، لأنها يمكن أن تختلط بالهواء فيتنفسها العاملون في محيط المصنع، فضلا عن أن هذه الجزيئات تتسرب إلى مياه التبريد التي تكون تحت الضغط، ويمكن أن تنتقل إلى مفاصل التجهيزات وتؤدي إلى تشويه الواجهة الحساسة، ليفضي ذلك إلى توقف الأجهزة الصناعية مثل مولدات الكهرباء أو المحركات.
وأضاف البروفيسور محسني أن الخلية قد اقترحت حلّا لتطهير مسار التبريد من خلال تطوير جهاز لسحب الجزيئات، أين يعمل بالمجال الكهرومغناطيسي، وقد أثمر بتقديم نموذج قابلٍ للتطوير في إطار أطروحة دكتوراه نوقشت قبل بضع سنوات، في حين نوقشت أطروحة دكتوراه ثانية قبل ثلاث سنوات على مستوى المخبر تمّ فيها توسيع مبدأ سابقتها إلى تنقية جميع أنواع الشّوائب الناتجة عن الصناعة؛ أي معالجة النفايات المعدنية الصلبة، سواء تعلق الأمر بالنحاس أو الحديد أو غيرهما. وقد قدمت الدراسة الثانية نموذجا يعرف باسم «طبل العزل المغناطيسي»، أين صمم كنموذج مختبري، لكن الأستاذ محسني نبه إلى أنه طبق بمقاييس المختبر المكيفة مع عناصر ذات حجم مصغر، رغم تأكيده على إمكانية بناء نموذج صناعي يضمن عملية التنقية ومعالجة النفايات.
وعاد محدثنا إلى الدراسة التي تجرى على عينات منجم «غار جبيلات»، أين أكد أنها تسعى إلى إنشاء أداة عزل صناعية قادرة على أداء المهمة، فضلا عن قابليتها للتطبيق في أي منجم، أي أن فريق البحث في المختبر يقوم بتطوير المبدأ، بينما تكمن مهمتهم في التحكم في الظاهرة المغناطيسية وفي منهجية الدراسة، على غرار النماذج الرياضية التي يمكن من خلالها التوصل إلى نتائج.
وجاء تصريح الأستاذ محسني للنصر خلال فعاليات الطبعة السابعة من الملتقى الوطني السابع حول الحث المغناطيسي المنظم عن بُعد بجامعة الإخوة منتوري، حيث أكد لنا أنه ينطوي على مشاركة أكثر من ثلاثين باحثا من جامعات وطنية مختلفة، فضلا عن مشاركة باحثين من عدة دول من الخارج، كما سيتواصل إلى اليوم.
سامي.ح
