كشفت الأرقام التي عرضتها محافظة الغابات لولاية قسنطينة أمس، أن عملية إعادة تأهيل المساحات الغابية المتضررة من الحرائق قد أثمرت بزرع أكثر من 36 ألف شجيرة موزعة على أكثر من خمسين هكتارا إلى غاية الآن، في حين حذر مختص من جامعة الإخوة منتوري من خطورة الوضعيّة التي تشهدها حظيرة جبل الوحش وظهرت في انقراض نباتات وأشجار.
وأقامت محافظة الغابات لولاية قسنطينة جناحا ضمن المعرض المنظم في دار البيئة ضمن تظاهرة الاحتفال باليوم العالمي للبيئة، حيث عرضت فيه حصيلة لنشاطاتها؛ جاء فيها أنّ برنامج إعادة تأهيل المِساحات المتضرّرة من حرائق الغابات قد بلغ نسبة 54 بالمئة، حيث يرتقب أن تشمل زرعَ أكثر من 77 ألف شُجيرة عبر مساحة تفوق 92 هكتارا، موزّعة في خمس بلديات، في حين وصلت في الوقت الحالي إلى أكثر من 50 هكتارا، وشملت غرس أكثر من 36 ألف شُجيرة. وقد سجلت المحافظة في حصيلة أخرى، عرضت فيها حصيلة الحرائق للعشر سنوات الأخيرة، أن المساحة المحترقة قد بلغت مستوى عال عام 2021، حيث وصلت إلى أكثر من 734 هكتارا، ولم تسجل هذا المستوى إلا في عام 2012 عندما تجاوزت المساحات المحترقة 796 هكتارا، أي أنها الأكبر في ظرف تسع سنوات.
وجاء في الحصيلة أيضا أنّ إجمالي المساحات المُحترقة خلال السنوات العشر الأخيرة عبر ولاية قسنطينة قد تجاوز 3452 هكتارا، فيما تعود أسباب اندلاعها إلى وجود المفرغات الفوضوية بالقرب من الغابات على غرار ما يسجل في بكيرة والجباس ومسعود بوجريو، بالإضافة إلى نقص إمكانيات التدخل المادية والبشرية وحرق بقايا المحاصيل الزراعية داخل الغابات وبجوارها خاصة في وقت الحرارة الشديدة.
وبلغ إجمالي عمليات التشجير عبر ولاية قسنطينة غرس حوالي 148 ألف شجيرة، من بينها أكثر من 36 ألف شُجيرة غرستها الجمعيات وأكثر من 11 ألف شجيرة أخرى غرسها المتطوعون.
واشتملت التّظاهرة على مداخلات، حيث قدّم فيها الأستاذ بلقاسم بن بوزيد باسم جمعية حماية الطبيعة والبيئة لولاية قسنطينة، مداخلةً شرح فيها أهمية الحفاظ على البيئة ومجموعة المفاهيم المتعلقة بها، في حين تلَاه على المنصة الأستاذ كمال الدين بازري من قسم البيولوجيا والعلوم الطبيعية بجامعة الإخوة منتوري بقسنطينة، حيث دقّ ناقوس الخطر بخصوص الحظيرة الطبيعية جبل الوحش، وعرض صورا عن تدهور وضعيتها، بحسب الزيارة التي أجراها مع الطلبة إلى الموقع شهر ماي الماضي.
ودعا المتحدث السلطات إلى ضرورة التدخل من أجل حماية الحظيرة من المخاطر التي تهددها، حيث ذكر أن الكثير من النباتات قد اختفت منها، على غرار السرخس الذي يعتبر وجوده مؤشرا على نقاء المحيط.
وأضاف نفس المصدر أن أشجار الصفصاف الباكي التي تنمو على حواف البرك المائية قد اختفت هي الأخرى من الحظيرة، نتيجة جفاف الحواجز المائية الموجودة فيها، مشددا على ضرورة صيانتها لأنها تؤدي دورا جوهريا في إعادة بعث المحيط البيئي بالموقع. من جهة أخرى، قال المتدخل إن كثيرا من الأشجار الموجودة في الحظيرة تعاني من الشيخوخة، كما أوضح أن الكثير منها في وضعية سيئة أدت إلى إفقادها مناعتها وجعلتها فريسة سهلة للطفيليات. وقدم المتدخل في الأخير مجموعة من التوصيات الواجب اتخاذها من أجل تدارك الوضع في الحظيرة، على غرار التعاون بين الجامعات والسلطات المحلية وتهيئة الحواجز المائية وتحسيس المواطنين.
سامي .ح