مازالت أسعار الأضاحي مرتفعة جدا على بعد يومين من عيد الأضحى، وهو ما انعكس سلبا على مستوى الإقبال الذي ما يزال ضعيفا ، ما دفع بالعديد من المربين إلى بيع مواشيهم بالتقسيط، إذ لم يستطع الكثير من المواطنين شراء الأضحية بسبب الغلاء، فيما أكد لنا مربي وجود مبالغة في الأسعار والسبب فئة الوسطاء.
و وقفت النصر، مساء أمس الأول ويوم أمس، على إقبال ضعيف على نقاط البيع بالأضاحي، إذ سجلنا وجود عدد قليل جدا من المواطنين على مستوى منطقتي بلحرش وبلخوان طريق عين الباي، خلافا للسنوات السابقة أين كان يعج المحور بالحركية. وذكر لنا مربي، أن أسعار الكباش التي يعرضها تتراوح ما بين 6 إلى 10 ملايين سنتيم، مشيرا إلى أن غالبية المعروضة بستة ملايين قد تم بيعها لانخفاض ثمنها كما أن عدد الرؤوس قليل، مؤكدا أن الإقبال ضعيف جدا هذا العام بسبب ارتفاع الأسعار، مشيرا إلى أنه وفي العام الماضي انتهى من عملية البيع قبل 8 أيام من عيد الأضحى. و وجدنا أحد الموالين، على مستوى إحدى قرى عين سمارة، وهو يعرض العشرات من الرؤوس، بأثمان تتراوح ما بين 5.5 و 9 ملايين سنتيم، مؤكدا أن هامش ربحه لا يغطي حتى تكاليف تعبه وإنما يبيعها بهذا الثمن تفاديا، مثلما قال، للخسارة فقط، كما ذكر أن الإقبال ضعيف جدا وهو ما دفع به إلى فتح البيع بالتقسيط على دفعتين لزبائنه، الذين تربطه علاقة ثقة معهم كون غالبيتهم، حسبه، لا تستطيع تسديد ثمنها دفعة واحدة.
وغير بعيد عن علي منجلي باتجاه قطار العيش، وجدنا عددا من الأشخاص وهم يعرضون عددا من الروؤس، إذ كان كل واحد منهم يعرض ما بين 15 إلى 20 رأسا على الأكثر، وذلك بأثمان تتراوح ما بين 6 إلى 7.5 مليون سنتيم، لكنها كانت أقل حجما و وزنا من التي وجدناها لدى الموالين، إذ ذكر أحدهم أنه وفي كل عام يجلب عددا من الروؤس من بلدية مسعد بالجلفة ثم يبيعها هنا، قبل أن يؤكد بأن ثمنها لدى الموالين مرتفع جدا، كما أنهم لم يعرضوا عددا كبيرا مثل العام الماضي، إذ لم يتمكن سوى من جلب 50 رأسا وهو نفس ما حدث مع أصدقائه. وتنقلنا، إلى أحد المربين الذي يعرض مواشيه على مستوى اسطبل بالقرب من صالح دراجي، حيث قال إنه باع كل الرؤوس التي عرضها وعددها يزيد عن 70، نصفها أو أكثر عن طريق التقسيط على دفعتين أو ثلاث دفعات، وقال إن علاقته بزبائنه تمتد إلى عقود و وجب أن يقدم لهم يد العون في هذا الظرف، لاسيما أنهم لم يستطيعوا تحمل تكاليف شراء خروف بستة أو سبعة ملايين سنتيم دفعة واحدة.
و وصف أمس، مربي معروف على مستوى الكيلومتر السابع بقسنطينة، الارتفاع المسجل في أسعار الأضاحي بالطفيف، وذلك راجع، مثلما قال، لغلاء أسعار الأعلاف سواء على المستوى الوطني أو العالمي، مقدرا نسبة الزيادات بما بين 8 إلى 12 بالمئة أي 8 آلاف دينار و مليون سنتيم. وأكد المتحدث، أن غلاء الأعلاف لا يعكس الأسعار المتداولة حاليا، فهي مبالغ فيها بشكل كبير، مشيرا إلى أن بعض «الدخلاء» على المهنة استغلوا موسم العيد واتخذوه كفرصة للربح على حساب المواطنين، مؤكدا أنه يعرضها بأسعار تتراوح بين 3.8 إلى 10 ملايين، وهو ما يلبي، بحسبه، احتياجات مختلف الطبقات الاجتماعية.
وأكد محدثنا، أن الإقبال ضعيف جدا من طرف المواطنين خاصة من ذوي الدخل الضعيف، حيث قال إن الإشاعات والضجة الإعلامية التي تتحدث عن غلاء الأسعار، دفعت بهم إلى تأخير اقتناء أضحية العيد مبكرا والتنقل في اليومين الأخيرين،لعلها، كما ذكر، تعرف تراجعا، قبل أن يؤكد أن منحى الأسعار ثابت إذ لم تشهد أي زيادة أو نقصان إلى الآن.
لقمان/ق
