نُظمت أمس، في المقاطعة الإدارية علي منجلي بقسنطينة، حملة للكشف عن التهاب الكبد الفيروسي «ج» وسط إقبال كبير من طرف المواطنين، وذلك بإشراف أطباء من المستشفى الجامعي الذي استقبل 40 حالة في ظرف 3 أشهر.
وعرفت الحملة التحسيسية التي نُظمت بساحة المركز التجاري« رتاج مول»، إقبالا كبيرا من طرف المواطنين وخاصة كبار السن الذين شكّلوا طوابير طويلة لمعرفة النتائج التي لا تتجاوز مدة ظهورها 10 دقائق لتبين سلامة أو إصابة الشخص.
وأكد أخصائي أمراض الجهاز الهضمي والكبد والتنظير، البروفيسور بومنجل مصطفي، على هامش العملية، أنها تأتي لتوعية المواطنين بخطورة هذا المرض الصامت، وطريقة انتقاله، وكيفية الوقاية منه وتشخيصه.
وأضاف المتحدث، أن من كشفت النتائج إصابته بهذا المرض الفيروسي، سيتم تحديد موعد له بالمصلحة على مستوى المستشفى الجامعي لإعادة إجراء تحليل آخر يؤكد إصابته، ثم التكفل به وإعطائه الدواء الذي أصبح متوفرا على عكس السنوات السابقة.
وتنتقل عدوى فيروس التهاب الكبد عن طريق الدم، وتحدث نتيجة عمليات نقل الدم دون فحص، وتعاطي المخدرات بالحقن والوشم، كما قد تحدث مثلما يضيف البروفيسور، بسبب الحجامة وعند الحلاق أو طبيب الأسنان في حال عدم استعمال أجهزة معقمة، وقد تنتقل إلى الجنين عن طريق الحامل المصابة.
وأكد البروفيسور بومنجل، أنه يتم تشخَّيص حالات قليلة من الأشخاص عندما تكون إصابتهم بالعدوى حديثة، لأنها عادة ما لا تكون مصحوبةً بأعراض، وإن ظهرت فتتمثل في اصفرار الوجه والإرهاق، ويمكن أن يتطور الأمر إلى تليف كبدي يصاحبه انتفاخ في البطن، وإخراج الدم من الفم أو إلى سرطان الكبد، بما يبرز أهمية التشخيص المبكر.
ويستهدف التشخيص حسب المختص، المتبرعين بالدم والمقبلين على العمليات الجراحية، ويتم خلال تحاليل ما قبل الزواج، إلا أن هذا غير كاف، كما قال، ما يستوجب إيجاد سبل أخرى للتشخيص وتوعية المواطنين بخطورة هذا المرض عبر الحملات التحسيسة.
وعالج المستشفى الجامعي ابن باديس، بحسب المصدر ذاته، 40 مصابا بالتهاب الكبد «ج» خلال الثلاثي الأول من سنة 2022، مضيفا أنه وخلال سنة 2019 عولجت 80 حالة، وهو انخفاض يرجعه إلى انتشار الجائحة التي جعلت المواطنين يخشون الذهاب إلى المستشفى وإجراء التحاليل خوفا من انتقال عدوى كوفيد 19 إليهم.
وذكر ممثل الجمعية الوطنية لالتهاب الفيروس الكبدي بولاية قسنطينة، مهدي حافظ، أن المرضى يعانون من تعطل جهاز يقيس درجة تليف الكبد، ما يضطرهم إلى الذهاب للعيادات الخاصة للحصول على الكشف مقابل 5 آلاف دينار.
لينة دلول
