قالت مديرية الأشغال العمومية بقسنطينة، إنها وقفت على «أشغال غير مطابقة» في ورشة ملحق الجسر العملاق نحو الطريق السيار شرق غرب، من طرف المؤسسة البرازيلية «أندراد غيتيراز»، وهو ما اضطر مؤسسة كوسيدار المكلفة بالإنجاز إلى إعادة الدراسة الجيوتقنية التي تمت بعشوائية، فيما تسببت الاختلالات المسجلة في تعثر استلام المقطع، الذي كان من المفروض أن يسلم مطلع العام الجاري، في حين يتم العمل على وقف الانزلاقات بطريق الشالي، منعا لامتدادها إلى العمود الكبير لأكبر منشأة فنية بقسنطينة.
و وقفت النصر، على تعثر أشغال ملحق الجسر العملاق «صالح باي»، حيث تتوقف تارة ثم تنطلق مرة أخرى بصفة محتشمة رغم أن مؤسسة كوسيدار انطلقت في الأشغال قبل أزيد من عام وذلك شهر مارس من سنة 2021، فقد كان من المفروض أن تسلمه في بداية السنة أو منتصفها على أقصى تقدير، غير أن نسبة الإنجاز لم تتعد 20 بالمئة وفق ما تحصلنا عليه من معلومات من الورشة.
ورغم تسخير إمكانيات معتبرة للتكفل بهذه النقطة السوداء والتي تعرف تأخرا في الإنجاز يزيد عن 6 سنوات، إلا أن واجهة المشروع لم تتغير إذ ما تزال التسربات المائية مسجلة فضلا عن بقاء الكتلة الضخمة من الأتربة على حالها، في حين لاحظنا أمس الأول، أن الأشغال تسير بوتيرة محتشمة و وقفنا على عدد قليل جدا من الآليات وكذا العمال.
وتعمل مؤسسة كوسيدار على تقوية حائط الدعم الرئيسي، الذي يحمي خزانات المياه التي تمون الجهة الشمالية للمدينة والأرضية المحيطة بها من الانزلاقات، حيث أن المساحة المحيطة بالجدار تبدو هشة بسبب تفريغ كميات ضخمة من المياه خلال عمليات إصلاح الخزانات، في حين ستكون المرحلة الثانية إزالة الأتربة والردوم المتراكمة على ارتفاع يتراوح بين 5 إلى 10 أمتار إلى غاية الوصول إلى الجسم الصلب من الأرضية، ومن ثمة وضع أعمدة الدعم لتثبيت المنشأة، مع إنجاز نظام لتصريف المياه قبل أن تتم في المرحلة الأخيرة تسوية الطريق وتهيئتها ثم تعبيدها إلى غاية النفق الواقع تحت محور الدوران بالزيادية.
وأوضح المدير الولائي للأشغال العمومية، سي بلخير خالد بن الوليد، في تصريح للنصر، أن الأشغال جارية بالموقع ولم تتوقف، غير أن مؤسسة كوسيدار حينما تحصلت على صفقة المشروع، كانت ستعتمد على الدراسة المنجزة من طرف شركة «أندراد غيتيراز» البرازيلية ومكتب الدارسات السابق ، لكنها لم تستطع استغلالها والاعتماد عليها في عملية الإنجاز.
وأكد المتحدث، أن الشركة السابقة أنجزت الدارسات الجيوتقنية بمفردها ودون استشارة أي طرف، وتم إعداد دراسة بمنطقة معينة وتعميمها على مختلف النقاط رغم أن طبيعة أرضيات قسنطينة تختلف من مكان لآخر بحسب خصوصيتها الجيوتنقية، قائلا إن «كل ما انطلق بشكل خاطئ فهو غير صالح» .
وتابع المسؤول، أن كوسيدار انطلقت مؤخرا في الدراسة، وتم اعتمادها على مستوى المقاطع الأولى ويتعلق الأمر بحائط الدعم mln5، مشيرا إلى أنه تم الوقوف على أشغال منجزة من طرف الشركة البرازيلية غير مطابقة ويشوبها غش، والتي ستتم إعادتها كاملة.
وفي ما يخص أشغال وقف الانزلاقات المسجلة على مستوى الطريق الغابي، فقد ذكر مدير الأشغال العمومية أنه لم يتم بعد الانطلاق في العملية، كما أشار إلى أن الانزلاق المسجل على مستوى الملحق الرابط بين الجسر وطريق الشالي قبل مفترق الطرق، صعب جدا، إذ تمت أيضا على مستواه، إعادة الدراسات الجيوتنقية من أجل وضع حلول لحماية المكان، حيث سيتم العمل على وقف المشكلة قبل أن تصل إلى العمود الكبير للجسر العملاق.
وتجدر الإشارة، إلى أن وزارة الأشغال العمومية قد فسخت، قبل عامين، صفقة ملاحق الجسر العملاق بقسنطينة مع الشركة البرازيلية «أندراد غيتيراز» بسبب عدم وفائها بالتزاماتها التعاقدية، حيث أسندت بالتراضي البسيط صفقة إنجاز الملحق الرابط بالطريق السيار فضلا عن أشغال الدعم، إلى المؤسسة العمومية كوسيدار بعد سنوات من توقف الورشة، في حين ستتكفل ذات الشركة بعملية تقوية و وقف الانزلاقات المسجلة بمقطع طريق الشالي.
لقمان/ق
