مولت الوكالة الوطنية للقرض المصغر على مستوى ولاية قسنطينة، في العامين الأخيرين، إنشاء أزيد من 200 مؤسسة مصغرة في مختلف التخصصات بمبلغ 100 مليون سنتيم، كما قدمت أزيد من 500 سلفة بقيمة 10 ملايين سنتيم، لاقتناء مواد أولية في مختلف الحرف، في حين استرجعت ما يزيد عن 80 بالمئة من قيمة القروض.
وأفاد المدير الولائي للوكالة الوطنية للقرض المصغر «أنجام» بقسنطينة، سامي هباش، في تصريح للنصر، أن دور الوكالة لا يقتصر على التمويل فقط بل يتعداه إلى تنظيم دورات تكوينية في كيفية تسيير المؤسسات المصغرة، وهو ما يعد من بين صميم مهامها وذلك، مثلما قال، من أجل تمكين الراغبين في إنشاء المؤسسات من بلورة أفكارهم وتجسيدها ميدانيا، فضلا عن التعريف بالمنتجات وتسويقها.
وذكر مدير الوكالة، أنه ومنذ إنشاء القرض المصغر على مستوى الولاية سنة 2004، تم تمويل ما يزيد عن 1400 مؤسسة، في حين تم في السنتين الأخيرتين تمويل 200 شخص استفادوا من غلاف مالي يقدر بـ 100 مليون سنتيم، لإنشاء مؤسسات مصغرة فضلا عن تقديم أزيد من 500 سلفة لشراء مواد أولية، إذ يتم منح 10 ملايين سنتيم لاسيما لفئة الماكثات في البيت.
و وفق المتحدث، فإن قطاعات التمويل متشعبة ومتعددة، حيث تشمل الخدمات التي تضم العديد من النشاطات من بينها المياه والنجارة والحدادة الفنية وغيرها من التخصصات، التي تمنحها مديرية التكوين المهني أو مديرية الصناعات التقليدية، ولفت المتحدث إلى أن قطاع الصناعات التقليدية، يعد حساسا جدا وذلك بالنظر إلى خصوصية ولاية قسنطينة التاريخية والثقافية والسياحية، ولهذا فإن الحرفيين في هذا المجال قد تحصلوا على حصة الأسد من التمويل، تليها القطاعات جد مصغرة على غرار الحلويات التقليدية والعجائن والخياطة وغيرها، كما يتم تمويل النشاطات الفلاحية المصغرة .
ومن بين أكثر الفئات، التي تستفيد من التمويل، هي المرأة الماكثة في البيت، إذ أن الوكالة وفق محدثنا، تمول بعض الأنشطة دون شرط كراء محل، وتستطيع كل ماكثة أن تمارس نشاطها من البيت بشكل عادي ثم تسوق منتجها عبر مختلف الوسائط الاجتماعية والتطبيقات، مشيرا إلى أن 60 بالمئة من المستفيدين من «أنجام» من هذه الفئة. وقال مدير الوكالة، إن التمويل يشمل الفئة العمرية من 18 إلى 65 سنة، وحتى المسنين، كما تعد فئة الشباب التي يتراوح أعمارهم بين 18 و 35 سنة هي الأكثر استفادة، وأكد هباش أن الوكالة تتابع مدى تجسيد المشاريع المصغرة عن طريق الخلايا الجوارية التي تضمن المتابعة الدورية. وذكر المتحدث أنه تم تحصيل 80 بالمئة من نسبة القروض الممنوحة، وقال إن العملية تسير بشكل عادي، أما بالنسبة للمؤسسات التي تجد صعوبة في تسديد ديونها، فتستفيد من مرافقة خاصة من خلال إعادة جدولة الديون وإعادة هيكلة المؤسسات المصغرة ودعمها عن طريق تسويق المنتجات. وأكد السيد هابش، أن تجربة القرض المصغر ناجحة بالنظر لتواجد العديد من المؤسسات الممولة في الميدان، مشيرا إلى أن العديد منها ناجحة، وأصبح أصحابها، مثلما قال، مكوِّنين لراغبين في إنشاء مؤسسات مصغرة واندمجوا بشكل تام في الحياة الاقتصادية.
لقمان/ق