تعطل جهاز العلاج بالأشعة على مستوى مصلحة الطب النووي لمركز مكافحة السرطان بالمستشفى الجامعي بقسنطينة، منذ نحو أسبوع، وهذا بعد أيام قليلة من تصليحه، ما تسبب في توقف علاج مرضى من مختلف الولايات، كانوا ينتظرون بفارغ الصبر مواعيدهم، فيما وعد مدير المستشفى بتوفير قطع الغيار الخاصة بالجهاز في أقرب وقت لإصلاحه، وكشف عن اقتناء آخرين ستتدعم بهما المصلحة قريبا.
وتنقلنا أمس لقسم العلاج بالأشعة على مستوى مصلحة الطب النووي، أين وقفنا على تذمر مرضى السرطان وذويهم بسبب توقف جهاز العلاج بالأشعة بمركز مكافحة السرطان، الذي يقصده مرضى من مختلف الولايات كميلة وجيجل وأم البواقي وسكيكدة، لتقلي الفحوصات وكذا العلاج الكيماوي وبالأشعة.
وقال المرضى إنهم يعانون يوميا بسبب التوقف المتكرر لجهاز العلاج بالأشعة، ما أثر على رزنامة الحصص العلاجية وكذا على مواعيد مرضى آخرين ينتظرون منذ أشهر تحديد موعد لمباشرة الحصص، مضيفين أن هذا الوضع انعكس سلبا على وضعهم الصحي، زيادة على الإرهاق الشديد الناجم عن قطع عشرات الكليومترات من ولايات مجاورة أملا في العلاج، ليعودوا أدراجهم بعد ساعات من الانتظار دون الاستفادة من الحصص، متكبدين خسائر النقل التي تصل حسب مريضة من جيجل، إلى 10 آلاف دينار.
كما طرحت المريضة سامية من ولاية ميلة معاناتها، قائلة بأنها بصدد إجراء الحصة 20 للعلاج بالأشعة بعد إصابتها بسرطان المستقيم، حيث كان من المفترض أن تخضع للعلاج في مدة خمسة أسابيع متتالية، غير أن تعطل الجهاز الذي يطرح تقريبا مرة في الأسبوع، جعل رحلة علاجها تطول، و وضعها الصحي يسوء ويتعقد أكثر، مشيرة إلى أنها قدمت من ميلة عند الخامسة صباحا لتتفاجأ لدى وصولها بتوقف الجهاز.
وتطرقت المريضة إلى خطر الدواء الذي يتناوله المرضى على أساس إجراء العلاج الإشعاعي، لكنهم لا يخضعون له، مضيفة بأن تأخر حصصها العلاجية تسبب في تفشي الداء الذي اكتشفته في مرحلة مبكرة، إلا أن آخر الفحوصات أثبت بلوغها المرحلة الثالثة من السرطان، منوهة بمجهودات الطاقم الطبي، الذي لم يدخر جهدا، كما قالت، في سبيل تقديم العلاج الأمثل للمرضى.
من جهته قال عبد المالك وهو عجوز من القل، بأنه خضع لثلاثين حصة علاج بالأشعة، وذلك منذ شهر أفريل، وعانى كثيرا بسبب التعطل الدوري للجهاز، حيث غالبا ما يجري حصتين أو ثلاث ليتوقف الجهاز مجددا لمدة تصل إلى أسبوع أو أكثر أحيانا، قائلا بأنه اضطر للإقامة بدار واحة لمرضى السرطان للتخلص من عناء التنقل. وقال مرافقو المرضى للنصر بأن الجهاز معطل منذ الأربعاء الماضي، حيث يرافقون مرضاهم بشكل يومي صباحا ثم يعودون أدراجهم لولاياتهم، ما أثقل كاهلهم وكبدهم مصاريف كبيرة ضاعفت تكلفة العلاج، مؤكدين بأنهم رفعوا الانشغال مرات عديدة ومنذ أكثر من شهرين لإدارة المستشفى، غير أنها تبرر الأمر بتعطل عملية تحويل قطع غيار على مستوى الجمارك بالعاصمة. مدير المستشفى الجامعي أحمد برانية، قال للنصر بأن الجهاز معطل منذ يوم الاثنين، فيما لا تعد الشركة التي تتولى مهمة الصيانة في الخدمة، لكونها تابعة لرجل أعمال متابع قضائيا، وقد تم مؤخرا التعاقد مع شركة مختصة في العتاد الطبي ستتولى صيانة العتاد الطبي.
وأرجع المسؤول، التعطل إلى عدم توفر قطعة غيار، مؤكدا بأنه تم اقتناؤها غير أنها لا تزال على مستوى مصالح الجمارك بالعاصمة، وسيصلح الجهاز فور توفرها، كما كشف عن إبرام صفقة مع ذات الشركة لاقتناء جهازين جديدين للعلاج بالأشعة، لتقليص مدة المواعيد وتخفيف الضغط على جهاز واحد، وتخفيف معاناة المرضى.
أسماء بوقرن