سلّطت محكمة الجنايات الاستئنافية بمجلس قضاء أم البواقي، أمس، عقوبة السجن المؤبد في حق امرأة متابعة بجناية القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد، والتمس ممثل النيابة العامة توقيع عقوبة الإعدام.
القضية مختصرة بحسب ما تم طرحه في جلسة المحاكمة، ترجع لتاريخ السابع من شهر أكتوبر من سنة 2019، عندما تفاجأ أفراد عائلة السيدة (ن.م) 84 سنة بوفاة والدتهم داخل سكنها بحي بوعزيز السعدي وسط مدينة أم البواقي، وفي المقابل تم اكتشاف قيام مجهولين بفتح قناة للغاز في المنزل، واتضح بأن المتهمة المسماة (ب.ن) 46 سنة، التي تم تكليفها بخدمة الضحية الطاعنة في السن، غير موجودة داخل المنزل وهي التي قضت الليل معها، ليتم تبليغ مصالح الأمن التي تنقلت بمعية المصالح المختصة لمكان الحادثة، أين تم التشكيك في وفاة الضحية، بالنظر لأن الأعراض البادية على ملامحها لا علاقة لها بالوفاة بالغاز.
وأطلِقت تحقيقات أمنية في القضية بعد أن أكدت الخبرة التي أعدها الطبيب الشرعي، بأن الضحية توفيت نتيجة خنقها، ليتم بعد 3 أيام من الحادثة توقيف المتهمة التي كانت قد فرت نحو ولاية بشار، وبعدها للبيض لتعود بعدها لأم البواقي.
واعترفت الموقوفة خلال جميع مراحل التحقيق بالجرم الذي اقترفته، مؤكدة قيامها بخنق سيدة المنزل في فراشها بواسطة بطانية، وفتح قناة الغاز وإشعال موقد المطبخ والفرار بعدها، أين استولت على سلسلة وأقراط ذهبية، لتلوذ بعدها بالفرار نحو ولاية بشار مرورا بقسنطينة، ثم لولاية البيض لتعود بعد 3 أيام وتتجه نحو موظفة بالصندوق الوطني للتقاعد المسماة (ش.ح) التي توسطت لها لتعمل خادمة بمنزل الضحية، أين سلمتها المصوغات، لتتصل الموظفة بأقارب الضحية الذين نقلوا المشتبه بها صوب عناصر الأمن.
وأكدت المتهمة للمحققين قيامها بخنق الضحية، التي دخلت في ملاسنات معها ووجهت لها عبارات مسيئة حسب تصريحها، ما جعلها تخطط لقتلها وتوهم المحققين بأنها توفيت مختنقة باستنشاقها الغاز المنبعث من الموقد.
وحاولت المتهمة خلال جلسة المحاكمة، التهرب من الجرم الذي اعترفت بارتكابه خلال جميع مراحل التحقيق، أين بينت بأنها لا تعرف أصلا صاحبة المنزل، وعملها بمنزلها لم يستمر إلا أسبوعا واحد، مصرحة بأن موظفة بالصندوق الوطني للتقاعد هي من توسطت لها للعمل لدى صاحبة المنزل.
وقالت إنها عادت لولاية أم البواقي وبلغت ضد نفسها، لأنها لا تحوز على أي مكان يأويها، وفضلت التوجه للمؤسسة العقابية على المبيت في الشارع بحسب تصريحها، وعن قيامها في وقت سابق بقتل ابنتها البالغة من العمر 3 أشهر، صرحت المعنية بأنها أدينت على جريمتها وتمت معاقبتها بـ5 سنوات سجنا، وعن سبب فرارها من منزل صاحبة المنزل التي تخدمها، قالت بأنها خرجت ولم تكن تعي ما تفعل بسبب تأثير أقراص تناولتها، مضيفة بأنها كانت خائفة دون أن تعلم سبب خوفها.
ممثل النيابة العامة اعتبر في مرافعته بأن تهرب المعنية من التصريح محاولة للتملص من الجريمة التي اقترفتها، والتي اعترفت بارتكابها خلال جميع مراحل التحقيق، وأضاف أن فعلتها مطابقة لما أورده تقرير تشريح الجثة الذي أعده الطبيب الشرعي، وأكد المتحدث بأن القرائن المرتبطة باعترافها وتقرير الطبيب الشرعي وكذا شهادة الشهود وسجل المكالمات الهاتفية تدينها.
أحمد ذيب