سلم الديوان الوطني للأعضاء الاصطناعية لذوي الاحتياجات الخاصة بقسنطينة، أول ذراع اصطناعية مستجيبة للكهرباء العضلية بما تتيح تحريك اليد، حيث استفادت منها مريضة شابة فقدت ذراعها، في وقت يحصي فيه الصندوق الوطني للتأمينات الاجتماعية للعمال الأجراء 13 ألف مؤمن من ذوي الاحتياجات الخاصة بالولاية.
وأحيا أمس الصندوق الوطني للتأمينات الاجتماعية للعمال الأجراء والديوان الوطني للأعضاء الاصطناعية لذوي الاحتياجات الخاصة بقسنطينة، اليوم الوطني لذوي الاحتياجات الخاصة على مستوى مقر مديرية صندوق «كناص» بوسط المدينة، حيث نظما معرضا مشتركا، عرضت فيه إدارة «كناص» مطويات المعلومات التي وضعتها تحت تصرف الأفراد المصابين بالإعاقات البصرية بخط «براي». وقد لاحظنا أنها تضم المعلومات حول مختلف حقوق المؤمنين الخاصة بحالات الولادة والوفاة والعطل المرضية والمنح العائلية والتأمين على العجز. وقد أكد القائمون على صندوق «كناص» أن عدد المؤَمّنين من ذوي الاحتياجات الخاصة يقدر بـ 13 ألفا و358 فردا، فضلا عن أن عدد ذوي الحقوق التابعين لهم يقدر بـ 6 آلاف و964 فردا.
ويستفيد المؤمنون اجتماعيا وذوو الحقوق التابعون لهم من الأجهزة الاصطناعية في إطار الاتفاقية المبرمة بين الصندوق الوطني للتأمينات الاجتماعية والديوان الوطني للأعضاء الاصطناعية لذوي الاحتياجات الخاصة ولواحقها، حيث يحصل عليها المستوفون لشروط الأحقية في الأداءات العينية للتأمين على المرض، فضلا عن ضحايا حوادث العمل والأمراض المعترف بطابعها المهني. وقد وقّع الصندوق اتفاقية مع جمعيتين نشطتين لفائدة الأطفال الذين يعانون من صعوبات ذهنية، فضلا عن جمعية الأطفال المصابين بمرض التريزوميا، من أجل ضمان مرافقتهم عن طريق مساهمة مالية بمبلغ قدره 500 دينار يوميا للطفل الواحد.
تصنيع 2981 حذاء طبيا
واشتملت الأبواب المفتوحة على عرض مجموعة من الأحذية الموجهة للأشخاص الذين يعانون من إعاقات حركية، حيث أكد لنا رئيس دائرة التوزيع والتسويق بوحدة «أوناف» قسنطينة، زواوي حسين، أن الأحذية الطبية التي يوفرها الديوان منتجة محليا بشكل تام، حيث تصنع من مواد أولية محلية، فضلا عن أنها تخضع للمقاييس الخاصة بكل مريض، حيث تؤخذ القياسات الخاصة به عن طريق تقني مؤهل، ليشرع في تصنيعها في ورشات الديوان على مستوى الخروب. وأضاف محدثنا أن عدد الأحذية الطبية المنتجة خلال السنة الماضية قد وصل إلى 2981، في حين عالجت الوحدة أكثر من 64 ألف ملف إلى غاية شهر جانفي من العام الجاري.
ونبه نفس المصدر أن عدد الأرجل والأذرع الاصطناعية المُسلّمة العام الماضي مقدرة بـ388، فضلا عن 1406 تقويم على المشي، كما وصل عدد المشدات الطبية إلى 381، في حين ذكر المتحدث أن مريضة، فقدت ذراعها، قد استفادت العام الماضي من أول ذراع اصطناعية مستجيبة للكهرباء العضلية بقسنطينة، وتم التكفل بإنتاجها على مستوى ديوان «أوناف» بالمديرية العامة في العاصمة، حيث اعتبر أنه من الأطراف الاصطناعية العليا من الجيل الجديد ويطلق عليها الديوان تسمية Myo Facile، مضيفا أن هذه الأطراف تسمح بتحريك الأصابع واليد، وليست ثابتة مثل الأطراف الاصطناعية الأخرى.
وقد أبرز نفس المصدر أن وحدة «أوناف» بقسنطينة قد سجلت طلبيات من المرضى من أجل الحصول على الأطراف من الجيل الجديد، في حين تستجيب هذه الأطراف الصناعية للكهرباء العضلية، ما يجعلها تتحرك. ولاحظنا بين المعروضات أن الأحذية الطبية الموجهة لذوي الاحتياجات الخاصة قد أصبحت تتخذ أشكالا تحاكي الموضة، خصوصا الأحذية الموجهة للأطفال والشباب من الإناث والذكور، على عكس ما كانت عليه خلال سنوات ماضية، حيث شرح لنا ممثلو الديوان أن عملية تصنيعها تراعي الجانب النفسي للمستفيدين منها من خلال أخذ الجانب الجمالي بعين الاعتبار عبر تنويع الألوان.
وعرض علينا ممثلو الديوان المفاصل الاصطناعية الهيدروليكية المستعملة في إنتاج الأطراف الصناعية السفلى، حيث تستعمل محل الركبة، فضلا عن صمامات الهواء، حيث يتم تصميمها بما يسمح لمستعملها بطي ساقه خلال تأديته للنشاطات اليومية مثل الصلاة أو الجلوس، فضلا عن أنها منتجة بمواد ذات جودة عالية، على غرار ألياف الكربون وألياف الزجاج، ما يجعلها خفيفة. وينتج «أوناف» العديد من أجزاء الأعضاء الصناعية عالية الجودة بالشراكة مع الشركتين الألمانيتين «أوتوبوك» و«بروتيور»، حيث تعتبران رائدتين عالميتين في مجالهما، فيما يتم تركيب المنتج النهائي محليا.
سامي.ح
