تمكنت مؤسسة كوسيدار من فتح النفق الأيسر بجبل الوحش بالطريق السيار شرق غرب بقسنطينة من خلال ربط الجهة الجنوبية بالشمالية، حيث يعد الإنجاز أكبر خطوة من أجل استكمال الأشغال في هذا الأنبوب الذي سيسلم نهاية السنة، فيما أكد المدير الجهوي للشرق لمؤسسة الجزائرية للطرق السيارة، أن نسبة الإنجاز الإجمالية للنفق تجاوزت 77 بالمئة.
وذكر المدير الجهوي للشرق لمؤسسة الجزائرية للطرق السيارة، محمد الصالح كافي، في اتصال بالنصر، أن الأشغال تسير على مستوى نفق جبل الوحش وفقا للأهداف المسطرة، إذ إن مؤسسة كوسيدار تعمل وفقا لمخطط دقيق لاستكمال المشروع، فقد تم أمس الأول، فتح النفق الأيسر وربط الجهة الشمالية بالجنوبية، وهو ما يعد إنجازا مهما.
وتابع المتحدث، أن المرحلة الأولى لفتح النفق الأيسر تمت من خلال إنجاز نفق صغير، في حين كان العمال يعملون من الجهتين حتى التقيا بتلك النقطة، فيما سيتم حاليا العمل على أشغال التوسعة من خلال حفر الأجزاء المتبقية ووضع الخرسانة المسلحة ثم استكمال التهيئة، كما لفت إلى أن الأشغال الكلية للنفق تقدر بأزيد من 77 بالمئة.
وأكد المدير الجهوي للجزائرية للطرق السيارة، أنه يتم العمل حاليا على إتمام الأشغال على مستوى الجزء الأيسر، حيث من المرشح أن يتم الانتهاء منها قبل نهاية العام الجاري وهو تحد من شأنه أن يوضح معالم تاريخ الاستلام النهائي للمشروع، مضيفا أن المرحلة الثانية ستكون التكفل بالأنبوب الأيمن والعمل بأقل الأضرار، حتى لا يتم تحطيم كميات كبيرة من الخرسانة المسلحة التي أنجزت في وقت سابق، إذ إن إيجاد حلول ناجعة سيوفر على المؤسسة الجهد والوقت، فضلا عن الغلاف المالي.
وسبق أن أكد المدير الجهوي لمؤسسة الجزائرية للطرق السيارة صاحبة المشروع، أنه قد تم استخراج 5 آليات من النفق الأيسر كانت قد علقت تحت الردوم إثر الانهيار الكبير مطلع جانفي في سنة 2014، في حين تتم عملية الحفر ووضع الخرسانة المسلحة، وفق المخططات المحددة مسبقا.
وقد زار والي قسنطينة، عبد الخالق صيودة، منتصف شهر رمضان، مشروع نفق جبل الوحش، بالطريق السيار شرق غرب، إذ أبدى استياء من وضعية الورشة، وأكد على ضرورة مضاعفة وتيرة العمل الحالية، فيما أكد مسؤول بمؤسسة الجزائرية للطرق السيارة، بأن طبيعة الأشغال الصعبة بالنفق هي من فرض الوتيرة الحالية التي تتطلب عملا دقيقا لتفادي أي انهيار أو اختلالات، كما قال بأنه لا يمكن العمل بأكثر من هذا النسق.
وأوضح مسؤول مؤسسة كوسيدار المكلفة بإنجاز المشروع، أنه قد تم وضع آجال لإنجاز واستلام النفق الأيسر قبل نهاية العام الجاري، في حين أن فتحه سيكون مرهونا بجلب التجهيزات، كما أكد أنه وبعد استكمال الجزء الأيسر سيتم إتمام النفق الأيمن، إذ تتطلب عملية الإنجاز إزالة الخرسانة بحذر دون المساس بطبقات الحديد، وهو ما تطلب استيراد آلة خاصة بهذا الأمر، حيث سيتم جلبها قبل نهاية العام الجاري مؤكدا أن هذا الجزء سيسلم قبل نهاية 2024.
وأكد صيودة، أن وزير الأشغال العمومية سيزور هذا المشروع المسير مركزيا، مؤكدا على ضرورة العمل بنظام 24 ساعة لتدارك التأخر والإسراع في الإنجاز كونه يصنف ضمن مشاريع الأمن العام، التي أصبحت تشكل صداعا للسلطات بسبب الحوادث المتكررة فضلا عن كثرة شكاوى المواطنين.
وتجد مؤسسة كوسيدار، صعوبة في عملية تثبيت التربة المحيطة بالنفقين ومن ثم إنهاء أشغال الحفر، حيث أن طبيعة التربة بالمكان ليست أصلية، لكن الشركة تتوفر على مختصين مؤهلين في هذه الأشغال الكبرى ولها خبرة طويلة في هذا المجال.
وتسبب انهيار الأنبوب الأيسر في إلحاق أضرار كبيرة بالجزء الأيمن من النفق وتتمثل في انشقاقات في الخرسانة بطول 120 مترا، حيث أنه ونظرا لهذه الانشقاقات التي تعرض لها محيط النفق بعد انهياره وضعف الوسط الطيني، رسمت مؤسسة كوسيدار المكلفة بالإنجاز، برنامجا خاصا يهدف إلى ضمان سلامة العمال داخل المشروع أثناء عملية الحفر.
لقمان/ق
