شرعت مديرية المصالح الفلاحية بقسنطينة، في عملية تحسيسية موجّهة للمواطنين والتجار على حد سواء، وتندرج في إطار الإجراءات المتّخذة لمحاربة أشكال المضاربة وضبط أسعار الحبوب والبقول الجافة، بالإضافة إلى توعية تجار التجزئة بإمكانية التعامل بصفة مباشرة مع تعاونية الحبوب والبقول الجافة في عمليات البيع والشراء، فيما يجري التنسيق مع السلطات الولائية للرفع من نقاط البيع.
وذكر مدير المصالح الفلاحية بقسنطينة إبراهيم لطرش، في اتصال بالنصر يوم أمس، أنّه تمّ إنتاج فيديو تحسيسي سيبثّ اليوم عبر المنصات الرقمية للولاية، ليسلّط الضوء على نقاط البيع التي تتوفّر عليها تعاونية الحبوب والبقول الجافة والمخزون الموجود، خاصة فيما يتعلّق بمواد العدس، الحمص، الفاصولياء والأرز، بالإضافة إلى أسعار المنتوجات، والحديث مع المواطنين بغية رفع درجة الوعي لديهم وحثهم على التعامل بعقلانية عند اقتناء الحاجيات، مضيفا أنّ الاجتماعات التي تمّ عقدها في الآونة الأخيرة بمشاركة مختلف الفاعلين، تندرج ضمن هذا السياق وهي تحسيسية أكثر من كونها تقنية.
وقال محدّثنا إنّ كثيرا من تجار التجزئة يجهلون أنّه بإمكانهم التوجّه مباشرة إلى تعاونية الحبوب والبقول الجافة أو نقاط البيع التابعة لها لأجل شراء السلع، وهو ما سيتم العمل عليه بهدف تقليص عدد الوسطاء في عملية البيع، ما يساهم في خفض ثمن المنتوجات، وبالتالي تصل إلى المستهلك بسعر أقل، وفي هذا الإطار أوضح لطرش أنّ لتعاونية الحبوب والبقول الجافة 10 نقاط بيع، وقد طالب الأمين العام للولاية، في اجتماع سابق، من مديرية أملاك الدولة بوضع محلات إضافية للرفع من عدد هذه النقاط.
وأضاف المتحدّث أنّه بالإضافة إلى الجانب التحسيسي، تم تسطير عمليات للمراقبة يقوم بها أعوان من مديرية التجارة ومختلف الفاعلين، من أجل التوجّه إلى التجار ومعاينة الكميات، مشيرا إلى أنّه لا توجد أية عملية متعلّقة بالمضاربة تم تسجيلها حسب المعلومات المتوفّرة بحوزته، قائلا إنّ الإشاعات في هذا الإطار تغذيها مواقع التواصل الاجتماعي.
وأشار محدّثنا إلى أنّ قسنطينة تعدّ منطقة عبور تربط بين عدّة ولايات، لذلك يقوم المواطنون باقتناء حاجياتهم من متاجرها أثناء عبورهم بها، وهو ما أدى إلى تناقص كمية السلع والمنتجات المخصصة للولاية، ليضيف في سياق آخر أنّه تم تجاوز كمية 350 ألف قنطار تم حصدها من الحبوب هذه السنة، ومن الممكن أن تحتل الولاية المراتب الأولى رغم أنّ الإنتاج قد تناقص مقارنة بما كان يُسجل خلال المواسم الفلاحية السابقة.
وتعتبر قسنطينة حسب ذات المتحدّث، من أبرز الولايات في إنتاج الحبوب بصفة خاصة، بالإضافة إلى البقول الجافة والحليب، مشيرا إلى وجود محاولات للتحسين والرفع من الكميات المنتجة في البيض، اللحوم البيضاء والحمراء، غير أنها لا ترتقي للمستوى المطلوب حاليا، حيث إن هناك مساعيَ وعمل لتطوير الإنتاج في هذا الخصوص.
وفي السياق ذاته، ذكر رئيس مصلحة حماية المستهلك وقمع الغش بمديرية التجارة وترقية الصادرات بقسنطينة، نور الدين بوغاغة، للنصر، أنّه قد تم وضع 7 فرق على مستوى إقليم الولاية تختص بملاحظة السوق، من خلال معاينة الأسعار و وفرة المنتوجات والكميات الموجودة في المخازن، حيث انطلقت في عملها الأسبوع الماضي، وكذلك عقد اجتماعات تنسيقية مع ديوان تعاونية الحبوب والبقول الجافة والمصالح الفلاحية للوقوف على الكميات المتوفّرة في المخازن وكيفية توزيعها، مشيرا إلى أنّ مصالح مديرية التجارة لحد الآن لم تسجل عمليات متعلّقة بالمضاربة.
من جهة أخرى، أفاد مدير المصالح الفلاحية بأنّ عملية المعاينة الميدانية للمناطق المتضررة من شح مياه الأمطار قد انتهت تقريبا، وانتقلت على مستوى المكاتب بغية تقييم الخسائر، حيث يتوقّع إتمامها في نهاية الأسبوع المقبل.
إسلام.ق