ناقش أول أمس، خبراء وطنيون وأجانب، التقنيات الجديدة لعلاج أمراض النساء، حيث قدموا مداخلات في المؤتمر الدولي السابع لجمعية أطباء النساء والتوليد الخواص لولاية قسنطينة تمحورت حول مسائل مختلفة، في حين شهدت الفعالية ورشة للتوعية من مرض بطانة الرحم المهاجرة لفائدة 70 امرأة.
ونظمت جمعية أطباء النساء والتوليد الخواص لولاية قسنطينة مؤتمرها الدولي السابع حول طب النساء والتوليد، حيث أفاد رئيس الجمعية، الدكتور محمد بوكرو، بأن التظاهرة تستهدف إطلاع المختصين والأطباء على المستجدات في هذا التخصص، فضلا عن توصيات الهيئات الدولية وغيرها حتى «يكونوا دائما في مستوى عال من الأداء»، مضيفا أن المؤتمر يضم خبراء من داخل الوطن ومن تونس وموريتانيا وفرنسا، فيما يتجاوز العدد الإجمالي للمشاركين 350 قسموا على ورشات تدور حول «السرطانات الخاصة بأمراض النساء» و»الخصوبة» و»استعمالات تخطيط الصدى» في التشخيص والكشف و»التوليد» و»تقنيات المنظار».
وتشمل ورشات المؤتمر أيضا مرض بطانة الرحم المهاجرة، حيث نظمت ورشة للتوعية لفائدة 70 امرأة من تنشيط خبراء، فيما ذكر الدكتور بوكرو أنه مرض مزمن تعاني منه النساء دون اكتشاف أسبابه الدقيقة. وأشار المصدر نفسه إلى أن الخبراء المشاركين في مؤتمر هذه السنة سيعرضون تكنولوجيات جديدة، خصوصا في المسائل المتعلقة بالعقم والفحص بالمنظار.
وفي رد على سؤال النصر حول الفكرة السائدة عن لجوء الخواص بشكل مفرط لعمليات التوليد القيصرية، أكد الدكتور بوكرو عدم وجود لجوء مفرط للعمليات القيصرية، وإنما يقوم قرار إجرائها على معايير مختلفة. ونبه المتحدث إلى أن بعض الحالات تفرض لجوء الطبيب للتوليد بالعملية القيصرية تجنبا للمخاطر التي قد تنجر عن الولادة الطبيعية بسبب حالة المريضة وسنها، فضلا عن أن التوليد يستند لمقاربة طبية وقانونية. وقال رئيس الجمعية إن عدد الأطباء النشطين في القطاع الخاص والعام كافٍ على المستوى الوطني والمحلي، حيث نبه أن العدد في ولاية قسنطينة يصل إلى حوالي 100.
وشارك والي قسنطينة، عبد الخالق صيودة، في الإشراف على افتتاح المؤتمر، كما أجرى جولة حول أجنحة مؤسسات تسويق التجهيزات الطبية والأدوية والمكملات في المجال، حيث صرح نائب رئيس الجمعية، الدكتور جباسي، أن البحث في مجال العلاج توصل إلى تقنيات جديدة للتعامل مع بطانة الرحم المهاجرة، على غرار اللجوء للكحول، مؤكدا أنها مطبقة في مستشفيات عمومية وعيادات خاصة في الجزائر، كما أوضح أنها ستناقش خلال المؤتمر.
وقدم البروفيسور بلقاسم شافي محاضرة حول أثر العلاج الجراحي للسمنة على الخصوبة، حيث أوضح أن السمنة في الجزائر آخذة في الارتفاع، كما عرض دراسات وطنية تشير إلى زيادة مستوى انتشارها مع ارتفاع مستوى الحياة. أما نائب رئيس الجمعية التونسية لأطباء النساء والتوليد، الدكتور مخلوف طاهر، فقد تحدث عن الأورام التي تصيب المبيض لدى المراهقات، ومتلازمة «سوير»، بينما قدم الدكتور فرانك بيروتين من المركز الاستشفائي الجامعي لمدينة تور بفرنسا محاضرة حول «الركود الصفراوي أثناء الحمل» المنتشر بنسبة 2 بالمئة في العالم، لكنه نبه في حديث معنا إلى أنها مسجلة بمستوى أقل في الجزائر، حيث تتسبب هرمونات الحمل في إعاقة جزء من الكبد، كما شرح العلاجات المستعملة لحماية الطفل أو اللجوء إلى الولادة المبكرة، موضحا أن أسبابها غير واضحة إلى غاية اليوم. وتطرق الدكتور بيروتين في محاضرته أيضا إلى تأخر نمو الجنين داخل الرحم.
وتحدث الدكتور الموريتاني ريمون نجّار عن سرطان عنق الرحم، حيث أوضح في تصريح لنا أن الحل الوحيد لمواجهة هذه المشكلة يتمثل في التلقيح، لكنه أشار إلى أنه غير مكثف في الجزائر وموريتانيا حاليا رغم أنه من السرطانات الأكثر انتشارا لدى النساء في بلدان المغرب العربي، في حين ذهبت بلدان أخرى بعيدا في مجال التلقيح حتى قضت نهائيا على هذا المرض، على غرار أستراليا.
وشرح المصدر نفسه أن التلقيح ضد سرطان عنق الرحم يمكن أن ينطلق من سن 11 سنة، كما يمكن أن يرفع إلى سن 9 سنوات، فضلا عن أنه لا يشمل الإناث فقط، «بل يمس حتى الذكور في البلدان التي أخذت مسألة مكافحة هذه المشكلة بشكل جاد». ونبه المصدر نفسه إلى أن التلقيح المبكر يعود إلى كون سرطان عنق الرحم مترتب عن فيروس يتنقل جنسيا بشكل شبه حصري.
سامي.ح