وجد أساتذة متقاعدون من التعليم المتوسط في تخصص الرياضيات أنفسهم محرومين من احتساب سنتي التكوين بالمعهد التكنولوجي للتربية الإخوة بسكري خلال الثمانينيات، بعدما لم يتمكنوا من العثور على الأرشيف المالي الخاص بهم في المؤسسة، فيما قال مدير التربية لولاية قسنطينة إنه ينبغي البحث عن الأثر المالي على مستوى صندوق «كناص».
وذكر لنا المتقاعدون المعنيون أن القضية تخص أساتذة الرياضيات الذين زاولوا تكوينهم ما بين سنتي الدراسة 1986-1987 و1987-1988 على مستوى المؤسسة التي كانت تعرف حينها باسم المعهد التكنولوجي للتربية الإخوة بسكري، قبل أن تتحول منذ السنة الدراسية 2008-2009 إلى متوسطة، حيث تقع في شارع الإخوة بسكري بالقرب من حي الأمير عبد القادر بمدينة قسنطينة. وأضاف المعنيون الذين تحدثنا إليهم أن القضية تخص أساتذة الرياضيات فقط، ممن درسوا في المعهد المذكور، مؤكدين لنا أن أساتذة من تخصصات أخرى؛ زاولوا تكوينهم في المؤسسة خلال الفترة نفسها قد استفادوا من احتساب مدة السنتين من قبل الصندوق الوطني للتقاعد في معاشاتهم بعدما وجدوا أرشيفهم المالي متوفرا لتحديد قيمة الأجر الذي كانوا يتقاضونه. ولفت محدثونا إلى أن الصندوق الوطني للتقاعد يطلب من الأساتذة المعنيين بفترة التكوين المذكورة شهادات النجاح وشهادة مزاولة العمل وشهادة العمل والأجر، حيث اطلعنا على نموذج من الوثائق المذكورة الخاصة بأستاذ متقاعد صادرة السنة الماضية فوجدنا أن شهادة المزاولة تحمل توقيع وختم مدير المتوسطة حاليا، مع ملاحظة بأن المعني «متعاقد مع وزارة التربية وتقاضى شبه مرتب» خلال متابعته «تكوينه بالمؤسسة في إطار تكوين أستاذ التعليم الأساسي» في مادة الرياضيات بصفة «متربص»، مثلما ورد في الوثيقة.
وتضم استمارة شهادة العمل المسلمة للأساتذة المذكورين من الصندوق الوطني للتقاعد والحاملة لختم وتوقيع مدير المؤسسة على أن المعني «يعد من مستخدمي المؤسسة ابتداء من 1986 إلى 1988، كما تُؤكد الوثيقة المدة نفسها في الصفحة الخاصة بالمدة المأجورة، إلا أن قيمة الأجر غير مذكورة، مع ورود عبارة «لا يوجد أرشيف مالي في المؤسسة»، مثلما اطلعنا عليه. وأكد محدثونا أن قيمة المنح التي حصل عليها الأساتذة الذين زاولوا تكوينهم في الفترة نفسها في تخصصات أخرى تصل إلى حوالي 20 مليون سنتيم بحسب الأقدمية، في حين لفتوا إلى أن الصندوق الوطني للتقاعد قام بإيفاد مفتشين من أجل البحث عن أثر الأرشيف المالي للأساتذة المعنيين والاشتراكات بصندوق الضمان الاجتماعي لكن دون جدوى. ويطالب المتقاعدون المعنيون بإيجاد حل لهم من خلال مقارنة أجورهم مع زملائهم من التخصصات الأخرى، الذين تلقوا التكوين خلال الفترة نفسها بمؤسسة الإخوة بسكري، مؤكدين أنهم توجهوا برسائل إلى وزارة التربية ومديرية التربية لولاية قسنطينة والمندوب المحلي لوسيط الجمهورية في الولاية لوضع حل لهم. من جهته، أكد مدير التربية لولاية قسنطينة للنصر، في حديث معه على هامش الدورة العادية الثالثة للمجلس الشعبي الولائي، تسجيل مشكلة غياب الأرشيف المالي للأساتذة المعنيين، في حين قال إنه ينبغي عليهم التوجه إلى البحث عن الأثر المالي الخاص بهم في الصندوق الوطني للتأمينات الاجتماعية للعمال الأجراء.
سامي .ح
