يتطلّع سكان مناطق ببلدية بني حميدان بولاية قسنطينة على غرار تحصيص أولاد النية وقرية عين حامة السفلى، لتوفير أساسيات العيش من كهرباء ومياه للشرب وتهيئة حضرية، ناهيك عن تدعيم النقل المدرسي، فيما ذكرت البلدية أنّه تم تسجيل عدد من المشاريع خلال السنة الحالية.
تحصيص أولاد النية الواقع بمحاذاة الطريق الوطني رقم 27 الرابط بولاية جيجل، أنشئ سنة 2013 بحسب رئيس جمعيته، رحموني زيموش، ويضم 72 بناء ريفيا، حيث يأتي امتدادا لقرية أقدم منه تسمى بذات الاسم، ويعرف هذا التحصيص غيابا للتهيئة الحضرية بحسب ما لاحظناه خلال زيارتنا للمنطقة، بالأخص في شق تعبيد الطرقات ووضع الأرصفة، ما جعل السكان يقومون بإصلاح بعض المسالك بإمكانياتهم الخاصة.
كما لا يتوفر التحصيص على الكهرباء، ما حتّم على المواطنين تزويد منازلهم بكوابل ممتدّة لعشرات الأمتار من جيرانهم بقرية أولاد النية، وعند هبوب الرياح القوية وسوء الأحوال الجوية تسقط تلك الكوابل على الأرض، مع ما يشكله ذلك من خطورة عليهم، فيما تمّ وضع أعمدة تشتغل بالطاقة الشمسية خاصة بالإنارة العمومية، غير أنّ المواطنين تحدّثوا عن عدم اشتغالها عندما تسوء الأحوال الجوية.
وتنعدم خدمة التموين بالمياه الشروب، حيث تم إنجاز الشبكة في انتظار تركيب العدادات، وأمام هذا الوضع يضطرّ المواطنون في كل مرّة إلى كراء الصهاريج. ووقفنا بالمنطقة على عدم اكتمال بنايات لا تزال ورشات مفتوحة، حيث ذكر لنا رئيس جمعية الحي أنّ عدد العائلات الموجودة على مستوى التحصيص يقدّر بـ 26 فقط بسبب غياب العديد من الخدمات، كما يقترح تحويل المركز الثقافي الموجود بقرية أولاد النية إلى قاعة علاج، خاصة وأنّ المرفق مهجور منذ سنوات، إذ لاحظنا أنه متدهور وتتراكم به الأوساخ.
ويستعجل المواطنون تجسيد مشروع متوسّطة، أكّد السكان أنّه سيزيل الكثير من الأعباء عن القرى المجاورة والقريبة، كما يخفّف الضغط والاكتظاظ عن المتوسّطة الوحيدة الموجودة ببني حميدان مركز، ناهيك عن المطالبة بتعزيز النّقل المدرسي، إذ لفت المواطنون إلى وجود ثلاث حافلات وهي غير كافية نظرا لاستيعابها أعدادا كبيرة من تلاميذ عديد القرى، كما أنّ برنامج هذه الحافلات محدّد بدورتين فقط على الساعة السادسة والنصف صباحا وفي الرابعة والنصف مساء.
وبمحاذاة الطريق الوطني رقم 27 شاهدنا بنايات أولى بسيطة بساطة البلدية التي يغلب عليها الطابع الفلاحي وتكتسي أراضيها في هذا الوقت من السنة حلّة خضراء، حيث تشكّل هذه البنايات قرية عين حامة السفلى، التي تأتي على شكل منطقة عمرانية صغيرة مكوّنة من حوالي 80 منزلا ريفيا وسط مساحات واسعة من أراضي القمح، وحسب رئيس جمعيتها فيصل شروانة، فإنّ حوالي نصف منازل القرية لا تتوفر على خدمة الكهرباء، فيما تعد الإنارة العمومية ضعيفة ولا تغطي كل محيط القرية.
كما يشتكي السكان من نقص التزود بالمياه وعدم ربطهم بالعدادات، حيث تعتمد العائلات بشكل كبير على منبع موجود في الجهة الخلفية للقرية، التي استفادت من مشروع للتهيئة لكن المواطنين يقولون إنّه لم يغط كامل المنطقة بالأخص قرب قاعة العلاج.
وذكرت بلدية بني حميدان ممثلة في المكلف بتسيير شؤونها، عمار مهيرة، أنّ المشاريع تشمل كل المنطقة دون استثناء، حيث استفادت أولاد النية سنة 2023 من 4 مشاريع، منها ثلاثة تخص قطاع الري وتمّ الانتهاء من إنجازها، وآخر يتعلّق بإيصال الكهرباء أعطي الأمر بانطلاق ورشته أواخر شهر جانفي الماضي، وأضاف المصدر أن مؤسسة «سونلغاز» تعمل على ضبط الترتيبات للشروع في الأشغال على أن يجسّد في أقرب وقت، فيما سجّل مشروعان خلال السنة الحالية بقيمة مليار سنتيم، يخصّان شبكة التطهير والإنارة العمومية، وسيمسّان منطقة بوالمدايس وكذا بقية الجهات التي تشهد ضعفا من هذه الناحية.
وأضاف المتحدّث أنّ مصالحه علمت من مديرية التعمير بالولاية أنّه تمّ تسجيل مشروع للتهيئة الحضرية للمنطقة، أمّا فيما يخص التزود بالمياه فذكر المسؤول للنصر، أنّه من مصدر التموين المتمثّل في منبع «سيدي خميس» ببني حميدان والذي لا يغطي كل المنطقة على شساعتها، مؤكدا أنه سيتم العمل مستقبلا على التزويد بالخدمة من مصادر ببلدية حامة بوزيان لتعزيز التموين، وبخصوص تحويل المركز الثقافي غير المستغل إلى قاعة علاج أوضح مهيرة أنّ هناك إمكانية لذلك، في حالة استجابة مديرية الصحة وتدعيمها للفكرة بالكادر البشري والإمكانيات المادية اللازمة.
وتابع المسؤول بأن مشروع المتوسّطة يعدّ مطلبا بلديا، إذ سجّلته مديرية التجهيزات العمومية وهو في مرحلة الدراسة، مضيفا أنّ تجسيده مهم بحيث سيتكفّل بالتلاميذ المتخرجين من 5 ابتدائيات أو أكثر، كما يخفّف من مشكلة النّقل، ولو أنّه يغطي كافة الجهات في الوقت الحالي بعد أنّ تمّ التكفّل بالنّقائص المطروحة بخصوصه بداية السنة الحالية. وفيما يتعلّق بعين حامة، قال مهيرة إنّ المنطقة استفادت من 3 مشاريع تتعلّق بتجديد شبكات الصرف الصحي، إنجاز الإنارة العمومية والتهيئة الحضرية، هذه الأخيرة التي توشك على الانتهاء، داعيا المواطنين إلى تقديم طلباتهم فيما يخصّ الربط بالكهرباء لتحويلها إلى مديرية الطاقة لمعالجتها، ليضيف أنه تمّ خلال السنة الحالية تسجيل مشروع لإنهاء أشغال التطهير ببعض المناطق المتبقّية.
إسلام.ق