انطلقت أمس، عملية الحصاد والدّرس بقسنطينة، حيث تتوقّع السلطات الولائية إنتاج ما يزيد عن مليوني قنطار من الحبوب، فيما تقدّر طاقة التخزين بمليون و932 ألف قنطار، فيما شدّد الوالي على ضرورة إيداع الفلاحين لكل المحصول لدى الجهات المعنية، متحدّثا عن وجود سماسرة يحاولون شراء الشعير من خلال تقديم سعر أعلى ممّا تعرضه الدولة على المنتجين.
وأشرف والي قسنطينة، عبد الخالق صيودة، على الانطلاق الرّسمي لحملة الحصاد والدّرس عبر مستثمرتين بكل من بلديتي عين عبيد وعين اسمارة، أين استعرض مدير المصالح الفلاحية، جمال بن شامة، خلال العملية مؤشرات القطاع، حيث أوضح أنّ المساحة المزروعة لهذا الموسم بلغت 91 ألفا و604 هكتارات، وهي تزيد عن مساحة الموسم الماضي بحوالي 6 آلاف هكتار، منها 6360 هكتارا خاصة بالبقول الجافة، فيما تحوز شعبة الحبوب على 70 بالمائة من المساحة المزروعة.
ولفت المسؤول إلى أنّ الشعب الاستراتيجية تتمثّل في الحبوب الشتوية، البقول الجافة وتربية المواشي، كما ذكر بأنّ الموسم الحالي يعرف زيادة في الرقعة المزروعة بالنّسبة للحبوب، مرجعا ذلك إلى التحفيزات التي قدّمتها الدولة خاصة ما تعلّق بمنح البذور والأسمدة للفلاحين بصفة مجانية وكذا المتابعة الميدانية لكل الإطارات والمسؤولين بالولاية.
وقال بن شامة إنّ مصالحه تتوقّع إنتاج ما معدله 25 قنطارا في الهكتار من مادة الشعير، أما بالنسبة للقمح الصلب فالمؤشرات تتجه إلى إنتاج ما بين 20 و22 قنطارا في الهكتار، بينما يتم توقّع ما معدّله 25 قنطارا في الهكتار بالنسبة لمحصول القمح اللّين على الأقل، كما خصّصت السلطات 15 نقطة تجميع للمحصول فضلا عن 5 مستودعات خاصة بتخزين البقول الجافة، إذ تبلغ طاقة التخزين هذه السنة إجمالي مليون و932 ألف قنطار، كما يجري إنجاز 9 مستودعات جديدة بطاقة 50 ألف قنطار للمستودع، وتمّ تسخير 414 آلة حصاد وما يزيد عن 1200 آلة لنقل الحبوب.
وشدّد الوالي في حديث مع بعض الفلاحين، على ضرورة إيداع كل المحصول المحصود لدى الجهات المعنية، إذ قال إنّ معلومات تحصّل عليها تفيد بوجود بعض السماسرة من ولايات بعيدة، يعرضون على الفلاحين سعرا أعلى ممّا تقدّمه الدولة بغية الحصول على مادة الشعير، لافتا إلى أنّ السلطات العمومية بذلت مجهودات ورافقت المعنيين من خلال منح البذور بصفة مجانية وكذلك الأدوية والأسمدة، زيادة على منحها لقرض الرفيق.
وأوضح المتحدّث أنّه سيتم تطبيق قانون المضاربة في حالة حدوث مثل هذا الأمر، منبّها أنّه تمّ إسداء تعليمات لمصالح الأمن للتعامل بصرامة مع الفلاحين في هذا الجانب، وكذلك بالنّسبة لرؤساء المصالح الفرعية بغية متابعة العملية، ذلك أنّ السلطات تتعامل مع إحصائيات مضبوطة تسير وفقها عملية الحصاد وإيداع المحصول، موضّحا أنّ كل المصالح مجنّدة لإنجاح العملية، كما هدّد صيودة بأن العمال الذين يطلبون من الفلاحين وضع محصول الشعير في أكياس عند الإيداع، سيعرضون أنفسهم للسجن، حيث ذكر أنّ معلومات وصلته بخصوص هذا الأمر وتأكّد منها بعدما اشتكى بعض الفلاحين بعين المكان من الحادثة.
وصرّح صيودة أنّ الموسم الفلاحي الحالي يعتبر ناجحا بامتياز، على اعتبار كمية الأمطار التي تساقطت بانتظام وكذا التسهيلات المقدّمة من طرف الدولة، فضلا عن توفير كل الإمكانيات المادية لاسيما منها الميكانيكية، وكذلك توفير مخزن على الأقل على مستوى كل منطقة لوضع المحصول، زيادة على تسديد حقوق الفلاحين من طرف البنك، من خلال وضع نقاط على مستوى كل المخازن لتسهيل ظروف إيداع المحصول، لافتا أنّ السلطات تتوقّع إنتاج ما يزيد عن مليوني قنطار من الحبوب، خاصة ما تعلّق بالقمح الصلب والليّن، ليؤكد على ضرورة الإسراع في تجميع المحصول ووضعه في المخازن المخصصة.
إسلام.ق