اكتشفت شركة توزيع المياه «سياكو» بقسنطينة، عشرات التوصيلات غير القانونية قام بها سكان بمنطقة صالح دراجي ببلدية الخروب، أثناء قيامها بعمليات تهيئة وتجديد شبكة توزيع المياه بذات المنطقة، ووقفت على أن تلك التوصيلات العشوائية تسببت في تسربات عديدة على مستوى الحي أثر في التوزيع العام للمياه بالنسبة لبقية السكان.
وتنقلت لجنة مراقبة إلى عين المكان، بحضور «النصر» التي رافقت المعنيين أثناء مراقبة شبكة المياه خلال أشغال إعادة تجديد وترميم شبكة التوزيع، لنلاحظ منذ ولوجنا هذا الحي الكبير، عشرات الحفر الممتدة لمسافة طويلة على شكل خنادق، لنعلم من مرافقينا أنها أنجزت لتجديد الشبكة إلا أن العمال صادفوا أثناء عمليات الحفر وجود عدة تسربات للمياه، جراء ربط السكنات بطريقة غير قانونية. وأظهرت عمليات تجديد الشبكة، أن العشرات من العائلات قامت بحفر عشوائي على مستوى مساحة محاذية لبنايات فردية الكثير منها أنجزت بشكل عصري وحديث، وأحدثت توصيلات مباشرة إلى قناة توزيع المياه المارة على بعد أمتار فقط من مداخل السكنات، وتسببوا في إحداث تسربات للمياه تحت الأتربة، وأكد مرافقنا، العايب بشير، رئيس قطاع الخروب أن «سياكو» يصعب عليها التفطن لمثل هذه التوصيلات غير القانونية، إلا إذا صادفها مشروع تهيئة أو صدور شكوى من طرف الجيران. وأضاف المتحدث، أن شبكة المياه بحي 213 مسكن بصالح دراجي، أصبحت مقصدا للعائلات الراغبة في الاستفادة من المياه الصالحة للشرب بطريقة غير قانونية، موضحا أن عمليات التهيئة فضحت عشرات السكان الذين كانوا يقومون بتوصيلات عشوائية، تسببت في تسربات للمياه، كما أدت لعرقلة مشروع التهيئة، خاصة وأن الأشغال تحولت من تجديد الشبكة إلى إصلاح التسربات على مستوى عشرات النقاط. وواصلنا طريقنا رفقة التقنيين بمصالح «سياكو»، داخل شوارع صالح دراجي، أين صادفنا خنادق في كل مكان، عبارة عن ورشات لإصلاح التسربات الناتجة عن التوصيلات غير الشرعية، وبحضور بعض أصحاب السكنات المعنية، كما شد انتباهنا أن كل السكنات التي قام أصحابها بتوصيلات غير قانونية، تتوفر على عدادات تمكن من التزود بالمياه بشكل عادي على غرار بقية الزبائن، إلا أنهم أبوا إلا أن يستفيدوا من كميات إضافية بطريقة غير قانونية ودون علم الجهة المسيرة للشبكة، ما يمكنهم من التزود بكميات كبيرة دون تسديد المقابل المادي لها. ولاحظنا وجود آثار للعملية التي قام بها المخالفون للقانون، على بعد أمتار من بناياتهم الطويلة والعريضة، متمثلة في حفر أنجزت منذ فترة طويلة غطت بأتربة، وهي نتيجة توصيل عشوائي من القناة الرئيسية إلى السكن، وعند مواصلة شق طريقنا نحو بقية الأحياء، احتج الكثير من السكان على مصالح «سياكو» بسبب تذبذب في توزيع المياه، رغم أن المتسبب الرئيسي في حدوث هذا الإشكال يتمثل في جيرانهم الذين قاموا بتوصيلات عشوائية أدت لحدوث تسربات وبالتالي نقص في تدفق المياه. وتضاعف «سياكو» مجهوداتها حاليا، من أجل الموازاة مع أشغال تهيئة شبكة المياه بالمنطقة، ومع إصلاح جملة من التسربات المائية التي تسبب فيها بعض السكان الذين يتزودون بالمياه بطريقة غير قانونية، على أن يتم غلق تلك القنوات نهائيا، بغية إعادة تجسيد برنامج التزويد الذي تأثر بسبب تلك المخالفات. وأكد بن قارة توفيق، رئيس منطقة الخروب، وحدة المياه الصالحة للشرب بمؤسسة «سياكو»، أنه تفاجأ من قيام العشرات من السكان بتوصيلات عشوائية عن طريق قنوات ذات قطر 40 ملم، وهي نفس القنوات المستعملة في تزويد كامل المنطقة، كما تستعمل في ربط أحياء كبيرة ومجمعات سكنية، مضيفا أن قطر القناة يجعل صاحب السكن يتوفر على نفس الكميات الموجهة لكامل المنطقة، وهو ما جعله يتفاجأ كثيرا عند اكتشاف هذا الأمر.
وأضاف المتحدث، الذي تواجد في مكان التسربات، أن التوصيل باستعمال قناة ذات قطر 40 ملم، تؤثر سلبا على عملية توزيع المياه بمنطقة صالح دراجي، وعلى الزبائن الشرعيين الذين يشتكون من التذبذب، وذلك بسبب انخفاض الضغط على مستوى القناة الرئيسية، وأضاف أنه من بين الأضرار التي تسببها تلك التوصيلات العشوائية، هي التسبب في تسربات على مستوى أجزاء متفرقة من قناة التوزيع الرئيسية، خاصة وأن عمليات الربط تكون عشوائية وغير خاضعة للمعايير المعمول بها. كما أفاد المسؤول عن منطقة الخروب بمؤسسة «سياكو»، أن أبرز وأخطر ضرر تحدثه عمليات الربط غير القانونية، هو المساس بالصحة العمومية عن طريق الأمراض المتنقلة بالمياه، موضحا أنه وقف في كثير من المرات على اختلاط المياه الصالحة للشرب وتحولها إلى مياه ملوثة، مؤكدا أن المتسبب الرئيسي في حدوث هذا هو الربط العشوائي، متمنيا أن تتم عملية التزود بالمياه بطريقة نظامية من خلال تقدم المواطنين بطلبات الربط لدى مصالح «سياكو» وتفادي مثل هذه الممارسات لتجنب المتابعات القضائية، مذكرا أن المدير العام لمؤسسة «سياكو» يسهر شخصيا لتوفير الإمكانيات لإنجاز عمليات الربط في ظرف وجيز.
حاتم / ب