تمّت أمس، مناقشة أول فكرة لمشروع مؤسسة ناشئة مبتكرة تابعة للمدرسة العليا للأساتذة بقسنطينة ضمن حاضنة أعمالها، تتمثّل في منصة إلكترونية تعليمية تفاعلية توفّر الدعم الأكاديمي للتلاميذ الذين يعانون صعوبة الفهم، إذ من شأن الالتزام بها حسب أصحابها الاستغناء عن طريقة تقديم الدروس الخصوصية.
ونوقشت أول فكرة لمشروع مؤسسة ناشئة مبتكرة بالمدرسة العليا للأساتذة بقسنطينة، حيث استعرض الفريق المكوّن من الأستاذات آية بن عريوة، ليليا فلوز، عمامرة شيماء، غصن ألبان بن دراجي، بالإضافة إلى طالبة الإعلام الآلي، دهية فلوز، فكرتهن المتمثلة في منصة إلكترونية تعليمية تعتمد دروسا تفاعلية أطلق عليها تسمية «حصتي»، لفائدة تلاميذ الأطوار الثلاثة غير أنّها موجّهة كمرحلة أولى لتلاميذ المرحلة الثانوية، تركّز على رفع مستويات التلاميذ الذين يعانون من صعوبات في الاستيعاب، من خلال بناء قاعدة صلبة لهم وفق دروس ذات جودة عالية، كما تشكل بديلا عمليا فعالا للاستعانة بالدروس الخصوصية بالأخص من ناحية طريقة تقديمها.
ويرى فريق عمل المشروع أنّ الفكرة تمثّل حلا مبتكرا لدعم المدارس عبر الأنترنيت، إذ تهدف المنصة إلى تلبية احتياجات الطلاب الباحثين عن دعم أكاديمي عالي الجودة، حيث أوضحت المتحدثات أنّ الفكرة جاءت بناء على دراسة لواقع تدريس الدروس الخصوصية بالجزائر، حيث استدلّت الأستاذات باستبيان وجّه لأولياء الأمور، مدرسو الدروس الخصوصية وكذا التلاميذ، كما استندن إلى شهادات حول ذات الظاهرة، تخصّ ضعف الهيكل التنظيمي والبنية التحتية التي يتم فيها التدريس على غرار المحلات والعدد الكبير من التلاميذ في كل حصة، فضلا عن التكلفة المادية المرتفعة، وكذلك ظاهرة مراجعة الدروس الخاصة بسنة كاملة في يوم أو بضعة أيام، الذي يعدّ أمرا غير قابل للتطبيق بحسب الأستاذات. وقالت الأستاذات إنّ إنشاء الشركة الناشئة ممثلة في المنصة تسعى إلى تقديم دورات تعليمية وفق أسعار تنافسية، من خلال عرض الالتحاق بـ 3 مواد بسعر مادة واحدة، تعزيز القدرات المعرفية للتلاميذ الذين يواجهون صعوبات، الحد من التسرّب المدرسي قبل سنة 18 سنة، تقديم تعليم عالي الجودة مبني على تحليل الاحتياجات الذي يجريه مختصون في مجال التدريس، توظيف الأساتذة والمكونين، كذلك دمج مساعدين تربويين متخصصين يتكفّلون بالطلبة الذين يواجهون عوائق.
وذكرت المتحدّثات للنّصر أنّ فكرة المنصة تسعى إلى تقديم تجربة تعليمية مميزة وغنية تعليميا، حيث تتيح للأساتذة المتعاقدين مع المنصة تقديم دروس صفية جماعية مباشرة على الخط وأخرى فردية، كذلك تسجيلها في شكل «بودكاست» أو مواد صوتية للعودة إليها مجددا، تخزّن بالمكتبة الرقمية التي ستتضمّن مختلف المصادر والتمارين التي يضعها الأساتذة للتلاميذ، زيادة على ربط اتصالات مباشرة من خلال أيقونة الدردشة بين الأساتذة والتلاميذ لطرح الأسئلة والاستفسار، حيث أكّدن أنّ هذه الخاصية تتيح للتلاميذ ممّن يجد حرجا في طلب توضيح ضمن المجموعة أن يتواصل مباشرة مع الأستاذ. ولفتت ذات المتحدّثات إلى أنّ المنصة ستتيح إمكانية التفاعل من خلال قياس رجع الصدى وتقييم التلاميذ لأداء الأساتذة المكوّنين، بحيث تسمح باختيار الأستاذ الملائم لهم، كما فكرت الأستاذات في إتاحة المنصة بشكل مجاني بغرض تجربتها واستقبال الملاحظات ثم العمل على تحديثها بإضافة مزايا جديدة كدمج وحدات التدريب الشخصي وأدوات تحليل الأداء، زيادة على الاعتماد على البيانات لتحليل مدى تقدم التلاميذ، عبر امتحانات تقييمية، تحديد نقاط الضعف وتكييف الأساليب وفق الاحتياجات، قياس الفعالية وتقييم تأثير المنصة على المتعلم.
وذكرت الدكتورة المشرفة على فريق عمل المنصة والمختصة في العلوم البيداغوجية التعليمية، بوبة بوالشعير، أنّ الفكرة تعدّ أول مناقشة لمشروع مؤسسة ناشئة مبتكرة بالمدرسة، وسيتم التقدّم بطلب الحصول على وسم مشروع مبتكر لمؤسسة ناشئة، بالإضافة إلى البحث عن تمويل لوضعها على مستوى خادم يسمح باستيعاب أعداد كبيرة، لافتة إلى أنّ المنصة يتوقع لها توظيف 60 فردا من العمال والتقنيين، كما ترى أنّ قوة المنصة تتمثل في توجهها لفئة التلاميذ الذين يحتاجون إلى دعم أكاديمي تعليمي، على عكس المنصات الأخرى التي تتيح دروسا موحدة لمستويات مختلفة من التلاميذ.
بالإضافة إلى الاعتماد على أساليب تعليمية مبتكرة مبنية على استراتيجيات حديثة، إذ سيتم إنشاء محتوى خاص حسب احتياجات التلاميذ، بحيث سيتم تحديد الخطوط العريضة للبرامج وتبنيها من قبل المكوّنين، وفقا لمنهاج الوزارة الوصية، كما أن اختيار الأساتذة سيتم من خلال إجراء مقابلات مع إدارة المنصة المختصين ومدى تقديمهم للحلول التعليمية التي تسمح بمعالجة الإشكالات المطروحة، بالإضافة إلى توافق التلاميذ معهم، فضلا عن أنّ المنصة تتضمّن نسخ خاصة بالإدارة ومراقبة الأساتذة، الإدارة ومراقبة التلاميذ، فضلا عن الأساتذة والتلاميذ.
من جهته قال البروفيسور، مولود بوحوحو، مدير حاضنة الأعمال للمدرسة العليا للأساتذة، أنّه تم خلال سنة 2023/ 2024 تسجيل 6 مشاريع ضمن القرار 1275، 3 منها لطلبة درسوا بالمدرسة ومثلها من جامعة التكوين المتواصل مركز قسنطينة في إطار اتفاقيات لاحتضان مشاريعها ضمن هذا القرار، فتم خلال شهر جويلية الماضي مناقشة أحدها تابع لجامعة التكوين المتواصل، فيما تم أمس مناقشة مشروعين تابعين للمدرسة ضمن الحاضنة، كما سيتم اليوم مناقشة مشروع رابع لجامعة التكوين المتواصل، مع إمكانية برمجة المتبقية خلال العطلة.
وأضاف أنه بالنسبة للسنة الحالية فقد تم الشروع في استلام المشاريع الخاصة بهذا القرار، لافتا أن عدد المشاريع سيرتفع بالمقارنة مع السنة الماضية، خاصة مع دخول تخصصات أخرى على غرار الإعلام الآلي، التاريخ والجغرافيا، العلوم الطبيعية، الفيزياء، وبالتالي ستكون هناك 10 مشاريع جادة على الأقل في هذا الإطار.
إسلام. ق