تعمل مديرية التجارة لولاية قسنطينة، على رفع العراقيل التي يواجهها مستوردو اللحوم، من أجل ضمان الكميات التي تغطي احتياجات المواطنين في ولاية قسنطينة، وتهدف المديرية لضمان استيراد أكبر قدر ممكن من الكميات خلال شهر رمضان، ومضاعفتها بعد أسابيع مقارنة بالكميات المستوردة حاليا، بعد أن لاقت إقبالا كبيرا من طرف الزبائن وخاصة أصحاب الدخل المتوسط والضعيف.
وعقدت صبيحة أمس، بمقر مديرية التجارة بالمنطقة الصناعية «بالما»، لجنة خاصة اجتماعا تنسيقيا بمستوردي اللحوم من أجل ضمان وفرة لهذه المادة الحيوية، خلال شهر رمضان، وحضر الاجتماع التجار المعنيون وإطارات من المديرية، تبادلوا الاقتراحات والآراء وفق ما ينص عليه القانون، من أجل الخروج بحلول تقضي بمضاعفة كميات اللحوم المستوردة بعد أسابيع، وتحديدا في شهر رمضان.
وأكد رئيس مصلحة حماية المستهلك وقمع الغش بالنيابة بمديرية التجارة، فيصل جغيم، خلال اتصال هاتفي للنصر، أن المديرية ارتأت لتنظيم هذا الاجتماع التنسيقي من أجل معرفة أبرز العراقيل والمشاكل التي تواجه مستوردي اللحوم، بغية حلها تحسبا لشهر رمضان المقبل، كما تهدف إلى تسهيل مهمة التجار والمستوردين في كل المجالات من أجل ضمان تموين السوق بالكميات الكافية من اللحوم خلال الشهر الفضيل.
وأضاف المتحدث، أن المستوردين والتجار طرحوا بعض الانشغالات، أبرزها تتمثل في مشاكل تقنية تتعلق بالوثائق، والتي قد تعرقل عملية استيراد اللحوم، مؤكدا أن مديرية التجارة تعمل على حل هذا الإشكال من خلال نقله إلى الجهات المعنية والتي ستعمل دون شك على إيجاد حلول تمكن من تحقيق الهدف المشترك ألا وهو ضمان كميات كافية من اللحوم المستوردة.
وأفاد فيصل جغيم، أن مديرية التجارة تعي جيدا أن الطلب سيكون كبيرا على هذه اللحوم خلال شهر رمضان، ما جعلها تعمل على مساعدة المستوردين والتجار من أجل مضاعفة الكميات المستوردة خصيصا لشهر رمضان، موضحا أن مصالحه لم تقم بعد، بضبط أرقام اللحوم الأجنبية إلى حين حصول رفع بعض العراقيل.
وطرح المستوردون بعض الانشغالات على إطارات مديرية التجارة بقسنطينة، وأبرزها العراقيل التي يواجهونها خلال عملية الاستيراد، كما تحدثوا على أنهم لم يحددوا بعد الكميات، بغية تحقيق هدف مديرية التجارة بمضاعفة الكميات المستوردة، إلى حين حصولهم على رخصة من طرف وزارة الفلاحة، ويمكن حينها التفاوض على الكميات التي يمكن استيرادها بشكل قانوني وفي إطار منظم.وتحولت اللحوم الحمراء المستوردة إلى قبلة المواطنين في ولاية قسنطينة، خلال الأشهر القليلة الماضية، بل أصبحت مقصدا رئيسيا لأصحاب الدخل المتوسط والضعيف، بفضل أسعارها التي تبقى في المتناول مقارنة باللحوم المحلية العادية، ورغم الصعوبات في توفير الكميات اللازمة من طرف محلات القصابة في بادئ الأمر، توفرت هذه النوعية من اللحوم بكثرة مؤخرا.
وتشكلت طوابير طويلة في مختلف القصابات التي توفر اللحوم المستوردة، بالمقاطعة الإدارية علي منجلي، سواء تلك الواقعة في الوحدة الجوارية 6 و 14 و18 أو في مختلف المراكز التجارية والمساحات التجارية الكبيرة، بفضل نوعيتها الجيدة أو سعرها المتغير من فترة إلى أخرى إلا أنه في الغالب يتراوح ما بين 1000 دج و1300 دج.
واستفسرت النصر بعض أصحاب محلات بيع اللحوم المستوردة، والذين أكدوا أن 90 بالمئة من الزبائن يطلبون هذه اللحوم، مقابل 10 بالمئة يفضلون اللحوم المحلية الطازجة، وأرجعوا الأسباب إلى الأسعار مقارنة بالنوعية، وخاصة بالنسبة للحوم المستوردة من إسبانيا، والتي تتفوق على نظيرتها المستوردة من البرازيل، بسبب جودتها العالية، والتي يفوق في الغالب سعرها 1200 دج، فيما تحدد أسعار أقل بالنسبة للحوم البرازيلية التي لا يزيد سعرها عن 1116 دج، وأضافوا أن بعض الزبائن يختارون هذا النوع حتى عند طلبهم كميات من اللحم المفروم، أين يطلبون فرم اللحوم المستوردة بسبب سعرها المعقول.وأوضح التجار المعنيون، أن الإقبال الكبير على هذه اللحوم في الأيام العادية ينبئ بإقبال منقطع النظير في شهر رمضان، ما يتحتم على المسؤولين توفير 4 أضعاف الكميات المستوردة حاليا، من أجل تغطية الطلبات الكبيرة المتوقعة خلال شهر رمضان، وكذا في مناسبة عيد الأضحى، خاصة في ظل عدم مقدرة الكثير من المواطنين على اقتناء اللحوم العادية والتي يزيد سعرها في الغالب عن 2000 دج بالنسبة للنوعية الجيدة أو الخالية من الشحوم.
وسمح ضمان استيراد كميات معتبرة من اللحوم، بانخفاض سعرها، مقارنة بما كانت عليه قبل أشهر، حيث تراوح سعر اللحم البرازيلي ما بين 900 دج إلى 1116 دج، حسب الفترة ومحل البيع، فيما تراوح سعر اللحم الإسباني ما بين 1100 دج إلى 1300 دج، بعد أن كان في وقت سابق لا يقل عن 1800 دج، ويلجأ أصحاب القصابات إلى خفض الأسعار لعدم بقاء مثل هذه النوعية من اللحوم مخزنة لفترات زمنية طويلة، خاصة وأنها تستورد مبردة لا طازجة لضمان صلاحيتها للاستهلاك البشري خلال عملية نقلها من البلد المعني إلى الجزائر.
كما ساهم الإقبال الكبير على هذا النوع من اللحوم، من طرف الزبائن في استقرار أسعارها بعد توفرها بقوة مؤخرا، خاصة وأن ظهورها في فترة سابقة اقتصر على بعض صفحات الفايسبوك الخاصة بالقصابات في شكل فيديوهات، يؤكد فيها التجار أن اللحم المستورد سيتوفر في اليوم المحدد، ليعرف المحل طوابير طويلة في ذلك اليوم من طرف المواطنين وبأسعار مرتفعة نوعا ما مقارنة بالمعتمدة اليوم، وتهدف مديرية التجارة إلى ضمان كميات معتبرة من أجل تلبية وتغطية احتياجات الزبائن وضمان استقرار الأسعار، خاصة وأن أي إقبال غير متوقع يتسبب في نفاد الكميات المتوفرة قد يؤدي إلى رفع الأسعار كما هو متعود مع مختلف المواد الأخرى في شهر رمضان.
حاتم / ب