خصصت مديرية التعمير والبناء بقسنطينة، قرابة 40 مليار سنتيم لمشروع إعادة تهيئة 28 شارعا بالسويقة والقصبة بالمدينة القديمة ، حيث تم تعيين مقاولات لإنجاز الأشطر الأولى من المشروع في انتظار انطلاق الأشغال في أقرب الآجال.
وأعلنت ولاية قسنطينة، عن الشروع في تهيئة 28 شارعا بالمدينة القديمة، وذلك على مستوى أزقة و أحياء السويقة و القصبة و بعض المواقع الأخرى بالمدينة القديمة، حيث تم تعيين المقاولات الخاصة بالأشطر الأولى في انتظار إتمام الإجراءات و إطلاق الأشغال في آجال قريبة جدا.
وسيشمل المشروع إعادة تهيئة أزقة المدينة القديمة لاسيما المحاور الكبرى منها، حيث سيتم، وفق مديرية التعمير، إعادة الاعتبار وتهيئة الحجارة المصقولة والأرصفة، باستعمال الحجارة القديمة، وكذا اقتناء أخرى مماثلة لها بالنسبة للمساحات المنقوصة، مع ضرورة اعتماد نظام خاص لتمرير مختلف الشبكات، ليتم على إثرها ،وفق المصدر، وضع الحجارة المصقولة بتقنية استعمال الرمل لترشيح الماء أوتوماتيكيا، لتكون المرحلة النهائية التكفل بالإنارة و إعادة الاعتبار لواجهات المحلات، حتى تتحول المدينة القديمة إلى مركز سياحي بامتياز.
ورصد للمشروع 40 مليار سنتيم، حيث سيتم اختيار المواد المستعملة ، لاسيما وأن المشروع يكتسي طابعا تراثيا بالنظر لخصوصية المكان و عراقته ، في حين تم تعيين مقاولات متخصصة في المجال، علما أن الوالي سبق وأن أكد بأن الولاية على استعداد لتخصيص ميزانيات إضافية مستقبلا للمشروع ، في حال تقدمه ونجاحه.
ويتوقع أن تسهم هذه الجهود في بعث الحياة إلى المدينة القديمة، وتحويلها إلى نقطة جذب سياحي بارزة تُبرز الطابع التاريخي والثقافي للمدينة، لاسيما وأن رئيس الجمهورية قد أكد خلال عرض مخطط عصرنة العاصمة، عزم السلطات العليا في البلاد على إعطاء عناية خاصة لمدينة قسنطينة، وخاصة القطاع المحفوظ منها، حيث ذكر أن المدينة ستنال ما تستحقه من اهتمام وإمكانيات تليق بتاريخها العريق ودورها الثقافي والحضاري، مما يعزز جهود إعادة الاعتبار لهذا الإرث الوطني.
وقد عرفت مشاريع ترميم القطاع المحفوظ، لاسيما المساجد العتيقة بالمدينة القديمة بقسنطينة، نجاحا رغم تأخرها لسنوات، حيث تم تعيين مؤسسات متخصصة أعادت المساجد إلى سيرتها الأولى وبمواد ذات جودة عالية على غرار ما تم في الجامع الأخضر و حسن باي، وكذا المسجد الكبير و مسجد باشتارزي ومسجد الأربعين شريفا، في انتظار الانتهاء من ترميم سيدي الكتاني و الزاوية التيجانية السفلى ومسجد السيدة حفصة. وينتظر أيضا الدفع بمشروع ترميم القطاع المحفوظ بالمدينة القديمة، والذي رفع التجميد عن 8 عمليات منه شهر مارس من سنة 2022 ، بعد أن تم تخصيص أزيد من 312 مليار سنتيم لها، علما أن وزيرة الثقافة (سابقا) صورية مولوجي قد عاينت السويقة السفلى، العام الماضي، وانتقدت تأخر الانطلاق في العمليات المسجلة، مؤكدة على ضرورة تحضير دفتر الشروط وتحديد خطة طريق لآجال الإنجاز .
لقمان/ق