تعمل ولاية قسنطينة، على تغيير وجهها القديم بآخر عصري، بفضل برنامج سكني كبير سيجسد في الأشهر القليلة القادمة، بعد برمجة توزيع مئات السكنات من مختلف الصيغ، موازاة مع القضاء على السكنات الهشة والقصديرية، التي تشوه النسيج العمراني في الولاية.
حاتم بن كحول
اعتمدت ولاية قسنطينة، برنامجا للقضاء على السكنات الهشة والأكواخ القصديرية، خلال السنة المنصرمة مكّن من تطهير عشرات الأحياء من هذا النوع من السكن الذي شوه النسيج العمراني في الولاية وخاصة ببلدية قسنطينة، وسيتواصل هذا البرنامج للقضاء نهائيا على الهش، بعد أن شمل مؤخرا قاطنيها في كل من حي السويقة بالمدينة القديمة وحي قايدي عبد الله «عوينة الفول».
ومن أجل إعطاء نفس جديد لمختلف البرامج وإطلاق الجديدة منها، ترأس والي قسنطينة عبد الخالق صيودة، أول أمس، جلسة عمل تناولت دراسة وضعية إنجاز البرامج السكنية بمختلف الصيغ بحضور، الأمين العام للولاية، مدير السكن، مدير التعمير والهندسة المعمارية والبناء، المدير الجهوي لتطوير وتحسين السكن عدل، المدير العام لديوان الترقية والتسيير العقاري، مدير البنك الوطني للإسكان، مدير المؤسسة الوطنية للترقية العقارية.
1740 سكن اجتماعي مبرمج للتسليم سنة 2025
وتم في البداية، تقديم عرض مفصل عن البرامج السكنية الهامة التي استفادت منها الولاية بمختلف الصيغ، لاسيما البرامج في طور الإنجاز، في طور الانطلاق والبرنامج الجديد 2024، فبالنسبة للسكن العمومي الإيجاري «الاجتماعي»، تم التطرق إلى البرنامج الجاري والمبرمج للتسليم خلال سنة 2025 بما يعادل 1740 وحدة بكل من بلديات قسنطينة، بن باديس، ديدوش مراد، أولاد رحمون، علي منجلي، بن زياد وعين سمارة.
برمجة إنجاز 4800 سكن اجتماعي في 8 بلديات
وبخصوص برنامج السكن الاجتماعي الذي هو في طور الانطلاق، وكذا البرنامج الجديد لسنة 2024، فقد تم التأكيد على أنه يتضمن 4800 وحدة سكنية هي في مرحلة اختيار مكاتب الدراسات مقسمة على 8 بلديات، متمثلة في 200 وحدة بالرتبة ببلدية ديدوش مراد، إضافة إلى 400 وحدة أخرى بذات المنطقة أي الرتبة، 200 بابن زياد، 250 وحدة بزيغود يوسف، 250 وحدة بالتوسعة الغربية لعلي منجلي، 600 بالتوسعة الجنوبية علي منجلي، 200 وحدة بحامة بوزيان، إضافة إلى حصة 100 ببكيرة في ذات البلدية أي حامة بوزيان، 800 وحدة بسيساوي قسنطينة، 600 سركينة ببلدية قسنطينة، 600 بالإخوة عباس قسنطينة، ، 150 ابن باديس، 150 عين عبيد، 50 بونوارة ببلدية أولاد رحمون، إضافة إلى حصة أخرى تتمثل في 100 سكن بأولاد رحمون أيضا، 100 مسعود بوجريو و100 بني حميدان.
334 سكن تساهمي في طور الإنجاز و800 متوقفة بها الأشغال
بالنسبة للسكن التساهمي، تشير الوضعية إلى انطلاق أشغال إنجاز 334 وحدة، حيث يبقى المشروع في طور الإنجاز، فيما تبقى الأشغال متوقفة على مستوى 800 وحدة، ما اعتبره الوالي أمرا غير مقبول، وأسدى تعليمات لمدير السكن من أجل اتخاذ الإجراءات القانونية في حق المتقاعسين مع برمجة جلسات عمل لدراسة العراقيل وإيجاد الحلول العملية الممكنة لكل مشروع لتسليم هذه السكنات لمستحقيها في أقرب الآجال.
برمجة إنجاز 8200 سكن عدل 3 و12600 سكن آلبيا 1 و2
أما بخصوص برنامجي الترقوي المدعم «آلبيا 1 و2»، المقدرين إجمالا ب 12600 وحدة منها 3484 + 2050 وحدة في طور الإنجاز، فيما لم تنطلق بعد الأشغال على مستوى 3430 وحدة، ما جعل الوالي يشدد على الإسراع في إطلاق ما تبقى من هذا البرنامج، كما تم التطرق لبرنامج عدل 3، حيث استفادت الولاية من الشطر الأول بـ 2700 وحدة و5500 وحدة كشطر ثاني، والتي من المرجح أن تنجز على مستوى عدة بلديات منها بلدية قسنطينة.
وتناول الاجتماع كذلك الصيغ السكنية الأخرى، منها السكن الريفي والترقوي الحر، أين كلف الوالي لجنة لمعاينة لهذا البرنامج عبر تراب الولاية، وتوجيه إعذارات للمقاولات المتأخرة والورشات المتوقفة لإعطاء ديناميكية أكثر ومراقبة هذه المشاريع بما يعزز الحظيرة السكنية بقسنطينة.
إحصاء الجيوب العقارية المتوفرة لإنجاز برامج سكنية عصرية
كما كلف الوالي، مديرية التعمير، بإحصاء الجيوب العقارية المتوفرة بمدينة قسنطينة من أجل تخصيصها لإنجاز برامج سكنية عصرية تليق بحجم عاصمة الشرق الجزائري، خاصة في ظل شح الأوعية العقارية المناسبة لإنجاز مشاريع سكنية، في محاولة لإعادة إعمار بلدية قسنطينة، التي فقدت عددا كبيرا من سكانها خلال السنوات الأخيرة الماضية، بسبب سلسلة الترحيلات الخاصة بالسكنات الهشة أو الاجتماعية إلى بلديتي عين عبيد والخروب وكذا إلى المقاطعة الإدارية علي منجلي.
وتقوم مكاتب الدراسات، بعد إزالة السكنات الهشة والقصديرية نهائيا من بعض الأحياء، بدراسة مدى إمكانية إنجاز مجمعات سكنية، على تلك المساحات خاصة وأن البعض منها لا تصلح لإنجاز عمارات، على غرار مساحات في حي سيدي مسيد «لابيسين» أين سيتم تعويض تلك السكنات بإنجاز مؤسسات تربوية، وهو ما سيحدث في بقية الأحياء، حيث ستلعب نوعية وطبيعة الأرضية دورا في تحديد نوعية المشروع الذي سيتم إنجازه.
وعرفت بلدية قسنطينة، في السابق انتشار أحياء قصديرية وسكنات هشة في عدة أحياء متمثلة في سيساوي، جنان الزيتون، نهج الثوار «رود براهم»، سيدي مسيد «لابيسين»، باب القنطرة، بودراع صالح، الصنوبر «الشالي»، الكيلومتر الرابع، باردو، عوينة الفول، حي بن بولعيد، السويقة، الجباس القديم، قيطوني عبد المالك «رود بيانفي»، القماص، المالح، الحطابية، لاسيتي مزيان، الكيلومتر التاسع، البطحة، رحماني عاشور، وغيرها من الأحياء التي قد تتحول المساحات الشاغرة بها إلى مشاريع سكنية مختلفة الصيغ في المستقبل.
وشرعت ولاية قسنطينة، في خطوة أولى لمحاولة إعادة إعمار بلدية قسنطينة، بتخصيص مساحات صالحة لإنجاز مشاريع سكنية بمنطقة سركينة التي تتوفر على مساحات معتبرة، من شأنها أن تساهم في الحفاظ على عدد سكان البلدية أو إعادة رفعها أكثر، خاصة وأنه سيتم ترحيل حوالي ألف عائلة تقطن حاليا في حي «جنان الزيتون» إليها، وستعرف أيضا إنجاز وحدات سكنية خاصة بالوكالة الوطنية لتحسين السكن وتطوره في إطار برنامج عدل 3.
أزيد من 1000 عائلة رُحلت من سكنات هشة إلى أخرى لائقة
وركزت السلطات الولائية بقسنطينة، على إزالة السكنات الهشة والأكواخ القصديرية في مختلف الأحياء القديمة، خلال السنة المنصرمة، وأعدت من أجل ذلك برنامجا مدروسا يمكن من تقليص عدد هذه السكنات إلى حين القضاء عليها نهائيا، ومكنت هذه العمليات من ترحيل 1070 عائلة كانت تقطن في سكنات هشة تشكل تهديدا على سلامتهم وأمنهم، مع إطلاق 6 عمليات ترميم وذلك سنة 2024.
وحددت الولاية برنامجا مسطرا يشمل 1226 عائلة تقطن بالسكن الهش، وزعت منه أزيد من 1000 وحدة، و شملت آخر عملية 226 عائلة من قاطني السكن القصديري والهش المتواجدة على مستوى حي السويقة بالمدينة القديمة وحي قايدي عبد الله المعروف باسم «عوينة الفول».
إزالة مئات السكنات القصديرية بأحياء في بلدية قسنطينة
وتمكنت السلطات البلدية والولائية من إزالة المئات من السكنات الهشة والأكواخ القصديرية في الفترة الماضية، موزعة على عشرات الأحياء، حيث أزالت بلدية قسنطينة 13 كوخا في حي سيساوي بنيت في بداية السنة المنصرمة ، كما هدمت أزيد من 260 كوخا قصديريا استفاد أصحابها من سكنات جديدة، على مستوى عدة أحياء منها الزيادية وجبل الوحش، وبودراع صالح والحطابية، كما أزيلت قبل أسبوع، سكنات هشة كانت تقطنها 226 عائلة في كل من حي السويقة وحي عوينة الفول، كما أزالت بلدية قسنطينة 13 بناء فوضويا بحي القماص مؤخرا.
المرحلون استفادوا من سكنات لائقة عصرية
وزارت النصر السكنات الموزعة على أصحاب الهش والقصديري، الواقعة في المقاطعة الإدارية علي منجلي، لتقف على سكنات عصرية جديدة تتوفر على كافة الظروف، سواء فيما يخص ربطها بمختلف الشبكات على غرار الماء والغاز والكهرباء والصرف الصحي، والأنترنت والهاتف وغيرها، أو فيما يتعلق بالواجهة الخارجية التي كانت محترمة، من خلال طلائها بألوان متناسقة أو تهيئتها الخارجية المنتهية، وتزويدها بمساحات خضراء ومرافق ترفيهية للأطفال، تفوق بكثير تلك الموزعة في إطار صيغ أخرى.
وجهزت هذه السكنات بنوافذ ألمنيوم في شاكلة سكنات الصيغ الأخرى، وأبواب ذات نوعية جيدة، ومساحة معتبرة للغرف والبهو، ومنها المطلة على واجهتين، على غرار تلك الموزعة في المدينة الجديدة ماسينيسا والقطب السكني الجديد عين نحاس أو الواقعة في التوسعة الغربية للمقاطعة الإدارية علي منجلي.
قسنطينة من الولايات الرائدة في توزيع السكن
تعتبر ولاية قسنطينة من الولايات الرائدة في توزيع السكن على المستوى الوطني، خلال السنوات الأخيرة، بعد أن عرفت توزيع حوالي 10 آلاف و500 وحدة سكنية من مختلف الصيغ سنة 2024، مقسمة على 5527 وحدة خاصة بالسكن العمومي الإيجاري، 2715 ترقوي حر، 200 البيع بالإيجار «عدل»، 192 ترقوي تساهمي، توزيع 1070 وحدة سكنية في إطار ترحيل ساكني الهش، مع إطلاق 6 عمليات ترميم، حسب أرقام تعبر عن حصيلة الولاية مقدمة من طرف الوالي بمناسبة نهاية سنة 2024.
وأفاد عبد الخالق صيودة، في تصريحات صحفية خلال عملية توزيع 1090 سكنا من مختلف الصيغ، بمناسبة تخليد ذكرى مظاهرات 11 ديسمبر 1960، بدار الثقافة مالك حداد، أن كل الحصص السكنية المنجزة عبر مختلف بلديات الولاية، قد وزعت على مستحقيها، مبشرا سكان الولاية، ببرنامج يتمثل في 40 ألف وحدة سكنية استفادت منها قسنطينة خلال آخر سنتين، منها جزء كبير انطلقت الأشغال على مستواه، فيما الجزء المتبقي يبقى في طور الإجراءات المتعلقة بالصفقات العمومية، مبرزا أن الولاية استفادت من حصة هامة من السكنات مختلفة الصيغ على غرار «عدل» والعمومي الإيجاري والترقوي المدعم، مؤكدا أن الولاية حاليا عبارة عن ورشات كبيرة لإنجاز السكنات.
وأرجع المسؤول عن الولاية، أسباب سرعة وتيرة أشغال المشاريع السكنية، ما مكن من توزيع أزيد من 20 ألف وحدة من مختلف الصيغ في البرنامج السابق، إلى المتابعة الصارمة، موضحا أنها كلمة السر وراء تسليم المشاريع في آجالها المحددة خلال آخر سنتين، معترفا أن وتيرة الأشغال كانت بطيئة خلال السنوات الماضية، لتتحول اليوم قسنطينة إلى مثال يقتدى به من طرف كل الولايات فيما يخص إنجاز المشاريع، واصفا الولاية بأنها رائدة في هذا المجال، سواء من خلال احترام المواعيد والآجال المحددة أو من خلال الأغلفة المالية الموجهة لإنجازها، وذكّر المتحدث، أنه في سنة 2024 وزع أزيد من 10 آلاف سكن، إضافة إلى حصة 800 سكن اجتماعي خاص ببلدية حامة بوزيان تم إشهارها وسيتم التكفل بها في القريب العاجل. ولفت إلى أن كل عمليات توزيع السكنات بمختلف البلديات تمت في هدوء تام.