ستنطلق أشغال إنجاز مقبرة جديدة في المقاطعة الإدارية علي منجلي، خلال الأسبوع الجاري، وتحديدا بالطريق الرابط بين علي منجلي وعين سمارة بالمنطقة الجنوبية للمدينة، وتتربع هذه المقبرة حسب الدراسات على مساحة 6 هكتارات قابلة للتوسع أكثر مستقبلا.
وبعد دراسة ملف إنجاز مقبرة في المقاطعة الإدارية علي منجلي، لمدة أسابيع، من طرف السلطات الولائية بالتنسيق مع البلدية، انتهت الدراسة المتعلقة بهذا المشروع، حيث اطلع الوالي في جلسة عمل، أول أمس، بحضور الوالي المنتدب لمقاطعة علي منجلي، رئيس دائرة عين سمارة، رئيس بلدية عين سمارة، رئيس الديوان، مستشارة بالديوان ومكتب الدراسات. وتقع المساحة التي ستخصص لإنجاز مقبرة في علي منجلي، بالجهة الجنوبية للمدينة، وتحديدا بمحاذاة الطريق الولائي رقم 101 الرابط بين علي منجلي ومدينة عين سمارة، وتتربع المقبرة الجديدة على مساحة 6 هكتارات، قابلة للتوسع أكثر مستقبلا، لتستوعب أكبر عدد ممكن، وتقرر خلال اجتماع الوالي والمسؤولين عن العملية، انطلاق الأشغال خلال الأسبوع الجاري. وجاء اختيار الأرضية بعد دراسة دامت لسنوات، قضاها المسؤولون عن العملية في البحث عن مساحات مناسبة من حيث نوعية الأرضية وموقعها في علي منجلي، خاصة وأن المدينة تعرف تشبعا في توفر الأراضي المناسبة لإنجاز مقبرة، لتتفق كل الأطراف وبعد عمليات دراسة طويلة، اختيار مساحة مفتوحة تقع بعيدا عن وسط مدينة علي منجلي، من أجل تفادي الاختناق المرور خلال عمليات الدفن، وفي نفس الوقت قريبة جدا من كل الوحدات الجوارية وكذا مدينة عين سمارة وضواحيها، ما يسهل مهمة الدفن بالنسبة للمواطنين.
وكان ملف إنجاز مقبرة في علي منجلي، موضع اهتمام السلطات منذ سنوات، حيث تم خلال تلك الفترة معاينة بعض الأرضيات القريبة من المساحة المختارة حاليا، واتضح حينها أنها عبارة عن أراض صخرية يصعب حفرها أو استغلالها، فيما لم تتوفر مساحات مناسبة وغالبا ما تكون أرض خصبة سهلة الحفر، ليقوم أحد الفلاحين بعرض أرضه للبيع على بلدية الخروب مقابل مبلغ رمزي، من أجل استغلالها كمقبرة، وذلك على مستوى أرض فلاحية بقرية الذهبية على بعد 300 متر عن الوحدة الجوارية 20، تبلغ مساحتها 7.5 هكتارات، وتقع بمحاذاة مقبرة مخصصة لدفن موتى سكان القرية، وأكد الفلاح حينها أنه عرض أرضه الفلاحية ذات مردودية ضعيفة، على بلدية الخروب مقابل مبلغ رمزي، على أن يتبرع بنصف هكتار منها. وعانى سكان المقاطعة الإدارية علي منجلي، من انعدام مقبرة في المدينة، ما يجبرهم للتحول إما لمقبرة زواغي سليمان، والتي تعرف تشبعا في توفر المساحات، ويصعب على أي كان الظفر بمترين مخصصة للدفن، أو التوجه إلى مقبرة البعراوية ببلدية الخروب، والتي تبعد بمسافة معتبرة عن وسط مدينة علي منجلي، ما جعل السكان يعانون من أجل دفن موتاهم منذ سنوات، لتختلط عليهم عند كل وفاة مشاعر الحزن على فقدان القريب أو البحث له عن مكان مناسب للدفن. وطالب السكان الذين يفوق عددهم حاليا 500 ألف نسمة، بمقبرة في علي منجلي، منذ أزيد من 10 سنوات، راسلوا خلالها مختلف المسؤولين سواء في المجلس الشعبي البلدي أو المجلس الولائي أو مختلف الولاة الذين تعاقبوا على تسيير ولاية قسنطينة، ليأتي الفرج بعد صبر طويل، ويتم تخصيص مساحة معتبرة كمقبرة، تكون قبلة قاطني هذه المقاطعة الإدارية في الأسابيع القليلة المقبلة.
وتتوفر حاليا مدينة علي منجلي، على مقبرة قديمة تقع في الوحدة الجوارية 13، تتوسط المجمعات السكنية، كما تعتبر منطقة عبور المارة، ما جعل سكان هذه الوحدة، يعبرون عن امتعاضهم من انتهاك حرمة المقابر بعد أن تحولت إلى معبر عمومي، تداس فيه حرمة الميت، خاصة وأن هذا المكان المقدس يشهد يوميا مرور مئات المواطنين والتلاميذ من أجل التنقل من مقر سكناهم إلى المؤسسات التربوية المحاذية للمقبرة، لعدم وجود طريق آخر يربط بينهما لمدة 15 سنة، وأكد القاطنون في الحي أنهم راسلوا السلطات عدة مرات دون جدوى، قبل أن تقرر المندوبية إنجاز ممر قد ينهي هذا المشكل.
حاتم / ب