فتحت مدرسة ضباط الصف للمعتمدية، الشهيد الصديق بوريدح بقالمة، أبوابها لوسائل الإعلام و الجمهور أمس الأربعاء، لإطلاعهم على آخر ما توصلت إليه هذه القلعة العريقة
من تطور في مناهج التعليم و التدريب العسكري القاعدي، و التحكم في التكنولوجيا و مبادئ العسكرية التقليدية، في إطار الجهد المتواصل الذي تبذله المؤسسة العسكرية الوطنية لمواكبة التحولات المتسارعة في مجال الاحتراف والتطور ومواجهة التحديات المستقبلية، و الانفتاح أكثر على المحيط و توطيد العلاقة معه باعتباره العمق الاستراتيجي الذي يستند عليه الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير.
و قال قائد المدرسة، العقيد هند الحاج، الذي كان في استقبال الصحافيين و المواطنين، بأن الأبواب المفتوحة تندرج في إطار السنة التكوينية للجيش الوطني الشعبي 2024/2025، مضيفا بأن العلاقة بين الجيش و شعبه تتعزز باستمرار، من خلال انفتاح المؤسسة العسكرية على المجتمع، و تنظيم الزيارات التي صارت تقليدا راسخا، توطدت بفضله العلاقات بين المدرسة و وسائل الإعلام و المواطنين الذين أصبح بإمكانهم التعرف على مختلف هياكل الجيش الوطني الشعبي، الذي يستمد قوته من العمق الشعبي باعتباره عمقا استراتيجيا يمد القوات المسلحة بمزيد من الطاقات البشرية و يقف إلى جانبها في كل القضايا المصيرية التي تهم مستقبل البلاد و أمنها و استقرارها الاقتصادي و الاجتماعي.
منظومة تعليم تتطوّر باستمرار و طلبة من دول شقيقة وصديقة
يقول قادة المدرسة، الذين رافقونا إلى مختلف الهياكل و الأقسام، بأن منظومة التعليم والتدريب تعرف تطورا مستمرا يواكب التحولات المتسارعة ويستجيب لاحترافية وحاجيات الجيش الوطني الشعبي الذي يتوفر اليوم على منظومة تعليمية عالية الكفاءة.
و تعمل مدرسة ضباط الصف للمعتمدية الشهيد الصديق بوريدح بقالمة، على تلبية رغبات الشباب الجزائري من كل الولايات، من خلال فتح مسابقات الالتحاق بها كل سنة في حدود المقاعد المتاحة و التخصصات التي تحتاجها هياكل الجيش الوطني الشعبي.
و تستقبل المدرسة كل سنة دراسية، طلبة من دول شقيقة و صديقة تربطها علاقات تعاون عسكري مع الجزائر في مجال التكوين حيث وجدت القيادات العسكرية لهذه الدول في قلعة المعتمدية بقالمة المكان المناسب لتكوين الكوادر، في التخصصات التي تضمنها مدرسة ضباط الصف للمعتمدية الشهيد الصديق بوريدح بقالمة، و خاصة في مجال التسيير و التموين و الإمداد اللوجيستيكي.
و تعتمد المدرسة التي أنشئت قبل 43 عاما، على هيئة تدريس متمكنة في مختلف التخصصات، حيث تعد مديرية التكوين العام القلب النابض لقلعة المعتمدية و مهمتها ضمان التكوين الفعال لضباط الصف لسلاح المعتمدية، و إمداد مختلف القيادات و المديريات و المصالح المركزية التابعة لوزارة الدفاع الوطني.
تجول الفريق الصحفي و المواطنون، بأغلب أقسام التدريس و المخابر و الأسلحة و الصحة العسكرية و نظام الإعاشة و النشاطات المتنوعة الرياضية و الثقافية، التي تعد عاملا مهما في الحياة اليومية للطلبة.
و إلى جانب التدريب على مختلف أنواع الأسلحة الخفيفة فإن المدرسة تقدم تكوينا في العلوم الاقتصادية و المالية و العلوم الإنسانية و الإعلام الآلي و اللغات الأجنبية التي تعد هي الأخرى سلاحا ضروريا لمواكبة التحولات المتسارعة، حيث بدأت الإنجليزية تستعمل في التكوين في توجه يسلكه الجيش الجزائري نحو الاحترافية و العالمية.
و تسعى مديرية التعليم بالمدرسة إلى تعميم النظم الرقمية على كل البرامج المعتمدة وخاصة في مجال التسيير والمالية، لتسهيل مهمة ضابط الصف وتطوير مهاراته، في مجال الحاسوب الذي يوفر جودة العمل و السرعة و كفاءة الأداء.
الرياضة العسكرية سلاح فعال لإعداد جيش قوي
تركز مدرسة ضباط الصف للمعتمدية بقالمة كثيرا على البرامج الرياضية، فالطالب هنا عسكري و رياضي و إداري و مسير للمالية، و التموين و الموارد البشرية، و لا يكاد يختلف التدريب العسكري القاعدي على الرماية و سلاح الإشارة و الطبوغرافية و تحليل الخرائط ثلاثية الأبعاد، و تفكيك و تركيب الأسلحة الخفيفة التعامل مع الألغام، عن البرامج الرياضية، حيث تتوفر المدرسة على إمكانات هامة في هذا المجال، و توجد بها قاعة متعددة الرياضات تحتضن العديد من المنافسات الوطنية و الجهوية كل سنة، إلى جانب ملعب كرة قدم من الجيل الخامس.
و قد تابعنا عدة استعراضات رياضية داخل القاعة الكبرى، و على بساط ملعب كرة القدم، حيث أبدع طلاب المدرسة في فنون القتال و الالتحام.
النقل و الإطعام و الصحة العسكرية و التدريب الأولي على الرماية و المكتبة و الأنشطة الثقافية كانت كلها ضمن برنامج الأبواب المفتوحة، التي صارت تقليدا راسخا لدى القيادة العليا للقوات المسلحة التي تعمل على مزيد من الانفتاح على المحيط و توطيد العلاقة بين الجيش و شعبه.
فريد.غ