الثلاثاء 25 مارس 2025 الموافق لـ 25 رمضان 1446
Accueil Top Pub

كل التفاصيل عن عصرنة المدينة: أبراج لتعويض المباني القديمة في 3 أحياء بقسنطينة


عرضت مديرية التعمير والهندسة المعمارية والبناء لولاية قسنطينة، تفاصيل خاصة بمشروع إعادة تهيئة المدينة القديمة، وتشمل عصرنة 3 أحياء من الأكبر على مستوى المدينة القديمة، حتى تحافظ الولاية على واحدة من أكبر مكتسباتها وثرواتها التاريخية، وتعزز الهوية الثقافية للمدينة، وتبث الحيوية في نسيجها الحضري وجعلها وجهة حضرية نابضة بالحياة.

حاتم بن كحول

وأظهر فيديو عرض على وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية ووالي قسنطينة، عند زيارة الأول للولاية قبل أيام، كل التفاصيل الخاصة بمشروع عصرنة المدينة القديمة، من خلال محاكاة ظهور الأحياء المعنية بعد نهاية الأشغال، حيث ظهرت في أبهى حلة لها، ما جعل الكثير من الحاضرين يتساءلون عما إذا كانت المقاولات المنجزة قادرة على إنجاح تلك المجسمات الأولية وتحويلها إلى حقيقة.
ويشمل مشروع عصرنة أحياء مدينة قسنطينة، في البداية 3 أحياء تعتبر من الأقدم والأكبر في الولاية، بداية بحي كوحيل لخضر أو كما يعرف «بجنان الزيتون»، بمساحة 7.88 هكتار، فيما يتمثل الموقع الثاني المعني بالتجديد والعصرنة في حي بن بوالعيد أين تم اقتراح إنجاز مجمع سكني جد راقي، فيما تم اختيار حي القصبة ليكون كثالث حي يستفيد من عمليات إعادة تهيئة وتأهيل، في إطار تثمين التراث القسنطيني لهذا الحي العتيق.
ويهدف هذا المشروع إلى خلق ديناميكية سياحية والحفاظ على التراث والتاريخ، حيث تم تنصيب 4 مقاولات أشغال فيما تجري عملية تنصيب المقاول الخامس، ومنح وزير الداخلية إشارة الانطلاقة لهذا المشروع الضخم من نقطة بحي القصبة، فيما تتطلب عملية تجسيد كامل المشروع لغلاف مالي معتبر، حسب ما أكد مدير التعمير بقسنطينة، ما جعل الوزير يعده بأن الدولة ستدعم هذا المشروع الكبير.
وشهدت قسنطينة، تعاقب عدة حضارات ساهمت كل واحدة منها في تشكيل هويتها المعمارية الفريدة، ما منح المدينة طابعها الاستثنائي، ومن بين العناصر المميزة لها يمكن ذكر الأنفاق الأرضية، والبنايات المنجزة أعلى الصخرتين، وجسورها المعلقة الرابطة بين الضفتين، ومدينتها القديمة المعروفة بالأزقة الضيقة الفريدة من نوعها.
ومن شأن المشروع الجديد تعزيز الهوية الثقافية للمدينة، وبث الحيوية في نسيجها الحضري وجعلها وجهة حضرية نابضة بالحياة، ويأتي اختيار 3 أحياء من بين الأحياء القديمة لها، باعتبارها مواقع هامة وإستراتيجية، لتواجدها بالقرب من وسط المدينة، وإطلالتها الفريدة والمميزة وباعتبارها واجهات قسنطينة.
كوحيل لخضر .. مبان ضخمة وجسر وصل بين مختلف المناطق الحيوية
ويتمثل الموقع الأول في حي كوحيل لخضر، واقترح بشأنه أن يتم هدم مبانيه الواقعة بمحاذاة الطريق الوطني رقم 05، على مساحة إجمالية قدرها 7.88 هكتار، ليكون ذلك جزءا من خطة لتطوير المنطقة وإنشاء مشروع جديد، حسب ما جاء في الفيديو التفصيلي، ويتميز حي كوحيل لخضر بموقعه الاستراتيجي، مما يجعله حلقة وصل بين مختلف المناطق الحيوية، ويشتهر بأزقته الضيقة والمنازل تقليدية الإنجاز التي تعكس التراث المعماري بقسنطينة، وتم اقتراح توسيع شبكات الطرق الحالية، لتحسين نوعية الحياة للسكان وتعزيز النشاط الاقتصادي في المنطقة، مع توفير مسارات للدراجات والمشاة لتقليل الاعتماد على السيارات، مع إنجاز مبان ضخمة.
وأدى تقاطع هذا الحي بتشكيل 4 قطع أرضية لأربع مناطق، ليستوحي هذا المشروع بشكل عميق من روح قسنطينة مع لمسة عصرية من خلال دمج العناصر الحديثة مع المحافظة على هوية المدينة، حيث يهدف إلى إعادة تنشيط الفضاء الحضري ومنح قسنطينة نفسا جديدا، مع الحفاظ في نفس الوقت على طابعها الفريد من نوعه وإرثها المعماري، ومن خلال هذا المشروع ستظل قسنطينة محافظة على سحرها التاريخي مع تجديدها بأبعاد عصرية تجعلها وجهة حيوية وممتعة.
وفي إطار التحسين الحضري للمدينة، رغب المسؤولون عن المشروع دمج هذه الديناميكية، من خلال إعادة إنشاء عناصر هندسية عمودية، وشبكة من الروابط بين الأجزاء المختلفة للمشروع، ومن الناحية الوظيفية يعتمد قلب المشروع على جسر صغير كامتداد للجسور التي تعرف بها قسنطينة، وسيلعب هذا الجسر دورا مركزيا لضمان الوصل بين مختلف عناصر المشروع، وسيكون مخصصا للمشاة فقط، في حين أن مسار المركبات سيكون أسفله مما يعزز سلاسة الحركة، بالإضافة إلى ذلك سيتيح هذا الجسر الوصول إلى أسطح المباني المختلفة، التي ستتم تهيئتها لتكون مساحاتها خضراء وأماكن مفعمة بالحيوية.
وستستضيف هذه الأسطح الخضراء فعاليات ثقافية مما يعزز التنشيط الحضري ويجعل الفضاء أكثر جاذبية واستقطابا للسكان والزوار، حيث ستوفر هذه المساحات إطلالات خلابة على الأزقة المحيطة، مما يعزز هوية المشروع كفضاء حيوي للسياحة والراحة، كما تعتمد التصميمات الحجمية للمشروع على تنظيم الارتفاعات، بداية بموقف سيارات متعدد الطوابق يحتوي على قاعات متعددة الاختصاصات في الطابق الأرضي وقاعة رياضية وقاعات للتمثيل والعروض، أما في السطح فقد تم اقتراح فضاء أخضر للترفيه، يليه مركز أعمال ثم فندق، وأخيرا برج أعمال والذي يعد العنصر الأساسي في المشروع، وتم توزيع المرافق بطريقة تسمح للبرج بالتميز وتعزز طابعه المعماري.
حي بن بوالعيد .. أبراج بواجهات زجاجية لتعويض العمارات القديمة
ويتمثل الموقع الثاني في حي بن بوالعيد، والذي يعد واحدا من الأحياء التي تحمل تاريخا غنيا يمثل نموذجا للعمارة التقليدية وذاكرة المدينة، ولتحسين هذا الحي وتطويره، تم اقتراح هدم المباني الموجودة في الموقع، الذي يقع على الطريق الوطني رقم 05، بمساحة إجمالية تقدر ب4.4 هكتار، وهذا سيكون جزءا من خطة لتطوير المنطقة وإنشاء مشروع جديد يتمثل في إنجاز عمارات ذات شقق فاخرة وعددها حوالي 760 شقة.
يمنح موقع الحي إطلالة رائعة على المدينة والمناطق المحيطة بها لتواجده بالقرب من المعالم التاريخية والمواقع الثقافية مما يعزز من أهميته، كما يتميز بشبكة نقل جيدة تربطه بمختلف مرافق المدينة، ما يسهل حركة السكان والزوار، ويهدف هذا المشروع لتطوير المدينة واستبدال الأحياء القديمة بالأبراج، وهو نمط مشهور في تطوير المدن ومحاولة تجديد مراكزها لرفع المستوى الاقتصادي للمدينة وتحسين مستوى خدماتها ووضع سكانها المعيشي، والأبراج السكنية توفر نمطا من الإسكان عالي الكثافة والذي يمكن توفيره بجودة مناسبة وعلى مساحة أصغر داخل المدن عوضا عن الضواحي البعيدة، وستكون الأبراج جزءا من تكوين المدينة المتطورة عمليا واقتصاديا وسياسيا.

وحسب الفيديو، فإن الهدف من تصميم هذه الأبراج هو الاهتمام بالهندسة المعمارية واستغلال ارتفاع المنطقة لإنجاز مبان مرتفعة جدا مما يعزز المظهر المرئي لها ويضيف لمسة من الأناقة والشعور بالفخامة، ولتكون ظاهرة وواضحة لكل المتواجدين في المناطق المحيطة بالحي، ويمكن أن تتحول لأحد الرموز التي تعرف بها المدينة.
ويتكون هذا المجمع السكني من 11 بناية بسعة 760 شقة فاخرة، منها 8 مباني عالية متعددة الوظائف مكونة من 20 طابقا يشمل الطابق الأرضي محلات تجارية، بينما يضم الطابق الأول مكاتب إدارية، أما الطوابق الأخرى فهي مخصصة للسكن، بالإضافة إلى 3 مباني ذات 9 طوابق عبارة عن وحدات سكنية، ويتميز المشروع بتصميمه العصري والأنيق بفضل واجهته المصنوعة من الزجاج التي تضفي عليه عمقا جماليا، كما تتمتع المباني بتعرض جيد لأشعة الشمس، مما يسمح لجميع الشقق من الاستفادة من إضاءة طبيعية ممتازة، كما يضم المجمع فضاءات خضراء للراحة واللعب.
ويهدف المشروعان إلى إعادة تنشيط الفضاء الحضري ومنح قسنطينة نفسا جديدا مع الحفاظ في الوقت نفسه على طابعها الفريد وإرثها المعماري، حيث ستظل محافظة على سحرها التاريخي مع تجديدها بأبعاد عصرية تجعلها وجهة حيوية وممتعة.
حي القصبة .. تحسين البنية القديمة وتكييفها مع متطلبات المعاصرة
ويتمثل الموقع الثالث في حي القصبة الذي سيستفيد من إعادة التأهيل والتثمين والاعتبار، وتعتبر القصبة من أعلى الأحياء في الصخر العتيق لمدينة قسنطينة، تقدر مساحتها 17 هكتارا، كانت القلب الإداري للمدينة خلال العهد البايلكي، وكانت تضم سكنات وقصورا، وخلال العهد الاستعماري تعرض هذا الحي لتحولات جذرية شملت تدميرا واسعا غيّر معالمه التاريخي، كجزء من التراث المحفوظ للمدينة القديمة لم تعد قصبة قسنطينة عبارة عن تلك المباني القديمة التي تتحدى الزمن، إذ أدت التعديلات العمرانية التي شهدتها عبر القرون إلى توسيع نسيجها العمراني مع العديد من المباني التي أنجزت على جانبي شارعها الرئيسي.
ويتكون حي القصبة من 35 حصة، تتمحور عبر 3 محاور رئيسية، محور سي عبد الله بوهروم، وهو الطريق الرئيسي الذي يتوسط الحي ويشكل العمود الفقري له، محور ديدوش مراد والذي يربط من الجهة الشرقية القصبة بالأحياء الشرقية ويوفر منفذا مهما للحركة والتنقل، محور زيغود يوسف من الجهة الغربية ويسهل الوصول إلى القصبة من الجهة الغربية ويمر عبر مناطق حيوية في المدينة، هذه المحاور تلعب دورا مهما في تسهيل التنقل داخل القصبة، خاصة وأن الحي يتميز بأزقته الضيقة وتضاريسه الوعرة.
يتميز الحي كما قلنا بأزقته الضيقة والمتعرجة، والمنازل المبنية بالحجر الجيري، والأبواب الخشبية المزخرفة والنوافذ التقليدية، كما تتخلله سلالم وأروقة تعكس التكيف المعماري مع طبيعة قسنطينة الجبلية، تقع القصبة على مسار مفضل للسياح وهي عبارة عن أزقة تعج بالحركة طوال اليوم، مما يجعلها مدينة مفتوحة وهادئة، وللحفاظ على هذا الإرث المعماري، تم اقتراح عملية ترميم للمباني التاريخية والمعالم الواقعة في هذا الموقع، التي تمتلك قيمة معمارية أو ثقافية، مع احترام الطابع المعماري لها بالحفاظ على مظهرها الخارجي الأصلي وتحسين أسسها الداخلية.
وتتضمن هذه العملية مراجعة كاملة للداخل من دون المساس بالهيكل الخارجي، والهدف هو تحديث العناصر الداخلية للمباني وجعلها متوافقة مع المعايير الحديثة، تندرج إعادة تأهيل المباني القديمة ضمن ديناميكية مزدوجة، تحسين البنية القديمة وتكييفها مع متطلبات المعاصرة إلى جانب إعادة تقييم صورتها بحيث يتحول ما كان في الماضي عبارة عن مجرد مبنى عادي إلى عنصر يستحق الحفظ والتقدير، المحافظة على التراث أمر ضروري للحفاظ على تاريخ وثقافة المجتمع فالمباني القديمة تعد شاهدة على ماضي سكان قسنطينة.
وتحتاج العملية حسب الشروحات، إلى تقنيات تأهيل خاصة لترميمها وحمايتها، وهي التقييم الدقيق للموقع عن طريق إجراء تقييم شامل لحالة المباني قبل بداية أعمال الترميم، احترام الأصالة باستخدام مواد وتقنيات تتوافق مع أسلوب البناء الأصلي، الحفاظ على العناصر التاريخية مثل العناصر المعمارية والزخرفية الأصلية، استعمال تقنيات إعادة الترميم الهيكلي عبر تعزيز الأساسات وتقوية الجدران الحاملة ومعالجة التآكل وإطالة عمر الهيكل وتدعيم الأعمدة، دمج التقنيات الحديثة باستخدام التكنولوجيات المتطورة لتسهيل أعمال الترميم، التعاون مع خبراء وحرفيين مؤهلين في حفظ التراث، ويتم اختيار التقنية المناسبة بناء على حالة المبنى ونوع الضرر والهدف من الترميم هو الحفاظ على القيم التاريخية والمعمارية مع تحقيق معايير السلامة والاستدامة.
وشدد والي قسنطينة، على الأهمية الإستراتيجية البالغة لهذه المشاريع الثلاثة، باعتبارها محاور رئيسية لرؤية طموحة، وذلك وفقا لتصريحات رئيس الجمهورية بشأن تطوير مدينة قسنطينة، حيث أكد على ضرورة الالتفات لهذه المدينة المقاومة لتأخذ حقها من التهيئة الإجمالية بعد الانتهاء من الأشغال في العاصمة.

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com